نواكشوط ـ سعيد ولد حبيب
بدأ الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير اليوم الاثنين زيارة رسمية إلى موريتانيا وخصصت نواكشوط احتفالا على طريقتها للرئيس السوداني الذي يرافقه وفد سياسي وتجاري كبير حيث تعانقت الأعلام السودانية والموريتانية في مختلف شوارع العاصمة.
بينما بدأت اعمال اللجنة المشتركة العليا الموريتانية السودانية وانطلقت انشطة ثقافية وفنية مواكبة للزيارة وغنت فرقة اهل الميداح في دار الشباب القديمة بنواكشوط للتعاون الموريتاني السوداني فيما عزف سودانيون على آلات ضمن اكبر اوركسترا تدخل دار الشباب في نواكشوط واحتلت الزيارة حيزا مكينا في الصحافة الموريتانية المستقلة و الحكومية ، وقطع البشير الشك باليقين وسط أجواء من الترقب والتحليلات الى توقعت تاجيل الزيارة بسبب ما يقال عن خطورة خروج البشير من بلاده في ظروف يتعرض فيها لتهديد محكمة الجنايات الدولية بشان اتهامات بانتهاكات لحقوق الانسان.
وتستمر الزيارة ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تتعلق باخر التطورات عربيا واسلاميا وسبل دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات ، وسيشرف الرئيسان الموريتاني والسوداني على حفل اختتام اعمال اللجنة العليا المشتركة حيث سيتم التوقيع على اتفاقيات لتعاون في مجالات عديدة فيما يشرف الرئيس السوداني على تدشين مقر جديد للسفارة السودانية في نواكشوط.
ويحظى الرئيس السوداني بتعاطف قوى سياسية وحقوقية عديدة في موريتانيا خصوصا منذ صدور مذكرة التوقيف الدولية بحقه ، ويعتبر الكثير من الموريتانيين ان المذكرة ليست سوى الية سياسية لشل التنمية في السودان الغني بموارده والمشكل من اثنيات وطوائف قد يمكن استغلالها من زعزعة الاستقرار فيه.
ويشهد السودان في العقود الاخيرة طفرة اقتصادية وعلمية بسبب موارد النفط رغم الحصار والمضايقات التى تتعرض لها حكومة بلده وهو يشهد حراكا سياسيا وبرلمانيا ويتاهب لانتخابات رئاسية . واتجهت الخرطوم في السنوات القليلة الماضية للاستثمار في غرب وشمال القارة السمراء وهي تسعى لمد سكة حديدية تربط الخرطوم بداكار وهو سعي استراتيجي لربط شرق القارة بغربها وشمالها ، وتعمل شركة شنقيتل فرع من سودانتل السودانية على تشغيل الجيل الثالث للاتصالات في موريتانيا كما يتعاون البلدان في ميادين التعليم العالي والتدريب والتأهيل ويسعيان لخلق شركة في مجال النفط و المعادن والسكة لحديدية والزارعة بالاضافة الى التعاون في المجالات الامنية والعسكرية ، وسبق للرئيس البشير ان زار موريتانيا مرتين احداهما نهاية الثمانينات والاخرى في فبراير 2006 ابان المرحلة الانتقالية التى قادها الرئيس السابق العقيد اعلي ولد محمد فال ، ودشن الرئيس السوداني حينها السفارة السودانية التي جاءت بعد عقد من القطيعة بين البلدين في عهد الرئيس الاسبق ولد الطائع .