الجولة الرابعة من “ثورة” الفيسبوك.. كانت “معركة عنيفة” لتحرير ساحة
نواكشوط ـ محمد ناجي ولد أحمدو
وقف سيدي أحمد خريج الجامعة أمام جموع شباب منسقية 25 فبراير، التي انتظمت في ثلاثة طوابير في الجانب الغربي من ساحة ابلوكات، يهتف ويهتف خلفه الشباب: “الدولة دولتنا.. والشرطة شرطتنا”، فيما فصل بين المتظاهرين ورجال الشرطة الموريتانية حيز لا يتجاوز الستة أمتار.
استغرقت الهتافات دقائق، غير أن رجال الشرطة شنوا حملة رجل واحد على الشباب، مستخدمين القنابل المسيلة للدموع والهراوات والاحزمة، في مواجهة الشباب الذين تفرقوا في الشوارع القريبة من السوق المركزي، وبالتحديد أكثر في واجهة السوق الشرقية.
بعد دقائق بدا أن المعركة، معركة كر وفر، فالشباب لم يرضوا من الغنيمة بالأياب، بل أصروا على العزدو من جديد للساحة، ودخلوا فعلا الساحة من جانبين، مما كاد أن يوقع الشرطة بين فكي كماشة، ردد الشباب شعاراتهم، قبل أن تعيد الشرطة الكرة من جديد، وتعتقل بعض الشباب، وتعتدي عليهم بالضرب والسحب على الارض، غير أن الحجارة دخلت المعركة سلاحا ضد الشرطة، واستقبلت خوذات الامن أحجارا متفاوتة الاحجام، قبل أن يصل مدد جديد، وتبدأ معركة صغيرة قرب المدخل الجنوبي الغربي للسوق.
غير أن الشباب نجحوا في تشتيت جهود الشرطة مؤقتا، عندما نظم فريق منهم يقارب الثلاثمائة صفوفه، قرب مصرف “سوستيه جنرال بنك”، قبل أن يتجاوز حدود الساحة، مدعوما بمجموعات دخلت من جهة الجنوب الغربي، وأخرى دخلت من الشمال من جهة شارع جمال عبد الناصر.
بيد أن رجال الشرطة هجموا عليهم لتندلع حرب شوارع في الشمال قرب مصرف باسم بنك، وفي الجنوب قرب مدخل السوق الجنوبي، وغرب الساحة أيضا.. تراجع الشرطيون قليلا.. ليحتل الشباب تقاطع شارعي جمال عبد الناصر وكندي، حاملين الاعلام الوطنية، ومرددين شعارهم الأبرز “الشعب يريد إصلاح النظام”.
رتب الشرطيون أوراقهم، وهجموا على الشباب مستخدمين القنابل المسيلة للدموع للمرة الثانية، والعصي والاحزمة، ليعتقل بعض الشباب ويضرب آخرون.
واصل الفريقان المعركة، ينسحب أحدهما ليفسح المجال أمام الاخر، ويفعل غريمه الشيء نفسه.. اعتقل في معركة ابلوكات عدد من الشباب، فيما ضرب آخرون ضربا عنيفا، غير أن متظاهرين اصروا على الدخول الى منطقة الشرطة، حاملين لافتاتهم وهاتفين بشعاراتهم، مما اضطر الشرطة الى دفعهم، وأحيانا أخرى كان الضرب الوسيلة المفضلة في مواجهة تجاوز الشباب للخطوط.
احد رجال الشرطة ضاق ذرعا بالاعلاميين؛ الذين يغطون المواجهات، وحاول ان يعتدي على الصحفي سيدي احمد ولد الطفيل، مستخدما عبارات بذيئة، غير أن الصحفيين منعوه من أن يفعل، قبل أن يعتذر قائد السرية عن تصرف مرؤوسه.
فيما عدا ذلك لم تتعرض الشرطة للصحافيين الذين حضروا الى الساحة بكثرة، إلا أنهم أحيانا كثيرة كانوا يحاولون إصدار أوامر للصحفيين بالانسحاب، وهو ما رفضه الاخيرون كل مرة.
تواصلت المعركة كرا وفرا حتي غروب الشمس، ليخلد كلا الفريقين الى استراحة محارب هو في أمس الحاجة لها.