نواكشوط ـ (وم ا)
انطلقت صباح اليوم الجمعة عمليات التشجير في المقاطع 5 و6 و7 و8 من مشروع الحزام الاخضر لحماية نواكشوط من زحف الرمال، الذي انطلق السنة الماضية.
وشاركت في عمليات التشجير القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والأحزاب السياسية وبعض الشركاء الفنيين للقطاعات المعنية والمؤسسات التابعة لها.
وقد شابت هذه العملية الكثير من الثغرات وبشكل صارخ من بينها الانقطاع المستمر في التموين بالشجيرات الموجهة للغرس رغم وفرتها على مستوى مشاتل الانتاج في تفرغ زينه ودار النعيم وتنسويلم .
كماأن التأخر في تحديد المقاطع المستهدفة للقطاعات المعنية أثر هو الآخر على تحقيق نسبة كبيرة من التشجير كان بالامكان الوصول اليها مبكرا، رغم الترتيبات الفعلية التي اتخذت لضمان نجاح هذه العملية والتي تمثلت في تكوين لجان فنية لتهيئة ومتابعة وتنفيذ مختلف المحاورالمبرمجة في إطارها.
وخلقت عمليات نهب الآلات والادوات التي تم اقتناؤها للاستخدام في السقي والحفر وكذا قلة معرفة العديد من المشاركين للطرق الفنية التي تخضع لها عملية الغرس وانصراف جل المواطنين مباشرة عن مقاطع الغرس بعد زيارة رئيس الجمهورية لمقطع “8”، صورة غير لائقة، لم يخفف منها انهيار بعض الأسلاك الشائكة التي أقامها المشروع لحماية الحزام، تحت عجلات أصحاب السيارات ذات الدفع الرباعي الذين تحركوا بشكل فوضوي ربما لاظهار مدى قدرتها وقوتها على التحرك فوق الرمال المتحركة.
ويغيب عن كل هؤلاء أن هذا المشروع الذي هو مبادرة من رئيس الجمهورية، يبلغ غلافه المالي أكثر من 400 مليون أوقية من الموارد الذاتية للدولة، تمت تعبئتها من أجل طمأنة ساكنة نواكشوط التي ظلت ردحا من الزمن تتطلع إلى خلق منشأة توقف عنها هذا الزحف المستمر والمخيف للكثبان الرملية والتهديد المستمر للمد البحري.
وتستهدف المرحلة التي انطلقت اليوم من المشروع، حسب منسقه، تشجير ما بين 50 ألف الى 60 ألف شجيرة على مستوى خمسة مقاطع جديدة تحظى بحماية من الاسلاك الشائكة والتثبيت الميكانيكي للرمال.
ويضيف المنسق ان كل مقطع يضم عدة هكتارات متفاوتة، حيث يتسع المقطع رقم”5″ل90 هكتارا، والمقطع “6” ب120 هكتارا والمقطع “7” ب220 هكتارا والمقطع”8″ب220 هكتارا.
وأشارالى أن كل قطاع يتوفر على قطعة للتشجير يتولى غرس الاشجار فيها حتى نهاية شهر نوفمبرالمقبل،مما سيمكن من تكملة تشجير بقية المساحة المبرمجة من المشروع التي تصل 1500 هكتارا.
وينبه الى أن نسبة النجاح في عمليات التثبيت الميكانيكي والبيولوجي وصلت الى 85 في المائة، مشيرا الى أن مكونة “المد البحري” من المشروع سيبدأ لاحقا بسد الثغرات المسجلة على مستوى الحاجز الرملي والقيام بالتثبيت الميكانيكي والبيولوجي لهذا الشريط الذي يمتد ما بين شاطئ الصيادين التقليديين الى ميناء الصداقة”.
آمال وتطلعات تعكس أهمية المشروع الذي يبقى تجسيده مرهونا بمدى جدية الجميع في القيام بما يمليه عليهم الواجب، لضمان تكلل المشروع بالنجاح المطلوب.