قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ان القادة الافرقة المجتمعين في نواكشوط عازمون على البحث عن كل السبل التي تمكن من بلوغ حل سلمي ومتفق عليه للازمة الخطيرة التى تهدد كيان ساحل العاج, ان لم نقل بقاءها”.
واضاف ولد عبد العزيز “ادعوكم مرة اخرى الى مواصلة التحلي بالحكمة والمسؤولية للتوصل الى حل يتيح الخروج من المأزق الحالي, ويحفظ سلم واستقرار ووحدة هذا البلد الشقيق”.
وتابع ولد عبد العزيز “إنكم تتفقون معي على ان استقرار المنطقة والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية في قارتنا مرتبط في جزئه الاكبر بالاستقرار في ساحل العاج”.
وهذه المجموعة الرفيعة المستوى كلفها الاتحاد الافريقي نهاية كانون الثاني/يناير بالتوسط لحل الازمة الناجمة عن الانتخابات الرئاسية الاخيرة في ساحل العاج والتي اندلعت بسبب تنازع الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو ومنافسه الحسن وتارا الفوز في الانتخابات الرئاسية.
واعترف المجتمع الدولي بغالبيته بفوز وتارا في انتخابات كانون الاول/ديسمبر وهو مذاك يطالب غباغبو بالتخلي عن السلطة له, الا ان الاخير يرفض هذا الطلب مصرا على انه هو الذي فاز في الانتخابات.
وقال مصدر دبلوماسي افريقي في ابيدجان انه بسبب التأخير الحاصل في موريتانيا فان هذه اللجنة قد تصل الى ساحل العاج “مساء اليوم (الجمعة) او غدا (السبت)”.
وكان الوسطاء اجتمعوا للمرة الاولى في نواكشوط في 20 شباط/فبراير لدرس مقترحات للخروج من الازمة.
واثر اجتماع نواكشوط الاول توجه اربعة من الرؤساء اعضاء اللجنة الى ابيدجان في اليوم التالي للقاء طرفي الازمة.
وبعدما اتهمها معسكر غباغبو بالانحياز الى وتارا, امتنعت بليز عن السفر الى ابيدجان “لدواع امنية” كما قال مكتبها يومها. ومن غير المتوقع ان تذهب الى ساحل العاج هذه المرة ايضا.
وكان الاتحاد الافريقي امهل هذه اللجنة حتى نهاية شباط/فبراير للتوصل الى حلول “ملزمة”, ولكن هذه المهلة مددت شهرا واحدا ما يعكس الانقسامات والصعوبات التي تواجهها هذه اللجنة.
وحتى قبيل توجه اعضاء اللجنة الى ساحل العاج دعا احد اعضائها, الرئيس التشادي ادريس ديبي انتو طرفي النزاع الى “وقف اطلاق النار”.
ويتدهور الوضع الامني في البلاد يوما بعد يوم. وفي هذا السياق اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انها علقت بعض عملياتها في غرب ساحل العاج بسبب تدهور الوضع الامني.
وقالت الناطقة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ في لقاء مع الصحافيين “للاسف لم نعد نعمل هناك بسبب المعارك وغياب الامن”, مشيرة الى بناء معسكر للنازحين في دويكوي (غرب).
واضافت “لدينا موظفون في ابيدجان لكن الطرق خارج مكتبنا مغلقة”.
وقالت بعثة الامم المتحدة في البلاد ان غياب الامن “دفع اكثر من مئتي الف شخص” الى مغادرة احد احياء ابيدجان.
ومع تصاعد التوتر منذ منتصف شباط/فبراير في ساحل العاج تزداد المخاوف من تحول الازمة الى حرب اهلية.
وكان خمسون شخصا قتلوا الاسبوع الماضي, ما رفع عدد القتلى منذ نهاية 2010 الى ما لا يقل عن 365 قتيلا بحسب ارقام الامم المتحدة.
وشهدت ابيدجان الخميس اعمال عنف جديدة مع مقتل ست نساء على الاقل برصاص قوات الامن الموالية لغباغبو لدى تفريق تظاهرة, وهو ما نفاه الجمعة معسكر الرئيس المنتهية ولايته, مؤكدا ان الخبر برمته عار عن الصحة و”اتهام كاذب ولا اساس له”.
ووقع هذا الحادث الجديد في حي ابوبو شمال العاصمة الاقتصادية, بؤرة النزاع بين نظام لوارن غباغبو ومعسكر الحسن وتارا.
وعلى الاثر اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان “الافلاس المعنوي للوران غباغبو بات جليا في وقت قتلت قواته نساء يتظاهرن وباتت بلاده محرومة من الموارد”.
وحذر رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة الان لوروا من ان الوضع “بات على شفير الحرب الاهلية” مشيرا الى ان النساء اللواتي سقطن في ابيدجان قتلن بنيران “رشاشات ثقيلة” من عيار 7,12 وعددهن “ست الى ثماني” نساء.