ثمن بيان صادر عن العلامة الموريتاني محمد فال (اباه) بن عبد الله، قرار المحكمة الأوروبية الذي يصنف الإساءة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) على أنها لا تمت بصلة إلى حرية التعبير، وقال البيان إن القرار « عمل إيجابي وخطوة إيجابية نحو تعزيز السلم ».
وقال البيان الذي صدر مساء اليوم الجمعة، إن قرار المحكمة الأوروبية سيساهم في « بث روح الأمن والتسامح بين شعوب العالم ونبذ العنف والتطرف ».
وأكد البيان أن « موازنتهم بين طرفي هذه القضية كانت موافقة للصواب »، مشيراً إلى أن « المرء لا ينبغي بأي وجه وتحت أية ذريعة أن يطلق له عنان الحرية في أدنى أذى للآخرين، فضلا عن طعنهم في الصميم والمس من معتقداتهم وثوابتهم المقدسة ».
وأضاف البيان أنه « من المعلوم الذي لا ينكره ذو عقل أن الإساءة إلى الإنسان انتهاك لحقوقه، وأنها تكمن في ما يلحقه من أذى أيا كانت صبغته وجهته »، مؤكداً أنه « لن يلحق أيَّ مسلم على وجه الأرض أذى أعظم من الإساءة إلى نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا التصرف هو أعظم انتهاك لحقوق الإنسان المسلم ».
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنه لعمل إيجابي وخطوة مهمة نحو تعزيز السلم وبث روح الأمن والتسامح بين شعوب العالم ونبذ العنف والتطرف، ذاك الإجراء الذي اتخذته الدول الغربية اليوم من خلال محكمتها الأوروبية باعتبار الإساءة إلى المقدسات الإسلامية جريمة لا تمت إلى « حرية التعبير » بصلة.
ولا شك أن موازنتهم بين طرفي هذه القضية كانت موافقة للصواب، لأن المرء لا ينبغي بأي وجه وتحت أية ذريعة أن يطلق له عنان الحرية في أدنى أذى للآخرين، فضلا عن طعنهم في الصميم والمس من معتقداتهم وثوابتهم المقدسة، إن حرية تصل إلى هذا الحد هي « الحرية » التي قال فيها القائل أيام ظهور الرسوم المشؤومة:
وزعموا حرية الصحافه…. إلخ
ومن المعلوم الذي لا ينكره ذو عقل أن الإساءة إلى الإنسان انتهاك لحقوقه، وأنها تكمن في ما يلحقه من أذى أيا كانت صبغته وجهته.
ولن يلحق أيَّ مسلم على وجه الأرض أذى أعظم من الإساءة إلى نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا التصرف هو أعظم انتهاك لحقوق الإنسان المسلم.
فالمسلمون يفدون النبي صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وآبائهم وأمهاتهم، ومحبته صلى الله عليه وسلم ركن عظيم من أعظم أركان ملتهم الحنيفية السمحة.
ولقد ضرب الدين الإسلامي بتعاليمه السامية أروع مثال لمراعاة حقوق الإنسان أيا كان، والوفاء بالعهود والذمم واحترام المشاعر، ولذلك في العهد النبوي وعصور الخلفاء الراشدين من بعده أمثلة تفوت الحصر، وقد أشار إلى بعض ذلك من قال من نظم تقدمت الإشارة إليه:
بُعث بالإسلام والسلام
والرحمةِ المُهداة للأنام
…
أمته قد سبقت كل الأمم
إلى مراعاة العهود والذمم
…
لا يطمع الشريف في ظلم الضعيف
يمنعه من ذاك دينه الحنيف
في الواجبات والحقوق يستوي
في حكمه كل ضعيف وقوي
هذا وإن قرار هذه المحكمة ليبرهن على أن قوة المسلمين تكمن في اعتصامهم بحبل الله وتمسكهم بقواعد الإسلام وصبرهم ومصابرتهم عليه وإيمانهم بجلالة قدره وعظمة أمره، وأن العاقبة للمتقين.
كما يقطع باليقين شكَّ من بقي لديه أدنى شك في أهمية الهبّة القوية التي تصدى بها المسلمون لتلك المظاهر المنحرفة حين رأوا وميض الجمر من خلال رمادها فهبوا لإخماده.
وما أحسن قول القائل :
أمرتهمُ أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
وقول الآخر
لا ترجع الأنفسُ عن غيها
ما لم يكن منها لها زاجر
وقد أدركت الدولة الموريتانية خطورة الأمر بفضل الله تعالى وبدوافعها الدينية الذاتية فوضعت حدا للأمر في الوقت المختار.
وإننا لنهنئ أنفسنا بما أحرزت من سبْق في هذا المجال بسنها للقانون المتعلق بالإساءة إلى المقدسات الإسلامية، حيث قامت بتعديل المادة 306 من القانون الجنائي الموريتاني بشكل صريح يتطابق مع أدلة الشريعة الإسلامية وينسجم مع إرادة وتطلعات الشعب الموريتاني وجماهير الشعوب الإسلامية.
فجزاهم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين على هذا الإجراء، وجعله كلمة باقية في أعقاب هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين، ووفقنا وإياهم لما يرضيه، وأمّن بلادنا من الفتن ومن عاديات الزمن.
محمد فال (اباه) بن عبد الله