أكثر من مائة وخمسة ملايين أوقية، على الأقل، هي القيمة الأولية لسهرة نظمتها الاتحادية الوطنية لكرة القدم بالتعاون مع التلفزيون الموريتاني، لجمع التبرعات المالية لصالح المنتخب الوطني لكرة القدم، المشارك في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، التي تبدأ في جنوب إفريقيا الشهر المقبل.
“التيتلون” تضمن حلقة مفتوحة على التلفزيون، الذي تظهر شاشته تصاعد بورصة التبرعات… استوديو البث المباشر يستضيف بعض المتبرعين، ويعلن الأسماء. وفي الغرفة الأخرى جلس عدلان منفذان، يمنحان المتبرعين أوصالا تثبت تسلم المبلغ أو الشيكات المصرفية.
أعطى التلفزيون ومعه إذاعة موريتانيا إشارة “حسن النيات” بمنح كل منهما مليون أوقية للمنتخب، وأظهرت الصور التي كانت تعاد من حين لآخر مديرة التلفزيون وهي تستقبل الوزراء وكبار الضيوف قبل تسليمهم لما جادت به جيوبهم. بين هذا وذاك صور من فيلم وثائقي قصير أنتجته اتحادية الكرة، وبجودة فنية عالية، يلاطف قلوب الموريتانيين، ويدغدغ مشاعرهم الوطنية. ومن حين لآخر يظهر فيديو كليب لأغنية تدعم المنتخب، صور باحترافية عالية لفنان موريتاني شاب.
أربعة وزراء حضروا وقدم كل منهم شيكاً بقيمة 500 ألف أوقية.. مبلغ يبدو وكأنه قد اتفق عليه من قبل، بين عمر ولد معطل، ولاله بنت الشريف، وحمادي ولد حمادي، واسلكو ولد أحمد ازيد بيه.
كان المقدمان على الشاشة يعرضان من حين لآخر تبرعات لمؤسسات عمومية، تصدرتها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) بمبلغ 50 مليون أوقية، متبوعة بمجموعة نواكشوط الحضرية التي تبرعت بعشرة ملايين، وميناء نواكشوط المستقل (الصداقة) الذي قدم ستة ملايين.
استضافت الحلقة المفتوحة عددا كبيراً من المتبرعين، وتفاوتت المبالغ من خمسة آلاف أوقية قدمها طفل في الرابعة من عمره، إلى ستة ملايين قدمها عضو في مجلس الشيوخ. من بين الضيوف ظهر ثلاثة رؤساء سابقين لاتحادية الكرة، حملت عباراتهم الكثير من الأمل بمستقبل كبير يحمل تجسيد حلم، عجزوا عن تحقيقه في الماضي.
في الجانب الفني برزت لبابة بنت الميداح، وهي تقدم 500 دولار نقدا، ومعها فيديو كليب لأغنية جديدة بالعامية الشامية، من كلمات وألحان زوجها عماد الدين الدبش، أدتها رفقة ابنتيها فطوم وبثينة.
“عدنان” و”خالد”..أصغر متبرعين في “التيتلون”، تقدما بخطوات خجولة وبريئة.. نحو “العدل المنفذ”، وهما يرتديان قميصين بألوان المنتخب الوطني، وبعد برهة سلمه كل منهما مبلغ 5 آلاف أوقية، وانتقلا إلى “البلاتو” لإجراء مقابلة حول روحهما الوطنية البريئة التي دفعتهما للتبرع.
لم تمر ليلة جمع التبرعات الطويلة دون منغصات، فمساحات كبيرة من صفحات الموريتانيين في موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتوتير) امتلأت بالانتقادات والسخرية من عملية التبرع. وجاءت تلك الانتقادات من صحافيين بارزين في التلفزيون، منهم محمد ولد سيدي أعبيد رئيس التحرير، الذي قال “وا أسفي، وكأن تيتلون رياضي لا يمكن تنظيمه دون مباركة السياسيين”، في إشارة للحضور البارز للقادة السياسيين من الأغلبية والمعارضة.
فتن ولد متالي، المقدم في التلفزيون قال هو الآخر “لم تقنعني فكرة التبرع للمنتخب الوطني، رغم أهمية الأخير. ومن باب سد الذرائع لم أتبرع له، خوفاً من تتالي المسألة وسحبها على قطاعات أخرى..وأنا من دافعي الضرائب”.
وتساءل الصحافي عبد الرحمن ولد حرمه ولد ببانه “هل خزائن الدولة فارغة، ولم يعد فيها ما يمول رحلات فريق وطني رياضي، يحمل علم البلد، حتى تلجأ إلى جمع التبرعات من أعضاء الحكومة والشركات والأشخاص”.
وأضاف :”ليس عيباً أن تتلقى الدولة المساعدات، أو أن تطلبها إن اقتضت الظروف ذلك، لكن أن تطلب من شعبها البائس، المطحون بفعل الفقر والمرض والجهل أن يتبرع لفائدة منتخب وطني يستظل بعلم الدولة، فذلك أمر معيب، ومن نصح به أو اقترحه يستحق التوبيخ والطرد؛ إن كان وزيرا أو مديرا أو مسؤولا رياضيا..يا للعار الدولة تتسول لدى شعبها”.
وفي اتجاه داعم لعملية التبرع قال الناشط السياسي الشاب أمين مختار أعبيده إن أكثرية الذين يستنكرون حملة التبرع ويسخرون من المنتخب واللاعبين، شككوا قبل مباراة الحسم في قدرات لاعبينا على التأهل، إلى أن أسكتهم “تقي الله ولد الدنه”، وأعلن وجود موريتانيا في أول بطولة دولية. وأضاف “واجب نخبتنا الثقافية والسياسية الوقوف خلف المنتخب ماديا ومعنويا..ومن لم يستطع فعليه بالصمت”.
“التيتلون” تضمن حلقة مفتوحة على التلفزيون، الذي تظهر شاشته تصاعد بورصة التبرعات… استوديو البث المباشر يستضيف بعض المتبرعين، ويعلن الأسماء. وفي الغرفة الأخرى جلس عدلان منفذان، يمنحان المتبرعين أوصالا تثبت تسلم المبلغ أو الشيكات المصرفية.
أعطى التلفزيون ومعه إذاعة موريتانيا إشارة “حسن النيات” بمنح كل منهما مليون أوقية للمنتخب، وأظهرت الصور التي كانت تعاد من حين لآخر مديرة التلفزيون وهي تستقبل الوزراء وكبار الضيوف قبل تسليمهم لما جادت به جيوبهم. بين هذا وذاك صور من فيلم وثائقي قصير أنتجته اتحادية الكرة، وبجودة فنية عالية، يلاطف قلوب الموريتانيين، ويدغدغ مشاعرهم الوطنية. ومن حين لآخر يظهر فيديو كليب لأغنية تدعم المنتخب، صور باحترافية عالية لفنان موريتاني شاب.
أربعة وزراء حضروا وقدم كل منهم شيكاً بقيمة 500 ألف أوقية.. مبلغ يبدو وكأنه قد اتفق عليه من قبل، بين عمر ولد معطل، ولاله بنت الشريف، وحمادي ولد حمادي، واسلكو ولد أحمد ازيد بيه.
كان المقدمان على الشاشة يعرضان من حين لآخر تبرعات لمؤسسات عمومية، تصدرتها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) بمبلغ 50 مليون أوقية، متبوعة بمجموعة نواكشوط الحضرية التي تبرعت بعشرة ملايين، وميناء نواكشوط المستقل (الصداقة) الذي قدم ستة ملايين.
استضافت الحلقة المفتوحة عددا كبيراً من المتبرعين، وتفاوتت المبالغ من خمسة آلاف أوقية قدمها طفل في الرابعة من عمره، إلى ستة ملايين قدمها عضو في مجلس الشيوخ. من بين الضيوف ظهر ثلاثة رؤساء سابقين لاتحادية الكرة، حملت عباراتهم الكثير من الأمل بمستقبل كبير يحمل تجسيد حلم، عجزوا عن تحقيقه في الماضي.
في الجانب الفني برزت لبابة بنت الميداح، وهي تقدم 500 دولار نقدا، ومعها فيديو كليب لأغنية جديدة بالعامية الشامية، من كلمات وألحان زوجها عماد الدين الدبش، أدتها رفقة ابنتيها فطوم وبثينة.
“عدنان” و”خالد”..أصغر متبرعين في “التيتلون”، تقدما بخطوات خجولة وبريئة.. نحو “العدل المنفذ”، وهما يرتديان قميصين بألوان المنتخب الوطني، وبعد برهة سلمه كل منهما مبلغ 5 آلاف أوقية، وانتقلا إلى “البلاتو” لإجراء مقابلة حول روحهما الوطنية البريئة التي دفعتهما للتبرع.
لم تمر ليلة جمع التبرعات الطويلة دون منغصات، فمساحات كبيرة من صفحات الموريتانيين في موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتوتير) امتلأت بالانتقادات والسخرية من عملية التبرع. وجاءت تلك الانتقادات من صحافيين بارزين في التلفزيون، منهم محمد ولد سيدي أعبيد رئيس التحرير، الذي قال “وا أسفي، وكأن تيتلون رياضي لا يمكن تنظيمه دون مباركة السياسيين”، في إشارة للحضور البارز للقادة السياسيين من الأغلبية والمعارضة.
فتن ولد متالي، المقدم في التلفزيون قال هو الآخر “لم تقنعني فكرة التبرع للمنتخب الوطني، رغم أهمية الأخير. ومن باب سد الذرائع لم أتبرع له، خوفاً من تتالي المسألة وسحبها على قطاعات أخرى..وأنا من دافعي الضرائب”.
وتساءل الصحافي عبد الرحمن ولد حرمه ولد ببانه “هل خزائن الدولة فارغة، ولم يعد فيها ما يمول رحلات فريق وطني رياضي، يحمل علم البلد، حتى تلجأ إلى جمع التبرعات من أعضاء الحكومة والشركات والأشخاص”.
وأضاف :”ليس عيباً أن تتلقى الدولة المساعدات، أو أن تطلبها إن اقتضت الظروف ذلك، لكن أن تطلب من شعبها البائس، المطحون بفعل الفقر والمرض والجهل أن يتبرع لفائدة منتخب وطني يستظل بعلم الدولة، فذلك أمر معيب، ومن نصح به أو اقترحه يستحق التوبيخ والطرد؛ إن كان وزيرا أو مديرا أو مسؤولا رياضيا..يا للعار الدولة تتسول لدى شعبها”.
وفي اتجاه داعم لعملية التبرع قال الناشط السياسي الشاب أمين مختار أعبيده إن أكثرية الذين يستنكرون حملة التبرع ويسخرون من المنتخب واللاعبين، شككوا قبل مباراة الحسم في قدرات لاعبينا على التأهل، إلى أن أسكتهم “تقي الله ولد الدنه”، وأعلن وجود موريتانيا في أول بطولة دولية. وأضاف “واجب نخبتنا الثقافية والسياسية الوقوف خلف المنتخب ماديا ومعنويا..ومن لم يستطع فعليه بالصمت”.