
نفي شهود عيان أن تكون المواشي السائبة سببا وراء الحادث وقلق في صفوف ذوي الضحايا والمصابين
النعمة ـ الرجل بن عمر
على الرغم من أجواء الحزن الذي خيم صباح يوم الخميس، بمدينة النعمة؛ شرقي موريتانيا على بعض ذوي وأقرباء ضحايا حادث انقلاب شاحنة “سونف” لنقل المسافرين؛ مساء الأربعاء بمنطقة “الشكيك” القربية من كيفه عاصمة ولاية العصابة؛ شرقي مورتيانيا؛ ظلت عدد من الأسر تعاني صدمة الحادث؛ الذي تم انتشال بقية ضحاياه وكان من بينهم مواطن موريتاني وأجنبيان؛ حسب مصادر خاصة لصحراء ميديا.
الرحلة التي لم تزد ساعة انطلاقتها؛ أول أمس على أكثر من 16 راكب، ظلت تلتقط ركاب جدد عبر نقاطها الثابتة على طول طريق الأمل؛ حيث شكل هؤلاء ضحايا ثاني أروع حادث سير حصد 4 قتلى وعشرات الجرحى والمصابين.
المواطن سيدي أحمد ولد محمود؛ الذي قدم حديثا من نواكشوط لواجب العزاء بمدنية النعمة؛ كان من بين الأربعة الذين فارقوا الحياة على الفور.
ولم يكن الرجل الستيني غريبا على المدينة؛ حيث عمل بها سائقا لدى مخازن المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان؛ قبل أن يلتحق بالقطاع الخاص في نواكشوط.
وبحسب متحدث باسم فرع الشركة بولاية الحوض الشرقي؛ فانطلاقة الرحلة كانت طبيعية وعلى متن واحدة من أحدث الحافلات التي اقتنتها مؤخرا؛ فيما يصر المتحدث باسم فرع الشركة، والذي فضل حجب هويته، على نفي أن يكون الحادث الأليم بسبب عيوب بالحافلة أو تقصير من سائقها الذي هو الآن أحد نزلاء مستشفى مدينة كيفه.
الحادث الذي أعاد للأذهان حادث تمبدغه أغسطس الماضي والذي راح ضحيته 9 قتلى وأكثر من 20 مصاباً، شكل نكسة حقيقة في نفوس السكان؛ الذين لم يطمئنوا نهائيا على ذويهم بعد.
كان أبناء المسن سيدي أحمد وأقرباءه من بين عشرات الأسر الموريتانية التي نهشتها الشائعات؛ خاصة حين وردت أنباء عن صعوبة انتشال بعض الضحايا الذي ظلوا عالقين تحت هيكل الحافلة التي انقلبت أمتارا عديدا في اتجاه معاكس لطريق الأمل؛ قبل أن يتم انتشالهم زوال يوم الخميس.
كانت المعلومات الواردة من مسرح الحادث تتحدث عن ما يزيد على أربعة أشخاص ـ على الأقل ـ علقوا بالحافلة؛ حيث اعتبرهم كثيرون في عداد الأموات الأمر الذي تأكد بعد وصول رافعات ثقيلة.
كما سيطرت خيبة أمل كبيرة في صفوف أقرباء وذوي المسن سيدي أحمد؛ حين استحالت إمكانية إسعافه إلى جانب من تم نقلهم إلى مستشفى كيفه في حالات خطرة أو من تلقوا إسعافات أولية ببلدية الغايرة.
ووفق ما رواه سائق الحافلة المنكوبة؛ السالك ولد الزحاف؛ الذي كان قد ترك العمل مؤخرا بشركة زمزم للنقل؛ فإن مرور أفواج من الحمير بشكل معاكس لاتجاه الحافلة عند معبر “أشكيك” كان السبب في انقلابها وهو ما نفاه شهود عيان أكدوا لصحراء ميديا انجراف الحافلة من علو 3 أمتار فوق معبر “أشكيك”.
وأضاف هؤلاء ما أسموه “قوانين السرعة الصارمة” التي تحددها الشركة لسائقيها؛ حيث يجب وصول كل رحلة في آجال محددة مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
فريق آخر من المواطنين يرجحون أن تكون السباقات الماراتونية التي يقدم عليها سائقو باصات الشركة في وجه الباصات الأخرى والذين هم في الأغلب من الأجانب كان سببا مباشر في هدر حياة الركاب؛ بحسب هؤلاء.