كانت استضافة موريتانيا للقمة الخامسة والعشرون لجامعة الدول العربية أبرز حدث عاشه الموريتانيون خلال العام الماضي، بل إن بعض الموريتانيين يرى فيه أبرز حدث منذ الاستقلال، فقد استطاعت نواكشوط أن ترفع التحديث وتستضيف القمة بعد ثلاثة أشهر فقط من التحضيرات، ليجتمع تحت “خيمة نواكشوط” رؤساء وقادة الدول العربية، فقد أجمع الموريتانيون على أن قمتهم كانت ناجحة.
حدث آخر ترك بصمته في العام الماضي، وشغل الموريتانيين على نطاق واسع، وهو عودة السجين محمدو ولد الصلاحي بعد 15 عاماً من السجن في واحد من أسوء سجون العالم، ليكون بذلك آخر سجين موريتاني في غوانتانامو سيء الصيت؛ سلمته السلطات الأمريكية للموريتانيين يوم 17 أكتوبر الماضي، فكان محل احتفاء كبير من الموريتانيين.
لعل ظاهرة التنقيب عن الذهب كانت الأكثر انتشاراً في العام الماضي، وتكاد تكون أثرت على كل مواطن موريتاني، فمع بداية شهر أبريل بدأ الحديث عن كميات هائلة من الذهب في صحراء “إينشيري” و”تيرس”، لا يحتاج العثور عليها إلا أدوات حفر بسيطة، فبدأ موسم الهجرة إلى الصحراء، عشرات الآلاف غادروا مختلف المدن الموريتانية، وظهرت مخيمات جديدة في قلب الصحراء، إنها “حمى الذهب”.
ظهرت في قلب نواكشوط “أسواق الذهب”، وأعلنت السلطات منح تراخيص للراغبين في التنقيب، ولكن مع مرور الوقت اتضح أن الذهب ليس بتلك الوفرة، وذابت أحلام الموريتانيين تحت شمس الصحراء الحارقة، وعاد الكثيرون فيما بقي آخرون يعاندون القدر ويترقبون أن يبتسم الحظ لهم بقطعة من الذهب تعوض خسائرهم الكبيرة.
كانت 2016 سنة “التصعيد السياسي” ما بين المعارضة والنظام، خاصة بعد أن أعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز في خطاب النعمة، مطلع مايو، عن تعديلات دستورية جديدة، مؤكداً في مقابلات صحفية بعد ذلك أنه لا ينوي الترشح لمأمورية رئاسية ثالثة، إلا أن المعارضة ظلت ترى في هذه التعديلات وسيلة للالتفاف على إرادة الشعب.
غياب الثقة بين الطرفين، دفع النظام نحو إطلاق حوار سياسي استعداداً لهذا التعديل الدستوري، سرعان ما تحول إلى مهرجان للمطالبة بمأمورية رئاسية ثالثة للرئيس، إلا أن الأخير عاد في اختتام الحوار ليجدد عدم رغبته في البقاء في الحكم، ومع ذلك استمرت المعارضة في التظاهر ضد تعديل الدستور.
كل هذا التصعيد السياسي ترك أثراً كبيراً لدى الموريتانيين، خاصة عندما وصل الأمر لمناقشة تعديل العلم والنشيد الوطنيين، فانقسم الموريتانيين ما بين مؤيد ومعارض.
ظلت دوماً الحرب على الفساد التي أعلنها النظام قبل عدة سنوات، نادراً ما تستقطب الرأي العام الوطني، إلا أن حادثة اختفاء آلاف أطنان الأسمدة من مخازن شركة “سونمكس” لاقت اهتماماً كبيراً من الرأي العام، وأصبحت عنواناً بارزاً يتحدث عنه جل الموريتانيين في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتقل مسؤولون وتم التحقيق مع رجال أعمال بارزين، وتم إغلاق الملف وإعادة فتحه، وبقي الملف حاضراً دوماً في اهتمامات الموريتانيين، فيما حاولت الحكومة أن تعتبره دليلاً على نجاعة حربها على الفساد، فيما أكدت المعارضة أنه يؤكد تغلغل الفساد في مؤسسات الدولة.
فيما كان العام (2016) يشارف على نهايته، كان الموريتانيون على موعد مع عرض ملف المسيء على المحكمة العليا، فتحرك الآلاف من سكان العاصمة نواكشوط، لتبدأ مسيرات ومهرجانات النصرة التي لم تتوقف منذ مطلع شهر نوفمبر، محققة بذلك الرقم القياسي في عدد الوقفات في نفس القضية، وهي وقفات شملت العديد من المدن الموريتانية.
وماتزال هذه الأنشطة مستمرة في انتظار جلسة المحكمة العليا التي تم تمديد مداولاتها إلى أجل غير مسمى، فيما يؤكد الناشطون في “النصرة” عزمهم على الاستمرار حتى يتم الحكم بالإعدام على المسيء للجناب النبوي الشريف، وسط دعم وحضور قوي من العلماء والأئمة والمحامين.
كان لافتاً ما شهده العام الماضي من حوادث الفرار من السجن، فساعات قليلة قبل بداية سنة 2016، وعندما كان الجميع منشغلون بالاحتفال برأس السنة نفذ السجين السلفي الشيخ ولد السالك واحدة من أكثر عمليات الهروب غموضاً في سجون موريتانيا، فعندما انتبه حراس السجن لغيابه كان قد عبر الحدود الموريتانية-السنغالية متوجهاً إلى أدغال أفريقيا، وبعد أسابيع من الملاحقات والمطاردات التي شاركت فيها أجهزة أمن مختصة من أربع دول أفريقية، قبض على ولد السالك، رفقة شخص آخر، وهو يستعد لدخول العاصمة الغينية كوناكري.
لم تكن عملية فرار السجين السلفي وحيدة، ففي شهر فبراير تمكن ثلاثون سجيناً من المجرمين وسجناء الحق العام من الفرار من سجن دار النعيم، في واحدة من أكبر عمليات الفرار من سجون موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، إذ كان من ضمن الفارين عدد من المحكوم عليهم بالإعدام، من ضمنهم سجناء يوصفون بالخطرين.
فرار هذا العدد الكبير من السجناء أثار مخاوف الرأي العام الذي تداول القضية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتحول إلى موجة من السخرية بعد أن تم الكشف عن استغلال السجناء لغياب الحراس المشغولين بمتابعة حلقة من مسلسل “وادي الذئاب” التركي.
في شهر مارس نشرت الإدارة الأمريكية وثائق حصلت عليها من مكان إقامة زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، خلال عملية تصفيته من طرف قوات خاصة أمريكية عام 2011، وكشفت هذه الوثائق أن قادة تنظيم القاعدة ناقشوا اتفاق سلام مع موريتانيا، هز الخبر الرأي العام المحلي خاصة وأن الاتفاق يتضمن دفع موريتانيا 20 مليون يورو سنوياً مقابل عدم شن هجمات على أراضيها.
الاتفاق الذي انتشر على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية، نفته الحكومة الموريتانية، فيما قال مسؤولو مخابرات أمريكيون كبار اطلعوا على الوثائق إنه ليس لديهم أي دليل على أن القاعدة توصلت لاتفاق سلام مع السلطات في موريتانيا.
عمليات كثيرة قامت بها الأجهزة الأمنية ضد مهربي المخدرات خلال العام الماضي، ولكن أشهرها على الإطلاق تلك التي جرت شهر فبراير، ووصفتها الحكومة آنذاك بأنها أكبر عملية للأجهزة الأمنية ضد شبكات تهريب المخدرات، واستهدفت شبكة حاولت تهريب 300 كيلوغرام من المخدرات، رغم تضارب الأنباء حول نوعية هذه المخدرات.
الحكومة أعلنت تفاصيل العملية بكثير من الاستعراض، وقالت إنها كانت من تنسيق سيدي محمد ولد هيدالة، نجل الرئيس الموريتاني السابق محمد خونه ولد هيداله، مشيرة إلى أن معه شبكة تضم 17 شخصاً اعتقلوا جميعهم ما عدا ثلاثة أشخاص خارج موريتانيا.
في شهر أبريل استيقظ سكان عدد من مناطق الشرق الموريتاني على ثلاث شموس في السماء، فبدأت موجة من الرعب في أوساط السكان، فيما تم تداول صور الشموس على مواقع التواصل الاجتماعي، للتضارب الأنباء ما بين مكذب ومصدق، ولكن هذه الشموس تركت أثرها في نفوس عديد من الموريتانيين.
التفسير العلمي الذي قدمه المختصون هو أن هذه الظاهرة تسمى “الشمس السراب” أو “الشمس الشبح”، وهي ظاهرة تنتج عن ظروف جوية خاصة تحدث في الغلاف الجوي الأرضي، وهي ليست ظاهرة فلكية.
تمكن المنتخب الموريتاني لكرة القدم “المرابطون” من تحقيق إنجاز تاريخي، بعد أن نافس بقوة على التأهل لتصفيات كأس الأمم الأفريقية، ولكنه تأخر بنقاط قليلة عن منتخب الكاميرون، فيما تمكن من أن يحتل المرتبة الثانية أمام منتخب جنوب أفريقيا، بعد فوز تاريخي في نواكشوط أمام “البافانا بافانا”، بثلاثة أهداف لهدف.