استثمرت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) مبلغ 58 مليون يورو (25 مليار أوقية قديمة) في مشروع لتسريع وتطوير معالجة خامات الحديد المستخرجة من «كدية الجل» المحاذية لمدينة ازويرات، في أقصى الشمال الموريتاني.
المشروع الجديد سيدشنه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، غدا الاثنين، ضمن خطة لإنعاش الشركة المنجمية التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الموريتاني، بعد تقارير قالت إنها واجهت شبح الإفلاس خلال السنوات الماضية.
يأتي المشروع الجديد على شكل منشئات معالجة ومناولة في منطقة (To14)، واحدة من أهم مناطق استخراج خامات الحديد في «كدية الجل» الغنية بالحديد، ويسعى المشروع الجديد إلى الرفع من القدرات الإنتاجية لشركة (سنيم).
وتعالجُ شركة (سنيم) الصخور المشبعة بالحديد التي تنقلها الشاحنات من منطقة (To14)، عن طريق طاحونة تحولها إلى كتلٍ أصغر من 250 ملم، يُحمل المعدن بعد ذلك عبر «أشرطة ناقلة» إلى منشأة ثانية ستعيد طحنه ليكون أصغر من 90 ملم، ثم ينقل بعدها إلى «غرفة شحن» سعتها 12 ألف طن.
المرحلة الأخيرة من معالجة خامات العديد تجري في نواذيبو، بعد نقلها على متن أطول قطار في العالم نحو الميناء المنجمي بنواذيبو، حيث يتم طحن الخامات لتكون أصغر من 10 ملم، وهو الحجم المطلوب للتسويق.
يشير القائمون على المشروع إلى أن منشأة المناولة الجديدة، التي سيتم تدشينها غداً من طرف الرئيس، ستعزز مستوى المعالجة في منطقة (To14)، وستضيف 3 طواحن جديدة، و4 كيلومترات من الأشرطة الناقلة.
كما تسمح المنشأة الجديدة بإمكانية تكويم 110 آلاف طن من خامات الحديد، وهو ما يعني أن استخراج خامات الحديد يمكن أن يستمر على مدار الساعة في منطقة (To14)، أي أنه سيرفع من إنتاج الشركة.
ويعتقد الخبراء أن نظام «التكويم» الذي ستضيفه المنشأة الجديدة، سيشكل نقلة مهمة، ويقول أحد الخبراء: «المنشأة الجديد ستسمح باستمرار عمليات الاستخراج التي كانت تتوقف كلما امتلأت غرفة الشحن، ذلك أن المنشأة الجديدة تتمتع بخاصية التكويم، التي يلجؤ إليها كلما امتلأت غرفة الشحن».
ونقل مراسل «صحراء ميديا» عن مصادر من داخل الشركة المنجمية، أن المشروع الجديد «سيخفف الضغط على مصنع انواذيبو، إذ ستقتصر معالجته النهائية على الخامات المستخرجة من منجم لمهودات وارويصات».
وأضافت ذات المصادر أنه في ظل تخفيف الضغط على مصنع انواذيبو «من الممكن زيادة حجم المعادن الموجهة إليه من لمهودات وارويصات، وهو ما سيرفع سقف إنتاج الشركة، ويساهم في انسيابية حركة القطارات»، خاصة وأن خامات الحديد ستغادر ازويرات وهي «جاهزة للتصدير»، وفق تعبير أحد الخبراء.
ويأتي تدشين هذا المشروع بعد سنوات من الجدل حول تسيير الشركة المنجمية الأكبر في موريتانيا، خاصة بعد تقرير لجنة تحقيق برلمانية قال إنها كانت تدار من القصر الرئاسي خلال حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
وسبق للشركة أن استثمرت الكثير من الأموال في مشاريع للرفع من مستوى إنتاجها، كما زاد طاقمها البشري، وتوسعت عمليات الاستخراج، إلا أنها لم تنجح في تحقيق العديد من أهدافها، وظلت تراوح نفس الأرقام القياسية في الإنتاج.