تظاهر عدة آلاف من الطلاب وموظفي قطاع الصحة في الجزائر العاصمة، اليوم الثلاثاء، للمطالبة من جديد برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كرر مساء الإثنين التأكيد أنه سيبقى في السلطة.
وردد الطلاب والأساتذة وموظفو قطاع الصحة، من أطباء وممرضين، شعارات تطالب ب “رحيل النظام” وعدم استمرار حكم بوتفليقة مثل “طلبة غاضبون للتمديد رافضون” في إشارة إلى إلغاء الانتخابات الرئاسية وبالتالي التمديد لحكم بوتفليقة حتى تنظيم انتخابات جديدة.
وتحدثت وسائل إعلام جزائرية ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات عن تظاهرات مشابهة للطلاب والأطباء والممرضين في مدن جزائرية أخرى.
وقابل الشارع هذا القرار برفض كبير اذ نظمت الجمعة المظاهرة الرابعة على التوالي في انحاء الجزائر، وشارك الجزائريون بأعداد كبيرة للمطالبة برحيل بوتفليقة والمحيطين به ورحيل “النظام” القائم في السلطة.
برغم ذلك، كرر الرئيس الجزائري مساء الإثنين، في رسالة بمناسبة الاحتفال بعيد “النصر” المصادف 19مارس 1962، رغبته في نقل السلطة إلى رئيس يتم انتخابه في الاقتراع المقبل، أي إلى ما بعد انتهاء ولايته الدستورية في 28 أبريل.
وساند المارة وتجار وسط العاصمة الجزائرية تظاهرة الطلاب ورد دوا معهم الشعارات والأغاني.
وتميز طلاب الجيولوجيا بلافتات طريفة تعبر عن تخصصهم مثل “أيها الديناصورات إنقرضوا” أو “الجيولوجيون يريدون الانقراض الشامل للحكومة”.
وانتقدت الصحف الصادرة الثلاثاء بشدة الرسالة الأخيرة للرئيس بوتفليقة حيث أعاد التأكيد أنه باق في الحكم حتى بعد انتهاء ولايته.
وكتبت صحيفة “ليبرتي” في افتتاحيتها “هذا ليس عنادا فقط بل هو لامسؤولية خطرة”.
أما صحيفة “الوطن” الناطقة بالفرنسية فاعتبرت هي أيضا أن بوتفليقة “متمسك بندوته” و”لا يستجيب للمطلب الشعبي في ما يتعلق برحيل النظام” وكذلك كتبت صحيفة الخبر في صدر صفحتها الأولى “بوتفليقة لم يستجب لمطالب الشعب” مشيرة إلى انه متمسك ب”خارطة الطريق التي وضعها”.
واعتبرت صحيفة “لوكوتيديان دوران” أن “رفض الجزائريين (…) للتمديد” لولايته ورغبته في مواصلة “إدارة شؤون البلاد ، يجب أن ي ستمع إليه وي ستجاب له. إنه مطلب (…) لا مجال للتفاوض عليه “.
في هذه الأثناء، يواصل رئيس الوزراء الجديد نور الدين بدوي الذي عين في 11 مارس ليحل محل أحمد أويحيى ،الذي أقيل لمحاولة تهدئة الشارع ، “مشاوراته” لتشكيل حكومة جديدة وعد أن تتألف من “كفاءات” شابة.
وقد رفضت أحزاب المعارضة الرئيسية والعديد من النقابات دعوة بدوي ، ورفضت أي نقاش. وهو موقف انتقدته افتتاحية صحيفة ”المجاهد”الحكومية.