قال المدير العام لشركة توتال-موريتانيا فيليب جيول إن النفايات التي عثر عليها قبل يومين قرب الطريق الرابط بين موقع شركة تازيازت مع طريق انواذيبو-انواكشوط، هي خليط من المياه والمازوت كانت ستتم معالجته بتفريغ حمولة الصهريج.
وأكد جيول في بيان صحفي نشره الأربعاء إنه حدث تسرب بسيط “وقد تدخلت فورا شركة تازيازت لتنظيف وتطهير الموقع الذى تعرض لتفريغ هذه المياه الخليط وعليه فليست هناك تاثيرات على البيئة”. حسب تعبيره.
وأكد مسؤول الشركة الفرنسية العاملة في مجال الطاقة والنفط أن سائق صهريج لشركة (أس أن أس ) قام يوم فى يوم 31 مارس 2010 بتفريغ 25 م 3 من خليط المياه والمازوت، على طريق الرابط بين منجم تازيازت وطريق انواذيبو- انواكشوط .
وأضاف فليب جيول : “إن شركة توتال موريتانيا هي المورد لمنجم تازيازت بالوقود والزيوت الصناعية كما توفر كذلك من خلال متعاملين نقل ومعالجة خليط المياه والمازوت الناجمة عن وقود المولدات الكهربائية، والتى تزود المحطة الكهربائية لمنجم تازيازت، هذا الخليط من المياه والمازوت يتكون من الماء وجزيئات المازوت ولايشكل اي مخلفات كيميائية سامة “. مؤكدا أن الدرك الوطني فتح تحقيقا فى القضية لتحديد المسؤوليات وملابسات الحادث.
تازيازت تنفي..وتعتذر
من جهته أكد المدير العام لشركة تازيازت موريتانيا المحدودة مايكل روبنسون أن شركة تازيات موريتانيا المحدودة تستعمل ثلاثة مولدات كهربائية تعمل بالمازوت لانتاج الكهرباء على مستوى موقعها المنجمي . قائلا إن تشغيل كل المولدات الكهربائية يعتمد على المازوت ويتطلب وقودا نظيفا ويخلف بقايا مكونة اساسا من الماء والمازوت .
وقال روبنسون في بيان نشرته الوكالة الموريتانية للأنباء، إن لدى شركة تازيازت عقد لنقل المخلفات مع موردها لمادة المازوت، الذى هو شركة توتال- موريتانيا وذلك لنقل مخلفات هذه المولدات المكونة من خليط المازوت والمياه لاعادة تصنيعها فى مخازنها فى انواكشوط وانواذيبو .
وأكد أنه تم اشعار شركة تازيازت موريتانيا المحدودة بتفريغ هذا الخليط عند الكلومتر 32 من موقعها المنجمي، وفورا قامت بتنفيذ خطتها الاستعجالية، مما تطلب ارسال المعدات لمكان الحادثة لتنظيف وتطهير المنطقة من خلال نزع هذه المادة المكونة من الماء ومخلفات المازوت . مضيفا أن كلا من ممثلي وزارتي المعادن والبيئة وكذلك الدرك الوطني من معاينة الموقع والتعرف على الاجرءات المتخذة للتنظيف الفعال للمنطقة .
وختم مايكل روبنسون بالقول :”إن شركة تازيازت موريتانيا المحدودة اذ تاسف لوقوع هذه الحادثة الخارجة عن ارادتها لتؤكد ان مخلفات المازوت الثقيل والمياه ليست ناتجة عن عملية معالجة المعدن داخل المصنع . وتؤكد شركة تازيازت موريتانيا المحدودة احترامها وتقيدها بكافة القوانين البيئية فى موريتانيا”.
نفي رسمي
محمد يحي ولد حمودي مدير الشرطة المعدنية بوزارة الصناعة والمعادن الموريتانية نفى بشدة وجود اي نفايات عند الكيلومتر 32 على الطريق الرابط بين منجم غلب الغيشة وطريق نواكشوط نواذيبو .
واوضح فى تصريح للوكالة الموريتانية للانباء ان الامر لا يعدو كونه خليطا من الماء والمازوت تم افراغه من قبل صهريج يحمل الرقم 8293AM00 تابع لشركة توتال التى ترتبط بعقد مع شركة تازيازت يقضى بتوفيرالمحروقات ونقل الفضلات .
وقال ولد حمودي ان سائق الصهريج المذكور انطلق من المحطة الكهربائية ل”غلب الغيشة” يوم 31 مارس 2010 باتجاه مستودعات شركة توتال بمدينة نواذيبو محملا ب 25 مترا مكعبا من فضلات المحطة الكهربائية المتمثلة فى خليط الماء والزيوت وعند الكيلومتر 32 من مكان الانطلاق غير (السائق) الاتجاه حتى مسافة 4 كيلومترات حيث قام بافراغ حمولته، وان التحقيق جار الان بشأن ذلك .
واضاف ان ممثل الوزارة فى المنطقة كتب له بالخبر فقام على الفور بالاتصال بالجهات المعنية من درك وشركتي تازيازت وتوتال لبحث الموضوع والتاكد من حقيقة الامر .
وفى يوم 04 ابريل وحسب مدير الشرطة المعدنية بدأت جرافات شركة تازيازت تنظيف المكان من هذه الفضلات وكلفها ذلك مبلغ 8000 الاف دولار كما بدأت فرقة الدرك المتواجدة ب”غلب الغيشة” التحقيق مع سائق الصهريج ومالكه.
وخلص مديرالشرطة المعدنية الى ان الوزارة قامت باجراء التحليلات الضرورية لعينة المياه والزيوت الموجودة مما ثبت معه انها لا تعدو كونها فضلات للمحطة الكهربائية كانت فى طريقهاالى مستودعات شركة توتال بانواذيبو لاستخدامها فى اغراض اخرى .
وقدم المدير ادلة تثبت خضوع الصهريج المذكور للاجراءات اللازمة وفى مقدمتها اختبار الجمارك للحمولة ونوعيتها وتاكيدها على انها فضلات مياه وزيوت وليست نفايات كما اشيع، هذا فضلا عن اثباتات اخرى مقدمة من شركة تازيازت .
وقال ولد حمودي ان الوزارة على استعداد تام لاتاحة الفرصة لمن يريد الاطلاع على الموضوع فى عين المكان كما انها تتوفر على كافة الاثباتات التى تفند الاشاعة المذكورة .
وكان النائبان عن حزب تكتل القوى الديمقراطية عبد لرحمن ولد ميني و محمد محمود ولد لمات قد قالا إن البيئة في موريتانيا “عرضة للتواطئ بين السلطات وشركات التنقيب عن المعادن ” من خلال كشفهما عن ما قالا إنه نفايات سامة ألقيت في صحراء حيث لا رقيب على الشركات الأجنبية.
ونظم النائبان رحلة لبعض الصحفيين، وأكد ولد ميني و ولد لمات أن مدير شركة “تازيازت موريتانيا” اعترف بالخطأ و أكد توبيخه لشركة توتال المسؤولة عن رمي النفايات.