وصل الرئيس التشيكي بيتر بافل إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط امس الأحد، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس تشيكي إلى البلاد، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وسط تحولات جيوسياسية تشهدها منطقة الساحل الإفريقي.
وتأتي الزيارة، التي تشمل لاحقاً غانا، كجزء من جولة إفريقية تسعى براغ من خلالها لتوسيع نفوذها في القارة.
وقال بافل خلال لقائه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن بلاده تدعم الاستقرار في منطقة الساحل، مشدداً على أهمية موريتانيا كشريك في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
وزار الرئيس التشيكي وحدة من قوات بلاده المشاركة في تدريب الجيش الموريتاني ضمن برنامج لحلف الناتو، حيث وافق البرلمان التشيكي العام الماضي على نشر ما يصل إلى 30 جندياً في البلاد.
كما أعلنت براغ تقديم مليون يورو (1.1 مليون دولار) لدعم اللاجئين في موريتانيا عبر برامج الأمم المتحدة، في ظل استضافة البلاد لعشرات الآلاف الفارين من النزاعات في مالي المجاورة.
وضم الوفد المرافق لبافل ممثلين عن شركات تشيكية في قطاعات الدفاع والتكنولوجيا البيئية والتعدين، حيث عقد منتدى أعمال في نواكشوط لبحث فرص الاستثمار في الموارد الطبيعية الموريتانية كالحديد والغاز.
وتسعى التشيك إلى تقديم حلول تكنولوجية في مجالي المياه والطاقة، مع توقعات بتوقيع اتفاقيات ثنائية في المستقبل القريب.
وتكتسب الزيارة أهمية إضافية في ظل التنافس المتزايد بين قوى عالمية وإقليمية على النفوذ في إفريقيا.
وتبرز موريتانيا كحليف مستقر في الساحل، رغم الاضطرابات في دول الجوار، مما يجعلها نقطة جذب لدول مثل التشيك التي تسعى لتعزيز حضورها والنفوذ.
وقالت وزارة الخارجية التشيكية إن الزيارة تمثل “بداية مرحلة جديدة” في العلاقات مع موريتانيا، مع التركيز على تعاون متوازن يشمل الأمن والتنمية والتجارة.
وأشارت تقارير إعلامية تشيكية إلى أن براغ ترى في نواكشوط شريكاً موثوقاً يمكنه تعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة تواجه تحديات متزايدة.