هاجم حزب اتحاد قوي التقدم بشدة قيادة الحزب الحاكم، واتهمها بالتزلف والتلفيق، والإساءة لكل من لا يسبح في فلكهم، وقال الحزب إن قادة الاتحاد من اجل الجمهورية “درجوا علي استخدام مفردات لدغدغة مشاعر كل حاكم جديد استدرارا لعطاياه قبل أن يلعنوه غداة رحيله أو ترحيله، دون الاكتراث بمصالح الشعب أو مستقبل الوطن”.
ووصف الحزب البيانات والمقالات الأخيرة التي نشرها الحزب الحاكم انه استمرار لنهجه الهادف لصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقة التي تواجهها البلاد”.
وفي ما يلي نص البيان ما نصه:
استمرارا لنهجه الهادف لصرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية التي تواجه البلاد والتي تناولها اتحاد قوى التقدم مؤخرا في بيانين تطرق أولهما إلى حالة الارتفاع الجنوني للأسعار في ظل حماية النظام للاحتكار وعجزه عن فعل أي شيء يحد من تبعيتنا الاقتصادية للخارج في مجال المواد الأساسية الاستهلاكية على الأقل, فيما تطرق الثاني لفضح مشاهد الهدم والتنكيل والاعتقال في الكثير من أحياء نواكشوط وبعض أحياء مدن الداخل بذريعة القضاء على الأحياء العشوائية الذي يقتضي حسب إستراتيجية النظام القضاء أولا على ساكنيها, أصدر الاتحاد من أجل الجمهورية بيانا تحامل فيه بشدة – لا على مواقف الحزب من هذه القضايا- بل على شخص الرئيس د. محمد ولد مولود بما عن لقادته من بذيء الكلام الذي يتناسب و سجاياهم, المجبولة على التزلف والتلفيق و الإساءة بلا حدود إلى كل من لا يسبح في فلكهم, حتى ولو كان د. محمد ولد مولود الذي تفرض دماثة أخلاقه و شجاعة مواقفه وإخلاص وطنيته احترام العدو قبل الصديق, لكن ذالك لا يعني شيئا للمتملقين, مادام فيه إرضاء لسيدهم فالغاية بالنسبة لهم تبرر الوسيلة ولعل ذلك ما يفسر تهافت بعض كتابهم إلى تكرار هذه الإساءة في مقالات تعكس مستوى النذالة والبذاءة والسفالة التي وصلوا إليها, فهنيئا للرئيس د. محمد ولد مولود على مناصبتهم له العداء إذ :
لا خير في ود امرئ متملق إذا الريح مالت مال حيث تميل.
لقد بدأ الاتحاد من أجل الجمهورية بيانه بمفردات درج مروجوه على اجترارها دغدغة لمشاعر كل حاكم جديد واستدرارا لعطاياه قبل أن يلعنوه غداة رحيله أو ترحيله, دون الاكتراث بمصالح الشعب أو مستقبل الوطن.
ولئن كانت غلطة عزيز كبيرة عندما غامر بالزج بنا في أتون حرب بالوكالة مع القاعدة فإن مغالطة كشكوله السياسي أكبر حينما حاولوا في بيانهم المشار إليه, إيهام الرأي العام بوجود استراتيجية وطنية لمحاربة الإرهاب توجت أعمال ما أسموه الحوار الوطني… يقصدون الندوة التي نظمتها السلطة لتبرير مغامراتها داخليا وتسويقها خارجيا والتي إن تمخضت عن شيء فإنما عن توصيات الله وحده أعلم بمآلها وشتان مابين التوصية والإستراتيجية والندوة والحوار, أما عن انجازات الحرب على الفساد والمفسدين وتوفير الأمن والصحة وغيرها فقد تناثرت كأوراق التوت في مهب العواصف الهوجاء لتقارير المنظمات الدولية .
لقد صنف تقرير منظمة الشفافية الدولية للعام2010 موريتانيا في المرتبة 143 على مستوى العالم من حيث الشفافية حاصدة- بعد عامين من حرب عزيزها على الفساد- علامة( سيئ جدا).
وعلى الصعيد الأمني صنف معهد الاقتصاد والسلم الدولي بلادنا في الرتبة 10في قاعدة البلدان الأكثر خطورة في العالم سنة 2010, كما صنفتها الأمم المتحدة في المرتبة ما قبل الأخيرة عربيا وال 136 عالميا في دليل التنمية البشرية لهذا العام .
أما عن قطاع الصحة فيكفي أن نورد ما ذكره وزير الصحة نفسه في الملتقى الطبي حول سياسات الصحة العمومية في موريتانيا الذي قال: “إن الوضعية الصحية في موريتانيا مقلقة في ظل ارتفاع وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة وانتشار أمراض وبائية بين الفينة والأخرى”, ولا شك أن ما خفي أعظم ولكن الوزير معذور فهو منشغل بتدوين مقالاته المطولة التي تشهر بقادة المعارضة وتنوه بانجازات محمد ولد عبد العزيز ولا يبدو أن لديه أي وقت للاطلاع على ما يعانيه المواطنون الذين يرتادون مؤسساته الصحية .
أما عن توفير السكن اللائق للقادمين من الأحياء العشوائية فتلكم لعمري فرية كبيرة، فموريتانيا ذات المساحة الواسعة والساكنة القليلة نسبيا سيظل بالإمكان إيجاد قطع أرضية بها توزع على المواطنين سواء في ضواحي انواكشوط وروصو وانواذيبو أم في تلال “انبيكت لحواش” غير أن العبرة ليست في توفر هذه القطع بقدر ما هي في مدى ملاءمتها للعيش وما إذا كان السكان سيجدون بها الراحة والطمأنينة اللازمتين وتوفر لهم الخدمات اللائقة من صحة وتعليم ونقل.
والواقع أ ن ما حصل عليه المحولون من “كزرات” و”كبات” انواكشوط وروصو بعيد من أن يستجيب لهذه المتطلبات فهم بعد أن لاقوا ما لاقوه من متاعب جراء فوضى لجان الترقيم والتسجيل والتصوير وما تعرضوا له من قمع وتدمير ممتلكات سيق المحظوظون منهم إلي مناطق بعيدة عن هذه المدن دون أن يحصلوا علي مساعدة في نقل أمتعتهم أو التعويض عن ممتلكاتهم المدمرة بل إن مبلغ السبعين ألف أوقية الذي كانوا يحصلون عليه في الماضي قد اقتطع منهم وهم اليوم لا يجدون وسيلة لتشييد مساكن تقيهم من برد الشتاء القادم كما يعانون من مشاكل النقل والتعليم والصحة والماء بشكل لا يتصور ولذا فإن وضعهم جحيمي وغير لائق مطلقا.
إن اتحاد قوى التقدم سيبقي ملتزما بالدفاع عن مصالح البلاد والتصدي لمروجي الأكاذيب والمغالطات ولن تثنى من عزمه الحملات المغرضة والدعايات المستخرجة من أرشيفات الأنظمة الديكتاتورية السابقة كما لن يقبل تزييف الحقائق وتضليل الرأي.