يتحدث الباحث الأمريكي « يوسف » اللهجة الحسانية بطلاقة ملفتة، وهو الذي قضى عدة سنوات متجولاً بين المحاظر الموريتانية في إطار العمل على إعداد مشروع دكتورا من جامعة « هارفارد » العريقة.
ولكن هذا الباحث الأمريكي الذي درس العديد من اللهجات العربية، يؤكد أن اللهجة الحسانية هي أكثرها ثراء ولكنها الأصعب تعلماً.
« يوسف » اعتنق الدين الإسلامي على يد الشيخ محمد الحسن بن أحمدو الخديم، واختار أن يتناول في رسالة تخرجه تاريخ انتشار « مختصر الشيخ خليل » في موريتانيا، وهو واحد من أشهر النصوص الفقهية الماليكة التي تدرس في بلاد شنقيط منذ عدة قرون.
يقتفي الباحث الأمريكي منذ عدة سنوات أثر انتشار هذا النص الفقهي، ويحاول الاطلاع على كافة الشروح التي ألفها علماء موريتانيا طيلة القرون الماضية، لهذا المختصر الذي يُجمل في ثناياه عصارة الفقه المالكي.
يفضل الباحث الأمريكي منذ أن اعتنق الدين الإسلامي أن يحمل اسم « يوسف »، كما حرص على تعلم اللهجات العربية خلال رحلة طويلة من طلب العلم في جميع مناطق العالم العربي.
يقول في حديث مع « صحراء ميديا »: « أتحدث العديد من اللهجات العربية، وقد درست اللهجة اليمنية والمصرية والسودانية، بالإضافة إلى الدارجة المغربية، واللهجة الموريتانية الحسانية ».
ويضيف يوسف: « من خلال ثراء وغنى اللهجة فإن اللهجة الحسانية من دون شك أغنى من جميع اللهجات الأخرى، بالنظر إلى الشعر والثراء، ولكنها من جهة أخرى أصعب تعلماً من بقية اللهجات، فهي صعبة جداً ».
في إطار بحثه التقى « يوسف » مع العديد من رواد العلم والثقافة والتاريخ في موريتانيا، وكان من ضمن هؤلاء الباحث الحسين ولد محنض الذي دوّن عن هذا اللقاء ونشر صورة تجمعهما، وكتب على فيسبوك: « مع يوسف الباحث بجامعة هارفارد هذا المساء في منزل رئيس منسقية أهل محنض بابه بن اعبيد اباه ولد ابات، وهو أمريكي هداه الله تعالى للإسلام على يد الشيخ محمد الحسن بن أحمدو الخديم ».
وأضاف ولد محنض في تدوينته أن يوسف « يعد رسالة دكتوراه عن مختصر الشيخ خليل وتاريخ انتشاره في موريتانيا وأهم شروحه كشرح الميسر لمحنض بابه بن اعبيد، فكان هذا هو موجب تواصله معنا، فضلا عن رغبته في زيارة المرابط محنض بابه بن امين في الدوشلية ».
وأشار ولد محنض إلى أن « يوسف » استعرض معه تاريخ مختصر الشيخ خليل في البلاد، وسأله مستشكلاً قول الشيخ سيدي المختار الكنتي المشهور: « ونص خليل جاء بالدر والخشب »، وهو ما صححه ولد محنض بالقول إن الرواية الصحيحة « ونص خليل جاء بالدر وانتخب ».
