دبي ـ العربية نت
قدر خبراء أمنيون أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي قد جنى أكثر من خمسين مليون يورو في السنوات الأخيرة من عمليات خطف الرهائن الأجانب والتفاوض على إطلاقهم مقابل فدية. جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج “صناعة الموت” تبثها “العربية” مساء الجمعة 24-12-2010.
وتعرض الحلقة تحقيقاً مصوراً قام به مراسل “العربية” خليل ولد جدود في واحدة من أهم معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، وهي منطقة الحزام الصحراوي الذي يمتد عبر الصحراء الكبرى جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر وحتى موريتانيا، حيث جرى اختطاف خمسة من المواطنين الفرنسيين في سبتمبر الماضي.
وتقوم القاعدة بالمساومة عليهم للحصول على فدية ضخمة. كما سبق أن قامت القاعدة بالحصول على ستة ملايين يورو من الحكومة الإسبانية لإطلاق اثنين من مواطنيها تم خطفهم بالقرب من موريتانيا.
ويقدم المراقبون الأمنيون في مالي والنيجر معلومات تبعث على القلق حول زيادة نفوذ القاعدة في المناطق الصحراوية، حيث ينتشر الفقر بشدة بين السكان المحليين، الأمر الذي يسهل تجنيدهم لخطف الرهائن الغربيين وبيعهم لتنظيم القاعدة، الذي يتولى بعد ذلك التفاوض لإطلاق سراحهم عبر شبكة معقدة من زعماء القبائل والمتمردين الطوارق.
ويعتبر المراقبون أن ثلث دخل القاعدة في بلاد المغرب العربي يأتي من هذه العمليات التي تستثمر أموالها في شراء الذخيرة والسلاح وتمويل العملاء وتجنيد المقاتلين، كما يتم استثمار بعض هذه الأموال في مشروعات عقارية وإقتصادية بغرض تبييضها لتصعيب مهمة تتبع مصادر التمويل الخاصة بالتنظيم.
ويقدم البرنامج أيضاً لقاء خاص مع أحد زعماء قبائل الطوارق الذي قاد المفاوضات بين الحكومة المالية وبين مجموعة تابعة للقاعدة من أجل الإفراج عن بعض الرهائن الأجانب، حيث يروي تفاصيل هذه المفاوضات وطرق الوصول إلى الخاطفين.