ولد محمد فال: الغرب كان يرى أن انقلاب 2008 أفضل لتأمين موريتانيا من التجربة الديمقراطية
قال اعل ولد محمد فال، الرئيس الموريتاني السابق، إن الوضعية التي تمر بها البلدان العربية التي شهدت ثورات شعبية “شبيهة بالفترة الانتقالية التي مرت بها موريتانيا ما بين 2005 و2007″، مؤكداً أن موريتانيا مرت آنذاك بتجربة ديمقراطية “فريدة من نوعها” في المنطقة.
ولد محمد فال الذي كان يتحدث خلال مؤتمر نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا (إسكوا) بالعاصمة اللبنانية بيروت بداية الأسبوع الجاري، تحت عنوان “الإصلاح والانتقال نحو الديمقراطية” وذلك من خلال الاستفادة من خبرات عاشتها دول شهدت حروبا أهلية وحكاما متسلطين وحققت انتقالا ناجحا إلى الديمقراطية، على حد تعبير المنظمين.
خلال مداخلته قال ولد محمد فال إن التغيير الذي شهدته موريتانيا 2005 أجري بطريقة تسعى إلى “إشراك الشعب الموريتاني بشكل حقيقي وفعال”، حيث أشرك في القرار منذ البداية من خلال تنظيم “الأيام التشاورية” التي شاركت فيها الأحزاب السياسية وتشكيلات المجتمع المدني والإدارة الرسمية.
وأضاف ولد محمد فال بأن “التجربة الديمقراطية في موريتانيا تم إيقافها بعد سنة ونصف بانقلاب”، وقال إنه “على الرغم من الإشادة بهذه التجربة من طرف الشركاء وعبر وسائل الإعلام، إلا أن أحدا لم يتحدث عن إيقافها، وهذا هو السؤال الأهم الذي يجب أن تطرحه الدول العربية التي تشهد الآن ثورات محل إشادة عالمية”.
واعتبر أن التجربة الموريتانية كانت “فريدة ومعزولة في المنطقة” وبالتالي لم تجد من يدافع عنها، أما بالنسبة للغرب -يقول ولد محمد فال- فهو يتحدث عن موريتانيا على أنها “بلد صغير بمساحة كبيرة وسكان قليلين، مهدد بالقاعدة والإسلاميين، ومعرض في أي وقت لعدم الاستقرار والتحول إلى أفغانستان”، وبالتالي فالغرب يرى أن “الانقلاب أفضل لتأمينه من هذه التجربة الديمقراطية”.
وبالنسبة لفوز الحركات السياسية الإسلامية في الانتخابات التي نظمت في عدد من الدول العربية، قال ولد محمد فال إن “الوضعية اليوم تفرض الاعتراف بالقوى السياسية الإسلامية ومشاركتها في العملية السياسية”، معتبرا أنه بدون ذلك “فنحن مهددون بإقصاء جزء كبير من الشعب مما سيشكل وضعية أكثر خطورة”.
وفي نفس السياق أضاف ولد محمد فال -الذي سبق وأن رفض الترخيص لحزب إسلامي موريتاني- بأنه لا يظن أن “هنالك ما يبرر الشك في نواياهم الديمقراطية ولا إرادتهم في التطور الديمقراطي”، على حد تعبيره.
أما بالنسبة للدول العربية فقد اعتبر ولد محمد فال أن “الاحتكار المطلق للسلطة من طرف الحكام وهيمنة تشكيل سياسي أو عسكري على الحياة السياسية، وغياب الديمقراطية وضعف مشاركة المواطن، وما تميزت به المجتمعات العربية من خضوع تام وسلمي للسلطة”، كلها عوامل كانت سببا في “نقص الحريات الفردية والجماعية في الوطن العربي”.
فيما اعتبر أن “سوء التسيير والفساد، إضافة إلى البطالة والفقر وغلاء المعيشة، والحاجة الماسة إلى ديمقراطية حقيقية”، كانت هي العامل المباشر الذي أشعل ثورات الربيع العربي، على حد تعبيره.
وقال ولد محمد فال إن القوى المعادية للثورة تعمل على استعادة السلطة من خلال الوضعية السياسية الحرجة التي تمر بها بلدان الثورات، مطالبا “باتخاذ عاجل للتدابير اللازمة حتى يتم قطع الطريق أمام هذه القوى”.