نواكشوط ـ الربيع ولد ادمو
احتفل عشرات السنغاليين في نواكشوط بعيد الكسكس السنوي الذي يصادف 15 ديسمبر من كل عام، حيث يطلقون احتفالات في منطقة الميناء والسبخة وبعض التجمعات السكنية كحي (3) اكبر معاقل الجالية السنغالية في موريتانيا والتي تقدر بمئات الآلاف.
ولا يقوم السنغاليون في هذا العيد بارتداء ملابس جديدة لكنهم يتبادلون الزيارات العائلية ويعدون كميات كبيرة من الكسكس واللحوم ليتم تناولها في المساء وسط تبادل للتهانئ بالنجاحات والانجازات التي حققتها العائلات خلال العام.
مام جارا هي سنغالية مقيمة في موريتانيا منذ 10 سنوات بدأت منذ الصباح في التحضير لعشاء فاخر حضره مالا يقل عن 8 اشخاص من اقاربها في اكبر لم لشمل العائلة منذ 8 اشهر.
تقول جارا: “ان عيد الكسكس هو مناسبة جميلة نلتقي فيها على واحد من اكثر الاطباق الافريقية شهرة وجودة.. انا احب الكسكس واهتم به واعده بكل سرور، ويمكنني ان اسكب فيه كل الحب الذي اكنه لعائلتي”.
في المساء يغني الاطفال السنغاليون اغاني الفرح ويتذكرون اوقاتهم السعيدة وحكايات الكسكس الذي هو وجبة افريقية تعجن بالحب وتؤكل على موائد جماعية تلتقي حولها الاجيال.. ويتوطد المفهوم في نواكشوط حيث يدعو السنغليون اصدقاءهم الموريتانيين لمشاركتهم فرحة العيد.
وبعد ان ينهي حفل العشاء تبدء طقوس الدعاء حيث يرفع السنغاليون الصحون بشكل مقلوب ويدعون الله ان يمنحهم اشياء مهمة كالصحة والعافية والمجوهرات وارصدة في البنوك.. كل شخص يقدم دعاءه وأمنيته في الصحن المقلوب المرفوع قليلا قبل ان يضعه على الأرض ويدفن فيه أسراره وأمانيه للعام القادم مع اعتقاد كبير بان هذه الاماني تتحقق بعد استجابة رب العالمين.
وتقول “راكي جوب-18 عاما” تقول: “طلبت من الله ان يكثر المال في هذا العام.. موريتانيا كانت دائما بلد خير لكنها تعاني هذه الفترة من ركود اقتصادي.. انا تمنيت الخير لنا كسنغاليين نعيش في نواكشوط ولاصدقائنا الموريتانيين ايضا”.
ويعتبر الكسكس وجبة مهمة في السنغال، وتمكن طباخون سنغاليون في سبتمبر من هذا العام من تقديم عروض جيدة في الدورة الـ 13 لمهرجان الكسكس بسان فيتو لوكابو (قرب مدينة باليرمو الإيطالية ) لفتت الانتباه الى “الكسكس” الذي يحلو لبعض الايطاليين تسميته “سباغاتي افريقيا”.