نواكشوط ــ صحراء ميديا
خرجت الموريتانيات صباح اليوم الخميس 08 مارس من أجل تخليد اليوم العالمي للمرأة، ولكن بدل أن يحملن “الخبز اليابس والورود” كما فعل زميلاتهن في نيويورك قبل أكثر من قرنين من الزمن، حملن “الصحون الفارغة” وطالبن بالقوت.
“الصحون الفارغة” كانت هي الشعار الذي جادت به مخيلة النسوة الموريتانيات في مسيرتهن الخارجة عن المألوف، فكتبن وسط كل صحن كلمة “فارغ” بجميع اللغات الوطنية إضافة إلى الفرنسية والإنجليزية.
مسيرة “الصحون الفارغة” انطلقت من مقر الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية بالقرب من مجمع المدارس وسط العاصمة نواكشوط، حيث كانت تنوي التوجه نحو القصر الرئاسي قبل أن توقفها الشرطة في منتصف الطريق، فجلسن على الشارع وحولن المسيرة إلى جلسة لترديد الشعارات وإلقاء الخطب.
شعارات النسوة كانت جميعها تندد بالأوضاع المعيشية للمرأة الموريتانية و”التمييز الاقتصادي الذي تعاني منه”، كما تنوعت هذه الشعارات ما بين الهتاف بعبارة “ربات البيوت يطالبن بتوفير القوت”، ولافتات تقول “أوقفوا لهيب الأسعار قبل أن تنتحر الأمهات”، وترفض “التفاوت في الأجور بناء على الجنس”.
زينب منت الشيخ، إحدى المشاركات في المسيرة وهي ترفع صحنها الفارغ قالت في تصريح لصحراء ميديا: “لقد خرجنا من بيوتنا وتركنا أطفالنا وحملنا الصحون الفارغة من أجل التعبير عن رفضنا للوضع المأساوي الذي نعيشه”.
واعتبرت منت الشيخ أن “المرأة الموريتانية هي المتضرر الأول من الوضعية الاقتصادية التي يعيشها البلد”، قبل أن تؤكد على “مطالبة النسوة الموريتانيات بجميع حقوقهن”، حسب تعبيرها.
أما مريم سكينه منت محمد سالم؛ رئيسة الحركة النسوية للكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية، فقد اعتبرت أن وضع المرأة الموريتانية “وصل إلى درجة حمل الصحون الخاوية احتجاجا على ارتفاع الأسعار وعلى الوضع المعيشي المتردي الذي تعيشه”.
كما أشارت إلى أنه “في وقت يحتفل في هذا اليوم نسوة العالم بما حققن من مكتسبات، قررت نسوة موريتانيا الخروج في هذه المسيرة التي تعكس واقعهن حيث تعتبر أوضاعها المعيشية تحت خط الفقر”، حسب تعبيرها.
وهكذا توقفت أكثر من مائة سيدة موريتانية يحملن أكثر من مائة “صحن فارغ”، قبل أن يصلن إلى بوابة القصر الرئاسي وهن يحملن أيضا رسائل يعتبرن أن الرجل الموريتاني “عجز” عن إيصالها إلى وجهتها.