قامت جماعة أنصار الدين الإسلامية صباح اليوم الأحد بهدم عدد من الأضرحة كانت مختفية في أزقة مدينة تينبكتو مما جعلها تسلم من حملة الهدم التي قامت بها الحركة منذ عدة أشهر واستهدفت المقابر والأضرحة المجاورة للمساجد، حيث اعتبرت هذه الأضرحة هي الأخيرة من نوعها في المدينة التاريخية.
وقد قاد الحملة أبو الوليد، الأمير الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الحسبة)، حيث استهدفت ضريحين في حي سان كوري وضريح بالقرب من السوق الكبيرة وآخر في معسكر الشيخ البكاي، أكبر معسكرات المدينة وثكنة الحرس الوطني سابقا.
الأضرحة كانت تختفي في أزقة ضيقة بعيدة عن الشوارع الرئيسية مما جعلها بعيدة عن أعين عناصر الحركة قبل أن يشي بها أحدهم لأمير الحسبة الجديد الذي قرر تسويتها مع بقية القبور.
وقال أبو الوليد في تصريح لصحراء ميديا إنهم “في اليومين السابقين حصلوا على معلومات تفيد بوجود بعض الأضرحة والقباب في أماكن غير ظاهرة لم تكن الحسبة على دراية بها، وأن هذه الأضرحة من مظاهر الشرك والشعوذة والدعاء والتبرك والاستغاثة بغير الله، إضافة إلى أنها مرتفعة عن الأرض وهو ما أمرنا بإزالته”.
وأضاف أبو الوليد أن الحسبة ذهبت للتحقق من الأمر ومعاينة الأماكن المبلغ عنها حيث “تحققت من وجود القباب وآثار الأفعال الشركية عليها، فقررت تسويتها بالأرض حتى تصبح كبقية قبور المسلمين واستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم”، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن “هذا طبعا تم بعد تبيين حكم الشرع للناس في الأسواق والمساجد والميادين وفتح مجال للنقاش في ذلك وإيضاح الأمر بالحجة والبينة والموعظة الحسنة”.
وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الحسبة) التابعة لجماعة أنصار الدين بمدينة تينبكتو، قد قامت خلال الأيام الماضية بجولات دعوية في شوارع المدينة، كما تطلب من السكان أن يقدموا ما لديهم من انتقادات لعناصر أنصار الدين ليقوموا بتقييم رجالهم ومحاسبتهم، وفق ما أشار إليه قيادي من الحركة.
وقد شملت هذه الجولات الدعوية عدة أحياء في المدينة التاريخية، غير أنها تركزت في حي سان كوري لينال بعد ذلك نصيب الأسد في حملة هدم الأضرحة وتسوية القبور التي أخفتها أزقته الضيقة.
وسبق أن شنت الحركة حملة واسعة لهدم الأضرحة في المدينة التي قيل إنها تضم أكثر من 333 ضريحاً من بينها 18 ضريحا مصنفاً ضمن التراث الإنساني، وقد نددت منظمة اليونسكو بهدم الأضرحة مشيرة إلى أن التراث الإنساني في تينبكتو يتعرض لخطر كبير.