طلب الرئيس السنغالي ماكي سال ، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، اليوم الجمعة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “يدرك” بأن الدول الأفريقية “ضحية” للحرب الروسية الأوكرانية.
وقال في سوتشي بجنوب روسيا في مستهل اللقاء “لقد جئت للقائك لكي أطلب منك أن تدرك بان بلداننا هي ضحية لهذه الأزمة على الصعيد الاقتصادي”.
وأكد سال أن الدول الافريقية تعاني من تداعيات الأزمة الروسية في حين أن “غالبية الدول الافريقية تجنبت إدانة روسيا” خلال عمليتي التصويت في الأمم المتحدة.
وكشف ماكي سال أن التوترات في القطاع الغذائي الناجمة عن النزاع تفاقمت بسبب العقوبات الغربية التي تؤثر على الشبكة اللوجستية والتجارية والمالية لروسيا.
ودعا بالتالي إلى إبقاء القطاع الغذائي “خارج العقوبات” التي يفرضها الغربيون ردا على الهجوم العسكري الروسي.
وقال الرئيس السنغالي إن “العقوبات ضد روسيا تسببت بمزيد من المعاناة، لم يعد لدينا إمكانية الوصول الى الحبوب التي تصدر من روسيا،.
من جانه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزم بلاده على تطوير العلاقات مع دول القارة الأفريقية التي أخذ دورها بالازدياد على الساحة الدولية.
وخلال اللقاء أشار بوتين إلى أن بلاده كانت دائماً تدعم أفريقيا في صراعها ضد الاستعمار وقد احتضنت منذ ثلاثة أعوام قمة “روسيا إفريقيا” التي وضعت العلاقات الروسية اأفريقية على عتبة مرحلة جديدة وهو ما يؤكد الاهتمام الروسي بالقارة.
ونوه بوتين إلى أنه خلال الأشهر الأولى من العام الجاري ارتفع التبادل التجاري بين روسيا والبلدان الأفريقية بنسبة 34 بالمئة وأن بلاده تعتزم المضي قدما في هذا المسار.
وتأتي زيارة ماكي سال، إلى روسيا في إطار الجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي لا سيما لفتح الطريق أمام مخزونات الحبوب والأسمدة التي يؤثر توقفها على دول القارة خصوصا.
وساهمت الأزمة الأوكرانية في ارتفاع أسعار الحبوب والزيوت التي تجاوزت ما كانت عليه عام 2011 و2008.
وتصدر روسيا وأوكرانيا مجتمعتين 30 % من صادرات القمح العالمية.
وتتخوّف الأمم المتحدة من حدوث “مجاعة” خصوصاً في بلدان أفريقية كانت تستورد أكثر من نصف قمحها من أوكرانيا أو روسيا.
لكن مع تفاقم الأزمة، لم تعد هناك سفن تغادر أوكرانيا التي كانت أيضا رابع مصدّر للذرة وكانت على وشك أن تصبح ثالث أكبر مصدر للقمح إذ وفرت وحدها 50 % من التجارة العالمية من البذور والزيت قبل اندلاع الأزمة.
من جانبها، تؤكد موسكو أن توقف الصادرات من أوكرانيا ليس خطأها بل نتيجة لتلغيم كييف الموانئ الأوكرانية.
في المقابل، حظرت صادرات الحبوب الروسية إلى حد كبير بسبب العقوبات اللوجستية والمالية التي فرضها الغرب.
ويدعو الكرملين إلى إزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية لتجنب أزمة الغذاء العالمية.