نفمبر يا رمز التحرر من جمر
سنين اللظى والجور والعسف والقهر
طلعت علينا قبل خمسين حجة
نسائم أذكى من نفيس شذى العطر
سرت منذ ذاك اليوم في عمق روحنا
ولما تزل فيها إلى يومنا تسري
طلعت على شعب يرابط وحده
بهذي الروابي الدخن والأربع الغبر
يحاور كل الكون بالذكر والهدى
وبالفكر والفن المعتق والشعر
ويُنبع من نبع الحضارة للورى
ينابيع زرق في مهاد المدى تجري
يسير امتداد العام شرقا ومغربا
ومن “تيرس” الفيحاء إلى حافة النهر
يراقب سكب المزن ماء جفونها
بأودية مبسوطة كالسما خضر
تآخى هنا رغم اختلاف نباته
وسطَّر في سفر البرى آية السفر
ومهما أتى الغازون تخدي ركابهم
تلقتهم مسمومة النبل والسمر
وناشتهم الأسد الضواري ولم تدع
لهم مأمنا في البر كلا ولا البحر
وما كان مجد القوم بالسكر والهوى
ولكنه بالسيف والفتكة البكر
طلعت علينا والدياجي تلفنا
فأشرقتَ في الأرجاء إشراقة الفجر
نفمبر بلغها تحايا ندية
لمن توجوا الأوطان بالعز والفخر
ومَن مِن سموم القيظ شادوا مواطنا
مكللة بالدر تعبق بالزهر
ومن نحتوا من مستحيل المدى مدا
وساروا كسير النبع في الأرض والقطر
بلاد تـُفَدِّيها البلاد بأسرها
ودهر نُفدِّيه، وإن فات بالدهر
نفمبر نحن اليوم شعب موحد
على الرغم من بعض التمائم والسحر
وإنا ذوو مال ورأي وقوة
على الرغم من عضّ النوائب والفقر
وقد زوج القوم البنات جميعهم
ولكنهم زُفوا ومن دونما مهر
ولو أننا سرنا على مذهب الألى
مضوا واتبعنا المنهج الشبر بالشبر
لكنا بمتن المتن متنا مميزا
ولسنا ضيوفا ضمن حاشية السطر
عساك توافينا وقد صار شعبنا
بأسعد حال في جميع ربى القطر
ويعقب هذا العسر يسر فإننا
نؤمل في يسر يبدد للعسر
نفمبر مهما صار جئت ومرحبا
فيالك من عيد ويا لك من شهر
انواكشوط بتاريخ: 27/11/2010