صحراء ميديا تتبع بعض الجوانب المخفية من زيارة المعارضة لـ”تكانت”
تجكجه ـ محمد ولد زين
أنهت المعارضة الموريتانية أمس السبت جولة قادتها إلى ولاية “تكانت” في الوسط الموريتاني؛ وبها أكلمت عقد عواصم ولايات الوطن ضمن سلسلة من المهرجانات بدأتها منسقية المعارضة شهر يناير الماضي؛ وجابت كافة الولايات الداخلية وأغلب المقاطعات الموجودة على الطرق المعبدة.
جولة “تكانت” وإن كانت الأخيرة؛ إلا أنها جرت في أجواء سياسية ساخنة ولم تسلم من المضايقات هنا وهناك؛ كما أن الظروف ألمناخية أملت شروطها وخطف الحر الشديد بريق الزيارة من قادة المعارضة.
صباح الخميس التأمت فصائل المعارضة على كثيب رملي مطل على مقربة من منزل رفيقهم السابق مسعود ولد بلخير في بلدة “تفريت”؛ وكانت أصداء “حوار” الرجل مع التلفزيون الرسمي حاضرا بقوة بين معارضي الصف الثاني؛ ونال قسطا وفرا من التمحيص والنقد.
حانت لحظة الانطلاق؛ وتبدى أن الرئيس محمد جميل ولد منصور و النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين؛ أبرز الغائبين عن الرحلة؛ الأول بسبب وعكة صحية؛ والثاني الموجود في جوهنسبرغ؛ وأن زعيم المعارضة أحمد ولد داداه سيلتحق بالوفد في “شكار”؛ وهو ما تأكدت صحراء ميديا لاحقا أنه كان بسبب اجتماع للرجل مع مندوبية الاتحاد الأوربي في نواكشوط.
ظهر نفس اليوم؛ كان العقيد عبد الرحمن ولد بوبكر في طليعة مستقبلي وفد المعارضة على مشارف بلدة “شكار” 285 كيلومتر شرقي العاصمة نواكشوط؛ وعلى الفور بدأت فعاليات تجمع جماهيري لم تسعفه العواصف في أن يطول ليقتصر على كلمتين مقتضبتين لكل من الرئيس الدوري للمنسقية عبد الرحمن ولد محمد الشيخ والمضيف ولد بوبكر.
أصيلالا؛ كانت المعارضة تنظم صفوفها على مشارف مقاطعة “المجرية” التي قالت أخبار الزوال إن الحزب الحاكم ينظم بها نشاطا موازيا؛ يصاحبه توزيع كميات من الأعلاف على الساكنة؛ يقول ناشط من اتحاد قوى التقدم.
بالفلكوري الشعبي والرقصات النسوية استقبل الوفد في المجرية؛ والتأم المهرجان الليلي لساعات؛ كال فيه القادة الانتقادات للنظام الذي كان أنصاره يتجمعون غير بعيد ويستخدمون مكبرات الصوت ويحشدون أنصارهم كي لا يقودهم “الفضول” لتعزيز صفوف المعارضة.
الساعات الأولى من فجر الجمعة كان مناضلو المعارضة في المجرية يتحدثون عما أسموها مضايقات تعرضوا لها من أنصار النظام قبل أن ينصفهم “الحاكم”؛ ويرغم عناصر الدرك الوطني نشطاء الحزب الحاكم على نزع بعض الملصقات؛ حسب تعبير سيد أحمد ولد الحيكل.
وفي الوقت الذي خلد فيه أغلب الرؤساء للنوم كان نائب رئيس حزب “تواصل” الإسلامي محمد غلام ولد الحاج الشيخ، يتحسس النتائج الأولية للانتخابات المصرية والفروق بين “مرسى” ومطارديه المباشرين؛ رغم رداءة خدمة الانترنت هناك.
صباح اليوم الثاني تحدق البعض حول مائدة الإفطار؛ لتفرز حوارا “إسلاميا يساريا” حول ظاهرة العبودية في موريتانيا؛ حيث اعتبر القيادي في حزب اتحاد قوى التقدم احمد حباب؛ أن بعض المنظمات الناشطة في مجال العبودية لم تحقق نتائج ملموسة؛ مضيفا أن الكادحين نجحوا في السابق في “تحرير الكثير من العبيد وأخرجوهم من جحيم الاسترقاق”؛ ونفس الطرح عززه محمد غلام ولد الحاج الشيخ؛ وزاد أن هناك جماعة أخرى ساهمت في فرز مجموعة من الأئمة من هذه الشريحة؛ في إشارة يفهمها النبهاء؛ واسترسل الحديث مقدما حلولا عملية للقضاء على العبودية منها رفع الحواجز عن الزواج ليسمح لشريحة “الحراطين” بالزواج من “البيظان”؛ يقول ولد حباب.
تجمع المعارضة في بلدة “انبيكه” لم يخلو مع مضايقات أنصار النظام؛ حيث لوحظ بعض الأطفال والفتيات وهم يعلقون على صدورهم لوحات صغيرة تحمل شعار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية؛ ولم ينتهي التجمع قبل ان يضطر المستشار بالرئاسة والوزير السابق الدي ولد الزين إلى المرور عبر سيارته وهو يلقى نظرة خاطفة من على الشارع الرئيسي؛ ومن الصدف أن مرور ولد الزين تصادف مع حديث الشيخ باي ولد الدولة القيادي في التكتل وهو يعدد المضايقات التي واجهوها في سبيل تنظيم هذا التجمع المعارض.
أنصار المعارضة في تجكجه استقبلوا رؤسائها بالخيل؛ وعند مدخل المدينة بالقرب من قيادة الدرك الوطني كانت كميات كبيرة من أعلاف الحيوان تتكدس في حائط قريب جدا من الشارع الرئيسي المؤدي إلى مكان المهرجان قبالة مبنى الولاية.. وهو قالت المعارضة أنه استجلب لكي يشغل الناس عن مهرجانها.
محمد ولد مولود؛ رئيس اتحاد قوى التقدم، قرر أن يكسر جدار الصمت الذي لازمه طيلة فترة علاجه الحالية بفرنسا؛ شاكرا سكان تجكجه على احتضانهم للمعارضة وهم الذين عانوا الإقصاء والتهميش من طرف النظام الحالي.
مهرجان تجكجه أطلقت فيه منسقية المعارضة الديمقراطية في موريتانيا؛ أربعة رسائل أولاها للأغلبية بأن “تنحاز للتغيير؛ وأن توفر مخرجا آمنا لعزيز يجنبه الملاحقة الوطنية والدولية”؛ والثانية موجهة للمؤسسة العسكرية بأن وهو انه عليها في قادم الأيام ان تنحاز لخيار الشعب بدل حماية الفرد، والثالثة للشعب الموريتاني وهو أن المعارضة مصممة على إحداث التغيير بالطرق السلمية وأنها تدعو هيئات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية وأصحاب المظالم للالتحاق بركب التغيير ليشاركوا في صناعة التغيير المنشود الذي يجب ان يكون من صناعة الجميع وللجميع.
يشار إلى أن وفد رؤساء منسقية المعارضة كان منقوصا في هذه الجولة؛ بحزب الحراك الذي يتزعمه موسى فال.