موسى افال وولد سيد المصطف في حوار مع زعيم المعارضة
نواكشوط – صحراء ميديا
مرة أخرى يعود الحديث عن سعي حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية “عادل ” برئاسة الوزير الأول السابق يحي ولد أحمد الواقف إلى إعادة حساباته، بعد أشهر من أزمة أسفرت عن التحاقه بالأغلبية الرئاسية، وتمسك بعض أطره وقادته بخيار المعارضة.
عدم انسجام “عادل” مع الأغلبية الرئاسية، لم يعد بالأمر السري، ولم يعد جل قيادييه يخفي امتعاضه مما يعتبرونه “تهميشا” وهم اليوم يدرسون خيار العودة للمعارضة، بدليل اللقاء المطول الذي جمع كلا من موسى افال ويحي ولد سيد المصطف بزعيم تكتل القوى الديمقراطية زوال أمس الثلاثاء، وبطلب من عادل.
لم تتسرب أية مضامين في لقاء القمة بين عادل “الأغلبية” وتكتل القوى الديمقراطية”لكن من البديهي أن اللقاء لا يدخل البتة ضمن الحوار بين الأغلبية والمعارضة، إذ لم يصل التحضير له بعد إلى هذا المستوى” يقول قيادي في التكتل، وبالتالي لا يمكن فصل “اللقاء المثير” عن سياق تذمر عادل من “جفاء الأغلبية”.
ومما يعزز هذه الفرضية خروج بيانات عادل الأخيرة عن المألوف من بيانات نظرائه في الأغلبية الرئاسية، وكان آخر تلك “الخرجات” في شهر مارس الماضي حين انتقاد حزب “عادل” ما وصفه بـ “إفراط قوات الأمن في استعمال القوة أثناء التعرض للشباب” ومنعهم من حقهم الدستوري في التظاهر” بحسب بيان للحزب، مؤكدا “تنديده بكل أشكال القمع والتضييق على الحريات المكفولة بنص الدستور”.
وذهب بيان حزب عادل إلى القول:”نؤكد أن الطريق الوحيد لتجنيب البلاد مخاطر القلاقل وانعدام الاستقرار يمر حتما باحترام الحريات الفردية والجماعية وتغليب منطق الحوار والتعاطي الإيجابي مع مطالب الشعب ومطامح الشباب”.
مراقبون للشأن السياسي – وبعيد إصدار ذالك البيان – اعتبروا أن “عادل لا يزال يحن إلى منسقية المعارضة” أو أنه يحاول أن يعبر عن “خيبة أمله في شراكة متوازنة مع باقي أحزاب الأغلبية بطريقة مسموعة” لكن القطرة التي أفاضت الكأس هي ما يصفه بعض مرشحي عادل لانتخابات الشيوخ المؤجلة بـ”المنافسة غير الودية” للوائحه من لدن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، ورفض الأخير عروضا بالتحالف مع الأول في لوائح مشتركة في كل الدوائر المستهدفة بالتجديد الجزئي، مما فرض عادل على الاكتفاء بالترشح في دائرتي نواكشوط وجكني فقط.
خاض الحزبان “عادل” و”الإتحاد” صراعا كبيرا في سيلبابي، كانت نهايته انسحاب الوزير السابق سوماري عمار من “عادل” وانضمامه إلى “الإتحاد” ليضمن إعادة الترشيح لمقعد مقاطعة سيلبابي.
يشار كذالك إلى أن القيادي موسى أفال – الذي تأكدت صحراء ميديا من كونه على موعد ثان مع زعيم المعارضة في قابل الأيام – كان أحد الفاعلين في تسريع انتقال الحزب من المعارضة إلى الأغلبية، وهو من دافع عن توجهه ذاك ضمن لقاء مع صحيفة “بلادي” في يناير الماضي بحذر شديد قائلا ” يبدو لي اليوم أن السلطة استطاعت أن تفرض نوعا من التحكم في تسيير الأملاك العمومية وأن وباء الفساد لم يعد مستشريا كما كان في السابق،.لكن من جانب آخر ما تقوله المعارضة ليس عاريا تماما من الصحة.فما زالت هنالك بؤر تسود فيها عدم الشفافية و الإفلات من العقاب .ومن مصلحة النظام أن يعالج هذه المسائل بكل الحيادية المطلوبة” حسب تعبير موسى افال.