ليلة خريفية هادئة في مدينة اركيز، جنوبي البلاد، وذلك بعد واحد من أكثر أيام المدينة صخبا في تاريخها، إذْ تسببت احتجاجات قوية، في حرق محلات تجارية ومرافق عمومية، خلفت جرحى.
بدأت القصة منذ أيام، حين دعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من سكان اركيز، لاحتجاجات ضد انقطاعات الكهرباء المتواصلة في المدينة، وضد الخدمات العمومية التي يصفونها بالسيئة.
المظاهرات التي دعا لها الناشطون، انطلقت صباح اليوم وسط المدينة لكنها سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب وتخريب.
شباب ملثمون يحملون فؤوسا، يجوبون شوارع المدينة ويصدرون أوامرهم لأصحاب المحلات التجارية بإغلاق محالهم، في اتجاههم نحو مقر الشركة الوطنية للكهرباء “صوملك” حيث أُحرقت مكاتبها ولاذ عمالها بالفرار.
مصادر محلية تحدثت لصحراء ميديا عن اقتحام المحتجين لمكتب الوثائق المؤمنة، وحرق الملفات الشخصية، والعبث بكل معداتها من شاشات ومقاعد.
تقول المصادر إن” ماجرى غير منسق وليست وراءه جهة معينة” رغم أن التحقيق التي أعلنت عنه السلطة، لم يسفر حتى الآن، عن أي معلومات بهذا الشأن.
تدخلت السلطات واعتقلت عشرات المشتبه بهم، واستطاعت بعد ساعات من تفاقم الوضع، من استعادة السيطرة على المدينة.
الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، المختار ولد داهي، قال إن ماجرى اليوم في اركيز من احتجاجات “لامبرر له” مضيفا أن السلطة “ستحاسب كل المتآمرين”.
أوضح الوزير أن المدينة تحتاج إلى خمس مائة كيلوات من الكهرباء، وصوملك توفر الآن أربع مائة، و”أن عجز مائة كيلوات واحد لايبرر ماحدث اليوم من شغب وتخريب”.
يضيف الوزير أن الشركة تعمل على إصلاح المولدات الموجودة في المدينة وتعمل على استجلاب مولد آخر من شأنه أن يحل المشكلة من جذورها.
وزارة الداخلية واللامركزية، قالت إن الجهات المختصة شرعت في التحقيق في الأحداث المسجلة في اركيز، مشيرة إلى أنه سيتم اعتقال ومحاسبة كل الضالعين فيها من قريب أو من بعيد، طبقا للنظم والقوانين المعمول بها .
وقالت الداخلية في بيان لها ” إن مجموعة من المخربين أقدمت صباح اليوم على القيام بأعمال شغب في مدينة اركيز، طالت الاعتداء على بعض الموظفين والعبث بممتلكات عامة و خاصة و نهب وتخريب بنايات حكومية.
وأشارت الداخلية إلى أن السلطات العمومية تدخلت من أجل إعادة السكينة و السيطرة على الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
وحصلت “صحراء ميديا” على فيديوهات من الاحجتاجات اليوم، توضح اقتحام بعض المحتجين لمقر الوكالة الوطنية للوثائق المؤمنة، وشركة الكهرباء، وبعض مرافق المدينة الأخرى.
يطالب سكان المدينة منذ فترة بتوفير المياه والكهرباء، وتحسين الخدمات الأساسية، كما “يعانون من ترد حاد لوضعية الاتصالات” ويتحدث ناشطون من المدينة عل فيسبوك بضرورة الإسراع في إصلاح شامل للأوضاع “المزرية” التي تعيش فيها المدينة.