ولد اميم أحمد بن إميجن
إعلامي – ليموج / فرنسا
من مقر إقامتي المؤقتة بمدينة ليموج الفرنسة الهادئة ، علمت بكل حزن وأسى بتلك الفاجعة ألأليمة وذاك الخطب الجلل الذي ألم بالأهل جميعا و الأحبة في مدينة أبى تلميت والحواضر المجاورة لها ، ألا وهي رحمة المغفور له بإذن الله أخونا الكبير الشيخ باب بن إبراهيم الشيخ سيدي ، ليلة الأربعاء الماضي الثاني من إبريل 2013 .
لقد انتقل المرحوم إلى جوار ربه بعد معانات مع المرض لأزيد من سنة ، قابله بصبر ورباطة جأش ، فكان مؤمنا بقضاء الحق سبحانه وتعالى وإرادته .
عرف المرحوم بتواضعه وبساطته وزهده ومحبته للآخرين فكان متميزا بشخصيته وبأريحيتيه المثالية ، فيرتاح لمجلسه المسن والمراهق والطفل على حد السواء.
كان الراحل باب من الجيل الثاني للرعيل الأول الذى ساهم في إنجاح التعليم والاهتمام به ، فكان من الأساتذة الأوائل بالمدرسة رقم 1 بأبى تلميت مع رفاق له في الدرب أمثال عبد الله ولد بشير والشيخ ولد محنض وعبد الله ديالو وغيرهم ، فرحمة من الله على الجميع .
بعدما تر ك المرحوم م التدريس انتقل إلى العمل الإداري، فالتحق بمنظمة الدول المطلة على نهر السنغال O.E.R.S سابقا بسن لويس بالسنغال ، والمعروفة حاليا بمنظمة استثمار نهرا لسنغالO.M.V.S ،حيث ظل يعمل فيها ردحا من الزمن بكل جدارة وإخلاص.
وعلى إثر حادث سير تعرض له المرحوم ، وهو مازال على رأس عمله بسين لويس ، وأثر كثيرا على صحته ، فإنه اضطر للعودة إلى أرض الوطن للتأقلم مع وضعه الصحي الجديد ، فاستقر به المقام في طيبة بجوار ابنته الكبرى ميمونة أعزها الله ، المعروفة بالبر والكرم والخلق الرفيع ، وهذا ليس بالغريب فهي ابنة أبيها .
لقد كانت تربطني بالفقيد منذ الصغرعلاقة خاصة وأنا في المدرسة بأبي تلميت ،فيغدق علي كثيرا بالهدايا ، ويداعبني (يحجلبني) ويناديني دوما بلقب بش أو بشا ر وتارة بكولونيل بشار ، تلك الكنية التي أطلقتها علي خالتي خديجة بنت امبيريك أطال الله لنا بقائها ، تيمنا فقط بقوة وشجاعة ومنصب ذلك الحاكم العسكري الذي كان يحكم منظومة افريقيا الغربية الفرنسية في فترة ما من ذلك التاريخ الغابر.
وكان المرحوم باب وهو قادم من السنغال في طريقه إلى مسقط رأسه المزمزم ينزل دائما فى بيت أخي محمد أمد الله في عمره ،حيث تربطه به علاقات محبة وإعجاب أسوة بأفراد الأسرة الكريمة الذين كانوا يزاولون الدراسة سواء في المعهد الإسلامي أوفي المدارس النظامية في المدينة .
وبرحيل الشيخ باب ولد ابراهيم الشيخ سيدي تفقد ساكنة آبي تلميت أحد أبنائها البررة الذي يشهد له الجميع منذ نعومة أظافره بالخلق الرفيع وسعة الصدر والثقافة الواسعة ، وبهذه المناسبة الأليمة ، فإننا نتضرع إلى المولى العلي القدير بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .