سيرجيو سيسلا مواطن إيطالي من مدينة كاريني في جزيرة صقلية، محب لافريقيا من الطراز الأول، كاد أن يفقد حياته نتيجة حبه للقارة السمراء ذات يوم قبل خمس سنوات، عندما انفجرت قربه قنبلة في اتشاد.
لم يكن ذلك فقط هو ما يربطه بافريقيا، فزوجته الثانية الحالية هي فيلومينا كابوري المواطنة الايطالية من أصل بوركينابي.
ليس هذا فقط ما يربط الرجل بإفريقيا، فصقلية التي ينتمي إليها من أقرب الأرض الأوروبية إلى إفريقيا، وحكمها الأفارقة فترة من الزمن، عن طريق الاغالبة الذين كانت قاعدة ملكهم في تونس، عن طريق القائد الفقيه أسد بن الفرات.
حب سيرجيو الذي يحمل على كتفه خمسا وستين سنة لإفريقيا وطرقها البرية دفعه ذات يوم بعد خمسة عشر سنة من نجاته من القنبلة في تشاد، إلى الاختطاف من طرف جهة من المرجح أن تكون قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الاسلامي.
ليلة السبت 19 ديسمبر 2009 كان سيرجيو وزوجته فيلومينا كابوري 38 سنة وسائقهما الايفواري في طريقهما الى بوركينا فاسو في رحلة برية يحبها الرجل كثيرا لتلتقي زوجته ابنها الذي لم تلتقه منذ اثنتي عشرة عاما، فجأة وقبيل عبور الباص الصغير الذي تستقله الرفقة للحدود الموريتانية المالية، كمن مسلحون مجهولون، ولعلع الرصاص فوق الرؤوس، واستسلم الجميع.
صيد ثمين آخر يضاف الى شباك القاعدة، التي لم يمض اسبوعان على اختطافها ثلاثة اسبان في موريتانيا وفرنسيا في مالي، الكرة في مرمى حكومات المنطقة، التي تعاقدت على محاربة رجال الزئبق، الذين يتماهون مع الصحراء، ويختفون كفص ملح ذاب في الماء.
في “أمنيصيره” انتصرت القاعدة على الامن الموريتاني والمالي معا، وكان الهدف الثاني ذد موريتانيا مقابل صفر في أقل من شهر، يعلق محلل سياسي.
المنطقة الوديغة التابعة لمقاطعة كوبني في أقصى الشرق الموريتاني لم يسبق لها أن قفزت الى واجهات الاعلام وبرقيات وكالات الانباء، غير أن سيرجيو وفيلومينا قفزا بها الى الواجهة.
دخلت السفارة الايطالية في داكار على الخط، فهل سيكرر التاريخ نفسه وينجو سيرجيو كما حدث ذات يوم قبل خمسة عشر سنة.. أم أن الملثمين لهم رأي آخر.