بدأت السلطات الموريتانية, أمس الثلاثاء, عملية إعداد خطة لتنمية الصحة العمومية في السنوات الخمس القادمة بهدف امتلاك رؤية واضحة وشاملة لما يتعين القيام به في الميدان الصحي خلال هذه الفترة.
وسيرتكز إعداد هذه الخطة, التي انطلقت أمس بتنظيم ورشة حول الموضوع بنواكشوط, على تحليل عميق ودقيق وشامل للوضعية الصحية الحالية بموريتانيا وتحديد أماكن الخلل ونقاط الضعف والقوة في النظام الصحي وذلك بتشاور دائم مع كافة الأطراف الفاعلة والمعنية بالقطاع.
وقال وزير الصحة الموريتاني الشيخ ولد حرمه ولد ببانا أن البنيات التحية الصحية ستشهد أواخر الشهر الجاري بمناسبة الذكرى الخمسينية للاستقلال تدشين منشآت صحية, هي الأولى من نوعها في البلاد على الإطلاق; منها وحدة للعلاج بالأشعة بالمركز الوطني للأنكولوجيا وهو إنجاز يضع حدا لمعاناة عشرات المرضى بالسرطان الذين طالما ذاقوا الأمرين في الغربة.
وأضاف وزير الصحة الموريتاني, خلال افتتاحه لأشغال هذه الورشة, أنه سيتم بنفس المناسبة تدشين مستشفى بمنطقة “عرفات” هو عبارة عن منشأة استشفائية حديثة بكل المواصفات تزيد طاقتها الاستيعابية عن ثمانين سريرا كما تتوفر على كافة المصالح التقنية والتجهيزات الطبية المعمول بها داخل المنشآت الاستشفائية الكبرى.
وأوضح أن معدل وفيات الأمهات بموريتانيا يفوق 600 حالة وفاة لكل مائة ألف ولادة حية, كما أن المؤشرات المرتبطة بوفيات الأطفال حديثي الولاة ليست مطمئنة, مشيرا إلى أن هذه المؤشرات تعكس حقيقة أخرى تتعلق بمدى إمكانية وفاء موريتانيا بالتزاماتها الدولية في مجال أهداف الألفية من أجل التنمية الخاصة بالصحة.
ومن جهته, أكد أدرافا ممادو ممثل منظمة الصحة العالمية بالوكالة أن عضوية موريتانيا في مبادرة الشراكة الدولية للصحة من شأنها أن تمنح لنواكشوط فرصة أخرى لتطبيق مبادئ إعلان “باريس وأكرا” المرتبطين بالمساعدة على مستوى القطاع الصحي.
وأوضح أن مبادرة الشراكة الدولية للصحة لا تسمح فقط بتسريع وتيرة التقدم لتحقيق أهداف الألفية من أجل التنمية, ولكنها تمكن كذلك البلدان الأعضاء من الاستفادة في مجال التعاون في كل ما يتعلق بالإشكالية المرتبطة بالنظام الصحي.