ندد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الإسلامي المعارض في موريتانيا بالتدخل الفرنسي وبهجوم الطائرات الفرنسية التي “استهدفت المدن والأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين” في إقليم أزواد بالشمال المالي، مؤكدا أن ما وصفه بمستعمر الأمس “لا يمكن أن يكون منقذ اليوم”.
وأكد الحزب؛ في بيان توصلت به صحراء ميديا، إدانته ورفضه لمن أسماهم جماعات الغلو والعنف التي قال إنها أفسدت على الماليين و أساءت للإسلام “بنموذجها الذي يقوم على الاكراه والتطرف و الخطف”؛ بحسب تعبيره.
وجدد حزب تواصل؛ الذي يرأسه النائب محمد جميل ولد منصور، دعوته للحوار “سبيلا وحيدا لحل الأزمة في مالي”، موضحا أن الحوار يجب أن يستهدف أبناء البلد ويكون مع المجموعات الممثلة لهم، “بعيدا عن الغزاة الغربيين والغلاة المتشددين”.
وذكر الحزب بموقفه “المتشبث بوحدة دولة مالي بكافة أرضها وساكنتها”، مشددا على أهمية أن تكون هذه الوحدة “ضامنة لحقوق كافة الماليين وخصوصا سكان إقليم أزواد الذي عانى تاريخيا من التهميش والظلم”.
وعبر الحزب عن رفضه أي مشاركة لموريتانيا في هذه الحرب “سواء مباشرة أو بواسطة الاسناد و التسهيل والمعلومة”، مؤكدا أن دورها يجب أن ينحصر في “المساعدة على منع توسع الحرب والعودة إلى البحث عن الحلول السلمية”.
ودعا القوات المسلحة الموريتانية لتحمل مسؤولياتها “حماية لحدودنا الشرقية ومنعا لأي استهداف لأهلنا في ولايات الحدود”.
وطالب الحزب؛ المنضوي تحت لواء منسقية أحزاب المعارضة الديمقراطية، إلى “الوقف الفوري لإطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التطورات الأخيرة واستئناف التفاوض للتوصل لحل بواسطة الحوار”، داعيا من وصفهم بالوسطاء إلى الاستمرار في “مهمتهم النبيلة القاضية بحل الأزمة سلميا”.
وندد البيان بأي اعتداء يتعرض له الموريتانيون المقيمون في مالي، و مطالبا السلطات المالية والجيش المالي بحماية الموريتانيين وممتلكاتهم من أي خطر يتهددهم، كما دعا الحكومة الموريتانية لتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد والجهوزية “لإجلاء مواطنينا عند الضرورة”.
ووجه الحزب دعوة لعلماء الآمة، وخصوصا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى التحرك بسرعة للإسهام في منع المأساة والتوصل إلى حل “يحفظ هذا البلد الاسلامي العريق”، مطالبا من عبر عنهم بعقلاء المنطقة ودولها الواعية لمخاطر التطورات أن “لا يستسلموا لمنطق الحرب وأن يعاودوا مساعي الحوار والتفاوض”، ومؤكدا أن مصير المنطقة بالحرب “مخيف”.
ودعا حزب تواصل الحكومة الموريتانية وكل الهيئات الخيرية والانسانية لبذل الجهود و توفير الاسناد للاجئين و المشردين والمتضررين من هذه الحرب المجنونة؛ على حد وصفه.