أثار إعلان قادة حزبيين موريتانيين قبل يومين الولاء المطلق للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ومبايعته تساؤلات، وردود فعل، وصلت لدرجة الحديث عن مطالب بمسائلة قانونية للمعنيين، لما أبدوه من “عدم الولاء لموريتانيا”، لكن ناشطين وقادة في الأحزاب التي أعلن زعماءها المواقف الموالية للقذافي، تحدثوا لصحراء ميديا بتحفظ عن “البيعة”.
وكان عدد من قادة الأحزاب السياسية الموريتانية قد أكدوا في خطابات مطولة “تجديد المبايعة” للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بوصفه “مرجعية فكرية للجماهير العربية وصوت كل الشعوب العربية في القمة العربية القادمة”، واجتمع القذافي برؤساء أحزاب وقادة سياسيين موريتانيين من ذوي التوجه القومي والإسلامي، و أجمعوا في الكلمات التي ألقوها على تمجيد دوره.
وقالت وسائل إعلام ليبية أمس الثلاثاء إن رؤساء الأحزاب أكدوا أنهم “يأتمرون بأمر القائد القذافي وفق رؤية فكرية تستلهم فكره ومشروعه الحضاري وتاريخه النضالي”.
وفي موريتانيا تباينت ردود الفعل حول مواقف الأحزاب السياسية التي أعلنت مبايعة الزعيم الليبي معمر القذافي والولاء المطلق له، وتراوحت تلك المواقف بين متحفظ ومتفهم.
حاولت “صحراء ميديا” أخذ تصريحات من قادة سياسيين من التيارات غير القومية، لكنهم أبدوا تحفظا حول إعطاء مواقف في وقت مبكر، “مما قد يثير مشاكل وحساسيات” حسب تعبـير أحدهم، غير أن قادة في حزبي التحالف الشعبي التقدمي، والصواب، تحدثوا لـ”صحراء ميديا” عن ما أعلنته القيادات السياسية القومية والاسلامية الموريتانية في ليبيا.
وحول الموقف من الخطاب الذي ألقاه النائب الخليل ولد الطيب أمام القذافي، قال القيادي في حزب التحالف الشعبي التقدمي الدكتور محمد الأمين ولد الناتي إن مبايعة نائب رئيس الحزب ولد الطيب للزعيم الليبي هي “موقف واجتهاد فردي”، وأنها لا تمثل التيار الناصري ككل في موريتانيا.
وأضاف ولد الناتي في تصريحات لـ”صحراء ميديا” إنه الآن ضمن حزب معين و يلتزم بقراراته، وأن خطوة الخليل التي قام بها “لا تمثل رؤية حزب التحالف الشعبي التقدمي ولم يكلفه بها وإنما هي تصرف شخصي يلزمه هو وحده”.
وفي الاتجاه نفسه أشار النائب البرلماني عن حزب التحالف الشعبي التقدمي بداهية ولد أسباعي، مؤكدا أن الحزب يعلن مواقفه بشكل رسمي، ولا تعبر عنها الآراء الشخصية التي يمتلك أصحابها كامل الحق في الادلاء بها والتعبير عنها.
وفي ليبيا قال نائب رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي والنائب البرلماني الخليل ولد الطيب إنه بعد اللقاء الذي عقده مع القذافي السنة الماضية وحديثه عن “هموم الأمة” وعن “تشرذم التيار القومي”، ودعوته بضرورة توحيد هذا التيار واستعداده لاحتضانه، “نقلت هذه الرسالة الشريفة إلى القيادات القومية في الساحة الموريتانية، ودخلنا في مناقشة هذا الموضوع، واتفقنا بإرادتنا الحرة على أن نتوحد كتيار قومي إسلامي في الساحة الموريتانية تحت قيادتكم” يقول ولد الطيب، مضيفا :”التزمنا وقررنا معاً أننا نعتبركم القائد القومي والأمين على القومية العربية، لذلك جئنا لنؤكد مبايعتنا لكم كقائد قومي، وجئناك لنعبر لكم عن التزامنا بفكركم والتزامنا بتوجيهاتكم”.
وفي نواكشوط، أكد أحمد ولد عبيد الأمين العام لحزب الصواب ذي التوجه البعثي، فقد أكد لـ”صحراء ميديا” وجود مساع حثيثة لتوحيد التيارات القومية العربية والإسلامية، ولم يبد تحفظات حول الخطاب الذي ألقاه رئيس الحزب الدكتور عبد السلام ولد حرمه، أمام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وكان الدكتور عبد السلام ولد حرمه رئيس حزب الصواب تحدث عن “الأيادي البيضاء” للقذافي لخدمة القومية العربية، “وللقطر الموريتاني على وجه الخصوص”، وقال بالحرف :”باسمنا شخصيا وبإسم من نمثل من التيار القومي، نعتبركم مرجعا وقائدا للعمل القومي على الساحة القومية”، وتحدث عن مزايا القذافي على الشعب الموريتاني”.
وقال ولد حرمه مخاطبا الزعيم الليبي :”لي شرف أن ألتقي بقائد عظيم يمثل أمجاد ووريث لكل من أنجبت من هذه الأمة من عهد نبينا إبراهيم، إلى كل القادة التاريخيين الذين تعتبر اليوم والدهم الحقيقي في أرض المعركة”.
وشارك في اجتماع الأحزاب و”القيادات الشعبية” الموريتانية مع العقيد القذافي كل من : رئيس حزب الفضيلة عثمان ولد الشيخ أحمد أبي المعالي، صالح ولد حننه رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني “حاتم” ، منسق حركة الديمقراطية المباشرة في موريتانيا أعمر ولد رابح، محمد سالم ولد بمبه أحد قيادات التيار الناصري في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا، وعمدة تيارت في نواكشوط، و محمد محمود ولد الشيخ وهو أيضا أحد قيادات التيار الناصري في حزب التحالف الشعبي التقدمي، والشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيدي أحمد، أحد قيادات حركة الديمقراطية المباشرة. و الدكتور شيخنا ولد ادومو، القيادي في حزب “حاتم”.