تواصل تداعيات عملية التدخل العسكري في مالي وتراجع المسلحين الإسلاميين نحو شمال البلاد الاستئثار باهتمام معظم الصحف الإفريقية الناطقة بالفرنسية الصادرة أمس الثلاثاء، في كل من السنغال، ومالي، والنيجر، وكوتدفوار.
وذلك إلى جانب مواضيع محلية أخرى من قبيل توجيه تهمة ارتكاب جرائم حرب في حق شارل بلي غودي٬ المسؤول السابق عن الميليشيات الموالية للرئيس السابق اغبابغو٬ وقضية “رجال الشرطة الأشباح” في كينيا.
وفي هذا السياق٬ كتبت يومية (لو روبيبليكان) المالية أنه بعد مرور أحد عشر يوما على بدء العمليات العسكرية الفرنسية في مالي٬ فإنه يمكن القول بأن الجيش المالي المدعوم من قبل القوات العسكرية الفرنسية دشن بالفعل “سيره الشاق” من أجل استرجاع الوحدة الترابية لمالي.
وأضافت اليومية أنه “في الوقت الحالي٬ من المرجح أن إعادة السيطرة على مدينتي تينبكتو وغاو يمكن أن يتم في غضون أسابيع٬ إن لم يكن أيام”٬ وأن المعلومات الواردة من شمال البلاد تفيد بأن المقاتلين الجهاديين بدأوا يفرون٬ على شكل جماعات صغيرة٬ من المناطق التي احتلوها سابقا.
وأفادت يومية (لانديبندانت) بدورها أن “عملية اقتفاء أثر المسلحين وتحرير مناطق ومدن من قبضتهم تتم على عدة جبهات”٬ مشيرة في هذا الصدد إلى “الدعم الكبير الذي تقدمه الساكنة التي تزود باستمرار قوات الأمن بمعلومات تتعلق بتحركات المجاهدين”.
واعتبرت يومية (لوسوار دو باماكو)٬ من جهتها٬ أن استعادة مناطق بوسط مالي تؤشر على قرب “مرحلة أساسية في مسلسل استرجاع مناطق بكل من جاو وتومبكتو٬ وذلك على اعتبار أن دوينتزا تعد نقطة استراتيجية بين المدينتين.
على نطاق آخر٬ اهتمت الصحافة السنغالية بتداعيات الحرب في مالي على البلاد٬ بحيث أوردت أن هشاشة الوضع على الحدود تغذي المخاوف من احتمال تحول هذه المنطقة إلى قاعدة خلفية للجماعات الإسلامية المسلحة.
وبخصوص دعم الدول الإسلامية لحكومة مالي٬ أفادت يومية (الساحل) النيجيرية بأن رئيس الجمعية الوطنية للنيجر دعا المشاركين في المؤتمر الثامن للاتحاد البرلماني للتعاون الإسلامي٬ الذي انطلقت أشغاله أمس الاثنين في الخرطوم٬ لتقديم دعم صريح لمالي في مواجهتها للقوى الإرهابية التي تحتل أجزاء من أراضيها.
بدورها خصصت الصحف الإيفوارية حيزا هاما لموضوع إدانة شارل بلي غودي٬ المسؤول السابق عن الميليشيات الموالية للرئيس اغبابغو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. فقد كتبت يومية (لو باتريوت) أن شارل بلي غودي متهم على الخصوص بخرق أمن الدولة وارتكاب جرائم القتل والسرقة٬ مضيفة أن المتهم معروف بانخراطه في السياسات المؤيدة لنظام الرئيس السابق اغابغو٬ والذي ساهم في 2002 في اندلاع الأزمة المسلحة التي شهدتها البلاد.
وحول موضوع الانتخابات البلدية والإقليمية في كوت ديفوار٬ قالت يومية (لو نوفو ريفيي) أن ترشيحات التجمع من أجل الديمقراطية والسلم قد تم الحسم فيها أمس الاثنين خلال اجتماع رئيس الوزراء دانييل كابلان دانكان مع إدارة الحزب.