وقد شكلت المناسبة فرصة للدكتور محمد القادري مدير المركز المغربي للحديث عن السياق الزمنى الخاص الذي يزامن الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف وما يصاحب ذلك من نشاطات روحية وفلكلورية موازية.
في حين تطرق المحاضر ولد ابراهيم الى اهمية تناول هذا الموضوع في الاعتزاز بالانتماء الى الرسالة المحمدية وإظهار التيمن بشمائل النبي الكريم ومناقبه صلى الله عليه وسلم وكذا ابراز درجات التعلق الوجداني والشوق الروحي اليه ،وهي كلها مشاعر تتجلى في المديح الشعبي الذي تغنى به الكثير من سكان هذا المنكب منذ مئات السنين.
وتناول المحاضر التعريف بالمديح النبوي الشعبي خصائصه المميزة والأبحاث و المقاربات الرامية الى تحديد تاريخ ظهوره في هذه البلاد وكذا محاولات الاهتمام به عالميا باعتباره موروثا انسانيا وثقافة شعبية روحية لها خصائصها الطقوسية والفنية التي تميزه عن بقية الفنون الاخرى كالغناء التكسبي او الشعر الفصيح او الشعبي.
وأضاف المحاضر كذلك الى أن المجتمع الموريتاني عرف المديح الشعبي النبوي لأول مرة بواسطة انتشار الطرق الصوفية القادمة من المغرب وتمازجها مع الثقافات الافريقية المحلية،وهو ما اعطى للمديح الشعبي ايقاعاته وآلاته الوترية والنفخية ولونه الخاص وجعل فئة خاصة من المجتمع الموريتاني تتخصص فيه في مجال جغرافي يمتد عبر الضفة اليمنى لنهر السنغال باتجاه مسار تاودنى، بوجبيهة، تمبكتو.
وخلص الى القول بأنه مثل صورا من صور الاندماج الدينيى والثقافي بين مختلف مكونات المجتمع الصحراوي –الافريقي.