فاز رجل الأعمال الموريتاني زين العابدين ولد محمد محمود، اليوم الخميس، برئاسة أرباب العمل الموريتانيين في انتخابات لم تشهد أي نوع من منافسة رجل الأعمال الشاب والصاعد بقوة.
ينعقد المؤتمر الثالث عشر لأرباب العمل الموريتانيين في ظروف استثنائية، إذ يأتي ليطوي صفحة الخلاف الدائر بين المؤسسة والحكومة، وهو خلاف كان طرفاه رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين السابق أحمد باب ولد أعزيزي ولد المامي والوزير الأول الحالي يحيى ولد حدمين، وقد تسبب هذا الخلاف في تأجيل المؤتمر أكثر من مرة.
نجحت الحكومة الموريتانية في تحييد ولد المامي، وانتخاب رجل الأعمال الصاعد، الذي يوصف بأنه أحد المقربين من الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، فيما لا يخفي دعمه القوي للنظام.
البدايات
عندما تأسس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين، كان زين العابدين ولد محمد محمود يتلمس بدايات طريق سيقوده فيما بعد إلى التجارة ومنها إلى عالم الأعمال.
وقد بدأ “زين العابدين” هذا الطريق بتجارة أدوات المعلوماتية ومنتجاتها في العاصمة نواكشوط، مستفيداً من انطلاق الثورة الرقمية وتوجه الموريتانيين نحو هذا المجال بقوة.
ولم يسلك “زين العابدين” هذا الطريق بالصدفة، وإنما من أجل إحياء إرث عائلي، وهو الذي ينحدر من عائلة قدمت من ولاية لعصابه، وسط البلاد، إلى نواكشوط في سبعينيات القرن الماضي، ومارست فيما بعد التجارة ما بين موريتانيا وإسبانيا، وتحديداً جزر الكناري.
التأسيس
التاجر الشاب حصل على شهادة البكالوريوس في التجارة من الجزائر، وعاد إلى موريتانيا ليؤسس شركة للمعلوماتية اشتهرت باسمها المختصر “سي دي إي”.
تمكنت الشركة وبسرعة من المنافسة بقوة في السوق، إذ سيطرت لفترة طويلة على واردات سوق المعلوماتية في موريتانيا، إذ كانت الموزع الرئيس لأغلب الأدوات الإلكترونية في البلاد، خاصة للمؤسسات الحكومية.
في العام 2008 طور من ولد محمد محمود من نشاطه التجاري، ودخل عالم الاستثمار في مجال البناء، وأسس شركة للأشغال العامة عُهد إليها بجزء من جامعة نواكشوط الجديدة وجسر كامور.
نال ولد محمد محمود ثقته في مجال البناء والأشغال ليعهد إليه ببناء سوق نواكشوط الجديدة بالتعاون مع شركة سعودية.
قصر المؤتمرات
لعل الصفقة الأبرز في مسار الرجل تتمثل في تشييد المقر الجديد لقصر المؤتمرات خارج العاصمة نواكشوط، وعلى الطريق المؤدي إلى مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي).
وأثارت هذه الصفقة الكثير من الجدل في الساحة الإعلامية والشعبية، خاصة وأن قيمتها تبلغ 14 مليار أوقية، وتم الحصول عليها بالتراضي فيما قيل إنه يتنافى مع قانون الصفقات.
ولكن الحكومة خرجت عن صمتها أمام الجدل الذي أثارته الصفقة، وقالت إن سبب منحها بالتراضي هو “الاستعجال” إذ تسعى الحكومة الموريتانية لاحتضان القمة الافريقية في شهر يونيو من عام 2018، وذلك للمرة الأولى منذ الاستقلال.
بنك الاستثمار
على غرار العديد من رجال الأعمال الموريتانيين، دخل “زين العابدين” عالم البنوك والمصارف، حين حصل على رخصة وأطلق من خلالها “البنك الموريتاني للاستثمار”.
البنك الجديد الذي فتح عدة وكالات في العاصمة نواكشوط وبعض المدن الداخلية، تم تدشينه من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز منتصف الشهر الماضي.
ولدى البنك الجديد واحداً من أكبر وأفخم المقرات المركزية في قلب نواكشوط، بالمقارنة مع بقية البنوك المنافسة، وقد تم تشييد هذا المقر وفق معايير عصرية وفي ظرف وجيز.
الخيري والسياسي
لم يشتهر رجل الأعمال الشاب بمواقف سياسية أو أنشطة حزبية بارزة، ولعل أول بروز قوي للرجل كان الصيف الماضي عندما ترأس حملة دعم التعديلات الدستورية في مقاطعة عرفات بولاية نواكشوط الجنوبية.
ورغم نشاطه السياسي الداعم للرئيس والنظام الحاكم، إلا أن الصفة البارزة للرجل كانت تتمثل في بعض الأنشطة الخيرية على عموم التراب الموريتاني، إذ مالك وممول مستشفى الرضوان الخيري.
وقبل عامين توفيت ثمانية أشخاص عندما كان رجل الأعمال يستعد لتوزيع الزكاة على مئات الفقراء القادمين من مختلف أحياء نواكشوط الفقيرة.