دعا البيان الختامي الصادر عن المؤتمر السنوي للسيرة النبوية، المنظم من طرف التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب أفريقيا، إلى ضرورة تشجيع مراكز تكوين العلماء سبيلاً نحو تعزيز أثر التربية القيمية في تحصين الأمة ومجتمعاتها.
وكانت النسخة الـ 31 من المؤتمر السنوي للسيرة النبوية قد اختتم أنشطته ليل السبت/الأحد في باحة جامع النور بمقاطعة السبخة، وسط حضور رسمي ممثل في وزير التعليم العالي والبحث العلمي سيدي ولد سالم.
وحضر حفل الاختتام عدد من الشخصيات العلمية والدينية والثقافية والإعلامية، هذا عدا عن ممثلي وفود قدمت من أكثر من عشرين دولة من مختلف القارات، وفق ما أكده المنظمون لـ « صحراء ميديا ».
وقال الشيخ محمد الحافظ النحوي، رئيس التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب أفريقيا، في كلمة بالمناسبة إنه فخور « بما جاء في البيان الختامي من توصيات السادة العلماء والمشاركين، وإشادتهم بموريتانيا وقيادتها، وما وفقها الله له من الاهتمام بالشأن الديني في هذا البلد ».
وأضاف الشيخ النحوي أن « البيان الختامي ذكر قرارات أخيرة تم اتخاذها من قبل حكومتنا فيما يتعلق بصيانة هويتنا وأخلاقنا والمحافظة عليهما، عبر المحافظة على شبكات الانترنت وتحريم الحانات، وقرارات أخرى سبقتها معروفة لدى الجميع »، وفق تعبيره.
وأكد الشيخ النحوي أن البيان دعا إلى « أهمية المحافظة على الهوية الموريتانية وعلى أهمية التعليم المحظري »، مشيراً إلى وزير التعليم العالي في حديث معه « استحضر فكرة رائدة وهي أن يكون لموريتانيا منهج ريادي في التوفيق بين الانفتاح والعصرنة، والأخذ بزمام العلم والتكنولوجيا مع الحصانة المتوفرة والمناعة الكاملة التي توفرها العلوم الشرعية والتربية الأخلاقية عبر المحظرة الموريتانية ».
وأوضح الشيخ النحوي أن « قرار الحكومة الموريتانية الأخير بإنشاء محظرة نموذجية لتكوين العلماء هو تجسيد لهذه الريادة »، مؤكداً أن العلماء دعوا في بيانهم الختامي إلى « تشجيع مراكز تكوين العلماء، ومنهج التسامح والرحمة على مستوى الأمة ».
من جانبه أشاد سيدي ولد سالم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بما قال إنه « المستوى العلمي المتميز الذي أثرى محاور المؤتمر »، وأضاف قائلاً: « أثمن عاليا ما قدمه التجمع الثقافي الإسلامي من عطاءات معرفية رقراقة ستساهم بجدارة في المجهود الوطني الخاص بترشيد المجتمع والسير بالشباب إلى جادة الطريق والاستقامة والرشاد بعيدا كل أشكال الغلو والتطرف ».
وقال الوزير في كلمة اختتام المؤتمر إن « الأمة الإسلامية في حاجة ماسة اليوم إلى التمسك بالنهج القويم، نهج رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، وما تحمله سيرته الشريفة من معاني رقراقة مؤسسة على القيم الفاضلة والأخلاق الرفيعة والمحبة والتسامح ».
وأضاف أن هذه القيم « نتوق إليها جميعا سبيلا إلى تفادي ما يؤرق عالما من فتن وعنف »، مشيراً إلى أن « مؤتمركم هذا قد شخص هذه الظاهرة الفتاكة وقدم حلولاً شافية لعلاجها من خلال ما صدر عنه من توصيات بناءة ومقترحات قيمة ستمثل إضافة تحتذى في هذا المسار »، وفق تعبيره.
وكان المؤتمر قد ناقش موضوع « التربية القيمية وأثرها في تحصين الأمة ومجتمعاتها »، من خلال تدارس « أوراق وبحوث تقدم بها عدد من العلماء والمفكرين والباحثين ».
وأشار البيان الختامي إلى أن المشاركين في المؤتمر « خلصوا إلى أن علاج أحوال الأمة والبشرية جمعاء يمر ضرورة بالتربية القيمية، ذلك أنه لا توجد مشكلة من مشكلات البشرية وبالأخص في عصرنا هذا إلا ولها علاقة وثيقة بمكانة القيم والأخلاق في ضمائر الناس ».
وأوضح البيان الختامي الذي تلاه وزير الدولة السابق في السنغال ممادو بمبا انجاي، أنه « بقدر ضمور الأخلاق والقيم في أي مجتمع من المجتمعات، تتفكك عرى الحصانة وتنهار جدر المناعة، وعليه فإنه لا بد من إعادة بناء المنظمة القيمية وفقا لهدي النبوة إذا أردنا معالجة العجز المناعي الفكري والروحي وما يصاحبه من اختلالات اجتماعات وصراعات تثقل جسد الأمة بالجراح ».