أعلن المكتب الوطني للسياحة في موريتانيا، أمس الخميس، أنه وقع اتفاقية «تعاون وشراكة» مع مهرجان موسيقى الرعاة الدولي الذي سيقام شهر أغسطس المقبل في منطقة «أفله»، بولاية الحوض الغربي شرقي موريتانيا.
وقال المكتب في إيجاز صحفي إن الاتفاقية وقعها مديره العام المساعد محمد الأمين ولد سيدينا، مع ممثل مهرجان موسيقى الرعاة الدولي الشيخ ولد الشيخ ولد سيدي.
ووصف المكتب الذي هو هيئة حكومية معنية بتطوير السياحة في البلاد، المهرجان بأنه «مناسبة لدعم الاستثمار في الثقافة والفن ودعم السياحة في منطقة (أفله) بالحوض الغربي، لكونها منطقة زاخرة بالتنوع البيئي والتضاريسي ومنطقة رعوية بالأساس».
المهرجان الذي سيقام في الفترة من 20 وحتى 24 أغسطس المقبل في مزرعة «فريدي»، بمدينة الطينطان، يصفه القائمون عليه بأنه «موسم ثقافي فني رياضي بيئي سنوي، يقدم مختلف مظاهر حياة الإنسان الموريتاني في وسطه الأصلي: البادية».
ويبرر القائمون على المهرجان اختيار منطقة أفلَّه بأنها «زاخرة بالتنوع البيئي والتضاريس الجميلة، ولكونها منطقة رعوية بالأساس حيث كان الرعي قوام حياة سكان هذه المنطقة حتى وقت قريب».
ويؤكد القائمون على المهرجان أنه «سيلقي الضوء على عبقرية الإنسان البدوي حين كان يعتمد على نفسه بنسبة تكاد تصل تسعين في المائة»، كما سيعمل على «تقديم الإنسان الموريتاني على سجيته، كصانع جمال وفن وعلم وحضارة، وكونه عالما متعلما وصاحب ذوق فني رفيع وعطاء فكري زاخر على الرغم من صعوبة الظروف من حوله أحيانا وحالة التنقل الدائم التي فرضتها عليه ظروف معيشته».
المهرجان يحمل همَّ «تحريك الفعل الثقافي الراكد، مساهمة في إشعال الشموع بدل لعن الظلام، واقتناعا بلامركزية الثقافة والفن والممارسة الثقافية في مفهومها الشمولي، وضرورة التفكير في التخطيط والتنظير والتنفيذ لمبادرة ثقافية واجتماعية خارج نواكشوط والمدن الكبيرة؛ إنصاتا لروح الطبيعة الناطقة بكل تفاصيل الجمال، وفهما عميقا لمنطق التنوع البيئي الذي لا يمكن فصله إطلاقا عن التنوع الثقافي، ورجوعا إلى الأصل حيث الأرض قادرة دائما على الإحتفاء بالإنسان؛ وإحساسا منا بالمسؤولية المجتمعية؛ قررنا أن نطلق هذه الفكرة ونبني لها ريشا كي تحلق بعيدا»، وفق النص التعريفي المنشور على الموقع الإلكتروني للمهرجان.
ويسعى المهرجان إلى تحقيق العديد من الأهداف من أبرزها «المساهمة في إحياء التراث المادي والمعنوي لمنطقة الحوض الغربي، وكسر العزلة الحضارية والثقافية والإقتصادية عن الولايات الداخلية، ولفت الأنظار لأهمية الحفاظ على البيئة، وخلق بيئة سياحية حقيقية لأول مرة في جنوب الوطن باستغلال الموارد والإمكانات الضخمة الكامنة في الطبيعة والبشر هناك».
كما يتطلع القائمون على المهرجان إلى «تشجيع الهجرة العكسية من العاصمة نحو الريف والتوزيع المتوازن لأدوات التنمية البشرية بين ولايات الوطن، وخلق بيئة للتبادل والإبداع الفني والثقافي تتعدى إحياء التراث لتحقيق الريادة والتطوير والتجديد في مختلف مناحي الحياة المعنوية والمادية ذات الصلة بالثقافة والفنون».
وسبق أن أعلنت وزارة الثقافة الموريتانية أنها ستدعم المهرجان «الأول من نوعه».