بينا أتصفح المواقع الألكترونية المنتشرة في بلادي ـ وهي عادة دأب عليها أهل الغربة ـ بحثا عن أخبار السياسة والمشاريع الاقتصادية الجديدة والتعيينات في مجلس الوزراء والأمطار وغير ذلك من شؤون البلد .. وأتصفح العناوين التي تنقل الحقيقة أحيانا و تتجنبها أحايين كثيرة ، وكل شيء أتوقع أن أجده في هذا الموقع أو ذاك سوى أمر واحد : ألا وهو هذا العنوان العريض المثير (أسرة أهل محمد ولد آمنة تشكو حاكم توجنين )
إنه عنوان مثير حقا ! إلا أن الأمر يبقى دائما في حدود المعقول ما دام احتمال أن يكون أحد أفراد الأسرة قد تجرأ على الخروج النشاز عن عادة توارثها لأبناء كابرا عن كابر وهي العزوف عن كل ما من شأنه أن يؤول الى البحث عن المال مهما عظم شأنه وغلا ثمنه أحرى إن تعلق الأمر بكزرة لا تسمن ولا تغني من جوع ..
صحيح أن لهذه الأسرة أرضا تقطنها منذ فترة من الزمن ، وصحيح أنها كأي من (الكازرين) ترغب وتسعى للحصول على عليها ، وصحيح أنها ترى أحقيتها بالحصول عليها دون غيرها بل ترى أكثر من ذلك أن هذه الأرض لاتكفي وحدها لتَسَع جميع مستحقيها من أفراد الأسرة .. وهذه بعض الحقائق أردنا إيضاحها باختصار كي لا يُساور الشكُّ أيَّ أحد في أن هذه الأسرة لا ترغب في الحصول على أرض انتظرتها ردحا من الزمن ..
إلا أن الأسرة أرادت كذلك أن توضح بعض الأمور التي لاشك أنها أرقت الكثيرين قبل أن تؤرقها واستفزت عواطفها وجعلتها تتحدث بعيدا عن الحصافة و(ركت الحاشية) بسبب ما نشر من أمور تتعلق ب(الكزرة) وباسم الأسرة المذكورة وهو آخر ما كان يتوقعه أي أحد ..
كانت المفاجأة بداية الأمر أقل وقعا وذلك قبل أن يتأكد الجميع من أن لا أحد من أفرد الأسرة المخولين عادة وشرعا وقانونا بالخوض في شؤونها على علم بما نشر في بعض وسائل الصحافة باسم هذه الأسرة .. لكن الأمر ازداد سوء وغموضا عندما تأكد لها أن شخصا مجهولا يكتب عن شؤون تتعلق بأسرتها وباسم ٍ تُـجله كما يُـجله كثيرون عن الخوض في شؤون كهذه ..
إن جميع َ أفراد الأسرة ليسوا عاجزين لحد أن يكتب باسمهم مجهول لا يعرفون له أصلا ولا فرعا ويتظلمَ باسمهم ويلفق أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان ويسوق مبررات هم في غنى عنها سامحه الله ، فالجار وجار الجار والقريب والبعيد يعرف زيف هذه المبررات الواهية ، بل يعرف أكثر من ذلك أن السلطات المعنية لم تطلع أحدا حتى الآن على ما ستقوم به اتجاه الأرض المذكورة بل تفهمت وضعيتها ووضعية ملاكها ووعدت بالإنصاف بشأنها ، كل هذا يأتي خلافا لما كتبه هذا المجهول من أن الوكالة الحضرية عرضت ثلاث قطع أرضية على الأسرة ومنعت الباقي ، ومن أن الحاكم هدم مسجدا كان على الأرض منذ أربعين عاما كما هدم بيوتا أخرى كانت بجانب المسجد المزعوم وهي أمور أثارت الشك والريبة حول هذا الشخص الغريب الذي يبدو أنه وفي أحسن حالاته لا يعرف من أين تؤكل الكتف ..
نظرا لهذا كله فإنه من الواجب أن يعرف الجميع أن ما نشرته بعض الصحافة بوعي منها أو بعدم وعي لا يمثل رأي أسرة (أهل محمد ولد آمنة ) بل ليس لأي فرد من أفرادها علم بما احتوته تلك التلفيقات قبل أن تنشرها الصحافة . وأنها تستنكر ما أقدم عليه شخص قد تكون نيته صادقة في جلب مصلحة ٍ مَّا لهذه الأسرة لكنه وللأسف جلب عكس ذلك ، فقد كان من الأنسب لذلك الشخص أن يستشير من يعنيه الأمر قبل أن يقدم على ما كان يرى أنه في مصلحة الأسرة فيُسقِط الأسرة نفسها قبل أن يَسقط هو ذاته في فخ فساد الأخلاق والدين والدنيا .. وأما إذا كان يتلمس الخير والأجر عند الله من وراء نيته وقصده فإنه وللأسف قد ارتكب أكبر إثم في حق نفسه وفي حق آخرين أوقعهم في فخ التحايل والكذب والزور والتزلف ..
وفي الختام نتمنى على كل من له علاقة بأسرة (محمد ولد آمنة) أن يعلم انها ستظل كما كانت تفتح ذراعيها للكل ، وستظل مُرحبة بالكل ، وتسعى كما هو طبيعتها لضم الكل . وأنها ستظل بإذن الله قادرة على حل مشاكلها دون اللجوء إلى ما ينافي الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة .. كما أن الأسرة لا تتهرب أبدا ممن يريد لها الخير ويسعى لها في ذلك .. لكن على كل من يريد أن يتحدث باسم هذه الأسرة أن يعرف أن الدار لا تولج إلا من بابها كما يقول المثل .