قال المحلل السياسي والباحث الأكاديمي الفرنسي المتخصص في الشأن الموريتاني فنسان بيسون إن العلاقة بين المعارضة والجمهور في موريتانيا ليست منسجمة، مشيرا إلى أن عدم مشاركة المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الحادي والعشرين من يونيو المقبل، تعكس “معرفتها المسبقة أنها ستخسر الرئاسيات، مثلما خسرت الانتخابات البلدية والبرلمانية الأخيرة”.
واعتبر فنسان، الذي كان يتحدث في مقابلة تحليلية مع إذاعة فرنسا الدولية بباريس اليوم الأربعاء، أن المعارضة الموريتانية ترى أن الشروط الضرورية لضمان شفافية الانتخابات غير مكتملة، “رافضة بذلك أن تكون راهنا ديمقراطيا لإعادة انتخاب الرئيس الحالي ولد عبد العزيز” حسب تعبيره .
وصرح بيسون وهو باحث حاصل على دكتوراه حول بحث يتناول التاريخ السياسي الموريتاني الحديث، بأن إلى أن أسباب مقاطعة المعارضة للانتخابات “غير مقنعة”. مضيفا :”نحن نجد أنفسنا أمام شعب لا يصوت في أغلبيته، وليس بمجمله، لحزب أو لبرامج انتخابية. فالتصويت يكون أولا لصالح المترشح الذي يمكن أن يضمن لك الأمن أو العيش الكريم، وانطلاقا من المفهوم السياسي السائد في موريتانيا، فإن الرئيس ولد عبد العزيز يحظى بموقف قوي في هذه الاستحقاقات المرتقبة”.
وردا على سؤال حول استقلالية لجنة الانتخابات وشفافية أي عملية انتخابية في موريتانيا، قال فنسان بيسون انه في الحقبة الرئاسية الحالية لولد عبد العزيز و في المأموريات التي سبقته، اتختذ سلسلة من التدابير التي تمثل ضمانات حقيقية لشفافية الاقتراع، الذي لم يكن شفافا بالكامل لوجود عمليات تزوير محلية، إلا أنها في كل الأحوال التي لا تؤدي إلى تزوير واسع النطاق.
وأشار إلى إن اللجنة الوطنية المستقلة الانتخابات، التي كانت محل انتقادات لاذعة، خاصة في الانتخابات البلدية و التشريعية الأخيرة، وكانت رغم ذلك موضع العديد من النقاشات.
وحصل فنسان بيسون على الدكتوراه في الجغرافيا عام 2005 في جامعة “تور” الفرنسية، عن أطروحة تقارن بين ديناميكية الوسط القبلي في موريتانيا وتونس. خصص جزءاً كبيرا منها للتطورات التي عرفها المسار السياسي في موريتانيا، خصوصا منذ بدء التعددية السياسية مطلع تسعينات القرن الماضي، وما نتج عن ذلك من تغيرات في العمل السياسي، وفي المجتمع.