نواكشوط – “صحراء ميديا”:
مرة أخرى يشع “نجم موريتاني” من سقوطه في تنظيم “القاعدة”، وهذه المرة “النجم العالمي الجديد” هو “الحاج ولد الشيخ الحسين”، أو “يونس الموريتاني” الذي أعلن الجيش الباكستاني اليوم أن الاستخبارات الباكستانية بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية ألقت القبض عليه في ضواحي كويتا، عاصمة ولاية بلوشستان في جنوب غرب الباكستان.
بيان الجيش الباكستاني وصف “يونس الموريتاني” بالمسؤول الكبير في القاعدة، والمكلف من طرف أسامة بن لادن بالتخطيط لعمليات إرهابية ذات “أهداف اقتصادية مهمة” في الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا.
وكانت تقارير ألمانية قد تحدثت عن “خطورة” يونس الموريتاني باعتباره القائد المفترض ل”مؤامرة اليورو” التي ستستهدف أهدافا اقتصادية كبيرة في أوروبا، أو خطف رهائن هامين لمبادلتهم بالعقل المدبر لعمليات الحادي عشر من سبتمبر المعتقل في أمريكا شيخ خالد محمد.
فمن هو “يونس الموريتاني” الذي نشرت وسائل إعلام باكستانية صورته بالأبيض والأسود، وتباهى الجيش الباكستاني بعملية اعتقاله التي وصفها بأنها “صفعة جديدة للتنظيم”، واعتبرها، ضمن التمليح، تكفيرا عن عدم التعاون مع الأمريكيين في كشف مخبأ بن لادن.
تعود الصورة التي نشرتها الصحف الباكستانية على أنها للقيادي في تنظيم القاعدة المعروف بلقب “يونس الموريتاني”، تعود الصورة إلى شاب موريتاني اسمه الحقيقي هو “الحاج ولد الشيخ الحسين”، ويعرف بلقب “يوسف الموريتاني”، وهو من مواليد مقاطعة “بوتلميت”، 165، شرق العاصمة نواكشوط.
وحسب نفس المصدر، فقد التحق ولد الشيخ الحسين، أو يونس الموريتاني، بـ”الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية” وشارك في الهجوم الذي نفذته في إبريل 2005 على حامية “المغيطي” العسكرية في الشمال الموريتاني، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 15 عسكريا موريتانيا وجرح 17 آخرين.
وإبان الفترة الانتقالية الأولى، عاد ولد الشيخ الحسين إلى موريتانيا من معسكرات القاعدة في شمال مالي في 2006 و2007، قبل أن يوزع الأمن الموريتاني صورته في إبريل 2008 بحثا عنه لاعتقاله بعد مشاركته في المواجهات المسلحة التي جرت بين شبان موريتانيين من القاعدة وقوات الأمن في حي “سانتر آمتير” بالعاصمة نواكشوط وهي المواجهات التي قتل فيها ضابط من الشرطة واثنين من القاعدة.
وتعتقد أوساط أمنية أن ولد الشيخ الحسين، يونس الموريتاني، سافر إلى السودان في 2008 وربما يكون سافر من هناك إلى باكستان التي سبق له زيارتها في 2004.
ولا تستبعد هذه المصادر أن يكون ولد الشيخ الحسين بعد وصوله لباكستان قد التقى أسامة بن لادن، بوصفه أحد الشبان الذين نالوا “تزكية” القيادات الميدانية، ورشحوا لإدارة عمليات نوعية.
يعكس هذا الهاجس ما عرف عن زعيم القاعة الراحل أسامة بن لادن، وثقته في عناصره الموريتانية، خاصة بعد تجربته مع كل من “الرجال الثالث في القاعدة” المعروب باسم “أبو حفص الموريتاني” (محفوظ ولد الوالد)، الذي تبوأ منصب مفتي القاعدة حتى غزو أفغانستان 2001، وكذلك محمدن ولد صلاحي، مهندس المعلوماتية الشهير، ونزيل (سجن أكوانتنامو حاليا)، والذي سربت الصحف الكندية معلومات عن وقوفه وراء تجنيد “خلية محمد عطا” في أحد مساجد ألمانيا وتوجيهها إلى أفغانستان حيث التقت بن لادن لأول مرة قبل أن تحلق (الخلية) في رحلتها الشهيرة نحو أبراج نيويورك.
وفق هذه المعلومات، يكون ولد الشيخ الحسين قد بدأ رحلته من ضواحي “بوتلميت”، مرورا بأراضي الجزائر، ومالي، ثم العودة إلى شمال وغرب البلاد (لمغيطي، نواكشوط)، قبل “الرحلة الخرطومية” لينتهي به المطاف معتقلا في باكستان، بعد أن صنفته التقارير الاستخباراتية كأحد القادة “الكبار” للتنظيم الأكثر إثارة للجدل في هذا العصر.
ووفق هذه المعلومات كذلك، يكون ولد الشيخ الحسين (يونس الموريتاني)، وثالث أكبر “رأس موريتاني” في التنظيم قد توحد مع رفيقيه “محفوظ” و”صلاحي” في وحدة المنطلق الجغرافي (الجنوب الموريتاني) قبل أن تتنكر الأفكار للجغرافيا وتزف وكالات الاستخبارات العالمية “النبأ السار” باعتقال “المسؤول الكبير”، والذي لا شك أنه يحمل بعض أسرار، وربما، وصايا بن لادن.
يمكن القول إن ولد الشيخ الحسين، أو “يونس الموريتاني” المدبر المفترض للعملية المفترضة “مؤامرة اليورو”، بعد اعتقاله بخطة استخباراتية دولية، قد وجه الأنظار من جديد إلى “شبان الرمال المتحركة”، الذين يخرجون ليصعد “سعر رؤوسهم” بسرعة مثيرة للاهتمام.