نظم اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين مساء اليوم الاثنين بفندق “الخاطر” وسط العاصمة نواكشوط ملتقى حول أدب المحاظر (قراءة في ديوان إلهام المحظرة للشاعر الراحل يسلم ولد أكيبد)، وذلك وسط حضور رسمي وثقافي كبير، تقدمه العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، والشعراء: عبد الله السالم ولد المعلى، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وأحمد ولد عبد القادر وناجي محمد الإمام ومحمد ولد الطالب، ومحمدن ولد إشدو، وجمع غفير من الشخصيات العلمية والثقافية، ووسط حضور لأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة الخليل ولد المهدي ولد أجيد، والأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي محمد محمود ولد سيدي أبات.
ونوه الشاعر عبد الله السالم ولد المعلى، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، بأهمية هذه التظاهرة خاصة فيما يتعلق بمسألة تحقيق الدواوين الشعرية، الذي يعتبر ديوان الشاعر والأديب يسلم ولد أكيبد لبنة في جدارها، ومساهمة مشرقة في صرحها.
واعتبر أن وضع مثل هذه الدواوين الشعرية بين يدي الأجيال المستقبلية سيضمن تحقيق الهوية الحضارية، وحمل راية الشعر في ربوع الشعر.
واعتبر ولد المعلى أن حضور العلامة محمد الحسن ولد الددو، لأول مرة إلى ندوة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، هذه تعتبر حدثا بارزا وعلامة أدبية مميزة وتشريفا كبيرا للاتحاد.
وطالب ولد المعلى الأدباء والنقاد أن يحذوا حذو هذا العمل الأدبي الرائد الذي قام به الزميل الحسن ولد يسلم ولد أكيبد في تحقيق هذا الديوان.
بعد ذلك، بدأت الندوة بمداخلة للعلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، أشاد فيها بديوان الشاعر يسلم ولد أكيبد، وغزارة علمه وأدبه مقدما سيرة ذاتية عن نشأة وحياة الشاعر ومراحل تعليمه بين محظرتي أهل عدود وأهل يحظيه ولد عبد الودود. منوها بحياته الأدبية والدينية والعلمية والأخلاقية، مشيرا إلى أنه خاض مساجلات مع معاصريهم ومن بينها إخوانيته مع معاصره الشاعر أبوه ولد أسياد.
واعتبر ولد الددو أن الشاعر الراحل كان من نوابغ المدرسة المحظرية، وأنه كان عابدا وقواما لليل، وكان نموذجا لتربية بيئة منطقة “لبيرات”، متمنيا أن يجد الديوان الحساني للشاعر الراحل طريقه إلى النشر، باعتباره ديوانا لا يقل أهمية عن ديوانه الفصيح.
وأثنى الشيخ الددو على المجهود الذي قام بها محقق الديوان الحسن ولد يسلم ولد أكيبد.
وبدوره تحدث الشاعر الكبير أحمد ولد عبد القادر عن شعر الحسن ولد أكيبد ومميزاته، موضحا أنه ينتمي للمدرسة الكلاسيكية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وقدم قراءة من قصائد الديوان.
أما مؤلف الديوان الأستاذ الحسن ولد يسلم ولد أكي، وهو نجل صاحب الديوان، فقد قدم عرضا مفصلا عن الديوان ومراحل تأليفه وما احتواه من نصوص شعرية تناولت أغراضا متنوعة من أهمها تركيزه على أدب المحظرة.
ومن جانبه، أوضح الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة الخليل ولد المهدي ولد أجيد بالمناسبة أن الندوة تدخل في السياق الثقافي والأدبي وإثراء الساحة الثقافية الوطنية حيث تتعانق الأصالة الأدبية والثقافية.
وأضاف أن ديوان الشاعر مثل لوحة فنية ذات ألوان وأشكال للثقافة الموريتانية حافظت عليها المحظرة ردحا من الزمن.
وقال إن توظيف الشعر في غرض إشاعة المعارف هم نبيل وفق فيه الشاعر، حتى أصبح ديوانه بحق اسما على مسمى.
وبعد ذلك ألقى الدكتور أحمد ولد أمبيريك محاضرة عن شعر الحسن ولد أكيبد، قدم من خلالها قراءة نقدية، ركز المحاضر من خلالها على الجانب الصوتي في الديوان، حيث رصد العلاقة بين الأحرف والحالة النفسية والغرض التعبيري للشاعر.
وخلصت مختلف المداخلات و القراءات في هذا الملتقى إلى الأهمية الإبداعية والثقافية والتاريخية لأدب المحظرة الموريتانية.