المملكة شهدت إقبالا غير مسبوق من الموريتانيين بسبب أزمات بلدان المنطقة
الرباط ـ يعقوب ولد باهداه
أخيراً وجدت ملفات 80 طالبا موريتانيا ممنوحين من طرف حكومة بلادهم، في سلك الماستر طريقها نحو المسار الطبيعي للتسجيل في الجامعات والمعاهد العليا بالممكلة المغربية.
المجموعة الجديدة تشكل ثاني دفعة من الطلاب الموفدين رسميا للدراسات العليا حيث كان قد أعلن عن توجيه 50 طالبا آخرين للدراسات العليا في مختلف المدن المغربية.
وأصبح عدد المسجلين الممنوحين رسميا 130 طالبا في سلك الماستر؛ يضاف لهم لاحقا الطلبة الممنوحين من طرف الوكالة المغربية للتعاون الدولي ضمن حصة 150 السنوية، والطلبة الوافدين بشكل شخصي.
حل معضلة الـ80 طالبا جاء بعد سلسلة من المحاولات و التصريحات والمواقف ظلت عالقة لأيام ضمن ملفات 800 طالب، رفضت الوكالة تسجيلهم بحجة “خروج العدد عن نطاق السيطرة وافتقاد التنظيم والتنسيق مع الجهات المعنية”، غير أن اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين؛ حمل مجددا السفارة الموريتانية بالرباط المسؤولية كاملة عن استمرار أزمة عشرات الطلاب.
وكانت السفارة المغربية في نواكشوط قد أكدت في بيان لها أمس الأحد أن الـ80 طالبا وصلت ملفاتهم خارج الآجال المحددة. وذلك ردا على موجة من التساؤلات بعد نشر خبر استبعاد الوكالة المغربية للتعاون الدولي لملفات 800 طالب غالبة العظمي من غير الموفدين رسمياَ؛ قبل أسبوع.
وفي بيان جديد للاتحاد توصلت به صحراء ميديا فجر اليوم الثلاثاء، وقعه أمينه العام محمد بوي ولد أحمد، وقال إنه بعد أكثر من أسبوع على بزوغ المشاكل التي اعترضت تسجيل المئات من الطلبة الموريتانيين بالمغرب، لا تزال السفارة “عاجزة عن إيجاد أي حل لهذه الأزمة، متمنعة من تحمل المسؤولية تارة، ومتسترة بذرائع واهية تارة أخرى”.
وأضاف اتحاد الطلبة في بيانه الذي حمل عنوان :” كفانا وعودا زائفة” إن السلطات الموريتانية ممثلة في السفارة ووزارة التهذيب الوطني لا تزال تتجاهل “الواقع المزري” الذي يعيشه المئات من الطلبة الموريتانيين في رحلة البحث عن التسجيل في جامعات ومعاهد المملكة المغربية الشقيقة.
وأكد البيان أن الجهات المعنية “تتغاضى” عن أكثر من 140 طالبا وطالبة من السلك الأول، وما يقارب 100 طالب في السلك الثالث حصلوا على موافقات مكتوبة من طرف الجامعات المغربية بعد نجاحهم في مسابقات كتابية ومقابلات شخصية، ومثلهم ممن حصلوا على موافقات شفهية، و9 طالبات ممنوحات من طرف الدولة الموريتانية في إطار ما يعرف بحصة وزارة المرأة.. وغيرهم من الطلبة العالقين “الذين يقبعون في المغرب منذ أكثر من شهرين تحت مظلة أمنيات السفارة ووعدها لهم بالتسجيل، وتوجيههم للبحث عن موافقات في مختلف المدن المغربية”.
وقال اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين إن الجهات الرسمية المعنية في موريتانيا هي وحدها المسؤولة عن ما حدث، وطالب كافة الجهات الوصية بالتدخل العاجل من أجل إيجاد حل جذري لمشكل تسجيل الطلبة العالقين.
وتقول مصادر السفارة الموريتانية في الرباط إن المستشار الأول / الملحق الثقافي حامد ولد محفوظ يبذل جهودا مضنية ويتعرض للضغط اليومي؛ نظرا للإقبال المتزايد والعشوائي للطلبة الموريتانيين؛ ويحاول بكل ما أوتي من قوة حل كل المشكلات التي تواجههم. إلا أن بعض الطلاب يوجهون انتقادات لاذعة للمستشار، وفتحو حسابا على موقع التواصل الاجتماعي على سبوك يطالبون فيه بإسقاط ولد محفوظ.
وإضافة لتأكيد السلطات الرسمية في المغرب بأن 596 طالب موريتاني سيتم تسجيلهم هذه السنة في مختلف التخصصات، قالت جهات مطلعة في المغرب لصحراء ميديا إن عدد المسجلين قد يفوق ذلك؛ نظرا لما وصفوه بالطابع الأخوي والمتسامح للجامعات المغربية وأستاذتها مع الطلاب الموريتانيين.
وشهد المغرب هذه السنة إقبالا غير مسبوق من طرف الطلاب الموريتانيين، الممنوحين من طرف بلادهم، وأولئك القادمين على حسابهم الخاص؛ حيث أن المملكة المغربية باتت البلد الوحيد المستقر في المنطقة، إذ أغلقت أمام الطلبة الموريتانيين وجهات متعددة أخرى هذه السنة جزئيا أو كليا بسبب الاضطرابات التي أحدثتها “الثورات” : تونس، مصر، سوريا، ليبيا؛ في حين تستقبل الجزائر عددا محدوداً من الطلبة.
وقال أحمدو ولد الحافظ؛ طالب موريتاني في السلك الأول بالمغرب، إن المملكة تواصل عطاءها في تخريجها سنويا عشرات الدفعات من الطلبة الموريتانيين الذين يشهد لهم بالخبرة والكفاءة، قائلا إن المتأمل لهرم السلطة في موريتانيا سيجد أن معظم إداريي ووزراء البلد -سابقين وحالين – تخرجوا في مدارس وجامعات مغربية احتضنتهم لسنوات طويلة وسقتهم كؤوسا مترعة من المعرفة والخبرة والتجربة والتميز في مختلف التخصصات الأدبية والعلمية؛ بحسب تعبيره.
وأضاف أن المغرب يستقبل سنويا وبحسب إحصائيات رسمية ما يربو علي 500 طالب، معربا عن شكره وتقديره للوكالة المغربية للتعاون التي تبذل جهودا مضاعفة لاستيعاب الطلبة الموريتانيين.
وأكد محمد الأمين، وهو طالب دكتوراه في الأدب، أن التحليلات التي ظهرت حول أزمة ديبلوماسية بين البلدين غير دقيقة؛ قائلا إن المغرب عرف بترحيبه بالموريتانيين في كل وقت؛ منبها إلى بعد سياحي لتواجد الطلبة الموريتانيين حيث أنهم يساهمون في الحركة الاقتصادية ـ الاجتماعية، من خلال (الأسفار داخل المملكة، الإيجار؛ المعيشة…الخ).