كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تمكن مقاتلي مليشيات ليبية من سرقة أسلحة آلية ومعدات، بعد غارة شنوها في الرابع من أغسطس الماضي، على قاعدة عسكرية كانت القوات الأمريكية تدرب فيها وحدة عسكرية ليبية خاصة، خارج العاصمة طرابلس.
ولفت مسؤولون أمريكيون أن المليشيات استولت على بنادق من طراز أم4، ومسدسات، ونظارات للرؤية اللليلية ومدرعات، في “قاعدة يونس” على بعد نحو 20 كلم من طرابلس. ونقلت الولايات المتحدة المدربين الأمريكيين إلى واشنطن، في حين يبحث البنتاغون الآن عن موقع أكثر أمانا لاستئناف التدريب، الذي يدخل ضمن برنامج افريقي طموح، لتكوين وحدات خاصة لمحاربة الإرهاب.
وبحسب معلومات نشرتها الصحيفة، فقد أنفقت وزارة الدفاع (البنتاغون) ملايين الدولارات سرا على هذه المشاريع، “التي عانت عدة نكسات؛ خصوصا في ليبيا”.
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر أمس الثلاثاء عن المسؤولين المذكورين قولهم، إن الإدارة الأمريكية كلفت نخبة من قواتها منذ العام الماضي، بتشكيل وحدات مكافحة الإرهاب بسرية؛ في ليبيا وموريتانيا والنيجر ومالي، ضمن جهود الولايات المتحدة لتوسيع الحرب ضد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وحلفائه في افريقيا، والذي يواجه “دولا ضعيفة”.
وفي هذا الإطار كشف المسؤولون عن تخصيص الولايات المتحدة الأمريكية لمبلغ 29 مليون دولار لموريتانيا، في إطار التدريب والتكوين، في مجال الأمن، من خلال الدعم اللوجيستي، واقتناء معدات المراقبة، لدعم وحدة متخصصة في مواجهة الإرهاب، “هي الآن في طور المراحل التكوينية”، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية.
ووفقا للأرقام التي كشف عنها المسؤولون، أنفق البنتاغون نحو 15 مليون دولار على وحدة جديدة لمكافحة الإرهاب في النيجر، التي نقلت إليها طائرتان بلا طيار من طراز ريبر، لمساعدة القوات الأفريقية والفرنسية على مطاردة القاعدة في المغرب الإسلامي.
ووصل المبلغ الذي رصده البنتاغون إلى 70 مليون دولار أمريكي؛ ضمن الخطة الجديدة في افريقيا، التي تشمل التدريب والمعدات لجمع المعلومات الاستخبارية وغيرها من أشكال الدعم، والذي يركز حاليا على بناء وحدتين خاصتين في موريتانيا والنيجر.
وبخصوص ليبيا؛ قال اللواء باتريك.ج.دوناهو القائد الميداني للقوات الأمريكية في افريقيا إنه لا يمكن التأكد من ولاءات أفراد القوات التي تُدرب في ليبيا، هل هي لوطنهم أم أنها للميليشيات. وضمان احترام القوات التي تتلقى التدريب لحقوق الإنسان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ليبيا “انتهى التدريب الأولى الأكثر طموحا بشكل مخجل” بعد استيلاء ميليشيات على الأسلحة المقدمة إلى الجيش في إطار التدريب.
ونفذت الميليشيات هجومها قبل الفجر على المكان، فاستولت على الأسلحة، بعد أن حصلت على معلومات من عسكري ليبي على الأرجح.
وأشارت الصحيفة إلى التمكن من استعادة غالبية تلك الأسلحة لاحقا، لكن بعض التقارير الصحافية أشارت إلى أن بعضها عرض للبيع في السوق السوداء.
وقالت الصحيفة نقلا عن المسؤولين إن البرنامج بدأ “في سرية”، ويشرف عليه عناصر من “القبعات الخضراء” و”قوات دلتا” التابعتين للجيش الأمريكي، ويسعى لتكوين وتدريب وتجهيز قوات كوماندوز في كل من ليبيا والنيجر وموريتانيا ومالي.
وأشار المسؤولون إلى أن الهدف من هذا البرنامج هو بناء فرق قادرة على مكافحة الإرهاب في القارة الافريقية، خلال السنوات القليلة المقبلة، خصوصا مع تنامي قوة حركة “بوكو حرام” في نيجيريا، والتي اختطفت أكثر من 200 تلميذة منتصف ابريل الماضي، وتوجد قوات أمريكية خاصة في نيجيريا الآن للمساعدة في إنقاذ الفتيات.
وقال مايكل .أ. شيهان، المسؤول السابق في البنتاغون، إن هدف البرنامج الذي كان يعمل فيه، هو تدريب قوات محلية يمكنها مواجهة التهديدات المحدقة بتلك البلدان.
وكان شيهان قد دعا إلى إقامة البرنامج، حينما كان كبير مسؤولي سياسة العمليات الخاصة في البنتاغون.
ومنذ منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، بنت الولايات المتحدة ببطء استراتيجية متعددة الجوانب لمكافحة الإرهاب في افريقيا، بحسب الصحيفة، وفي هذا الإطار تنفذ الطائرات الأمريكية بدون طيار هجمات في الصومال، انطلاقا من قاعدتها في جيبوتي؛ وهي القاعدة الدائمة الوحيدة في القارة، مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية، التي تتعاون معها لمحاربة “المتطرفين الإسلاميين” في الصومال ومالي.
ترجمة : يعقوب ولد باهداه / صحراء ميديا + أ ف ب