في الأسبوع الثالث منذ بدء عملية “سرفال” العسكرية الفرنسية٬ خصصت صحف مالي معظم تعليقاتها وتحليلاتها لاستعادة غاو٬ كبرى مدن شمال مالي٬ وهو ما اعتبرته الصحف المحلية نقطة تحول في مسار الحرب ضد الجماعات المسلحة.
وهكذا٬ وتحت عنوان “فرار جماعي للجهاديين من غاو”٬ أكدت صحيفة (لو سوار دو باماكو) أن استعادة غاو هو من نواحي عديدة خطوة حاسمة نحو التحرير الكامل لشمال مالي٬ مشيرة إلى أن القوات الفرنسية والمالية تتقدم حاليا نحو تمبكتو.
من جانبها كتبت صحيفة (لانديكاتور) مقالا حمل عنوان “استعادة غاو٬ نصر حاسم في درب تحرير كامل البلاد”٬ حيث اعتبرت استعادة المدينة انتصارا مزدوجا. فمن جهة تعد غاو أول مدينة رئيسية في شمال مالي يتم استعادتها خلال العملية المتواصلة ضد المتمردين الإسلاميين٬ كما أن تحرير المدينة تصادف مع دخول القوات الإفريقية لأول مرة في الصراع. ويتعلق الأمر بالقوات التشادية التي كانت قد انتشرت في النيجر المجاورة من أجل هذه المهمة المحددة.
أما (لونوفيل أوريزون) فذكرت أن الجهاديين في هذه المدينة(غاو) حظروا التدخين ولعب كرة القدم والتجمع٬ كما فرضوا “ارتداء ما يحلو لهم”٬ ومنعوا الرقص ومشاهدة التلفزيون الوطني.
وفي أبيدجان٬ كتبت صحيفة (إنتر) أن الجنود الفرنسيين والماليين تقدموا يوم الأحد نحو مدينة تمبكتو الأسطورية٬ بعد استعادة غاو كبرى مدن شمال مالي.
وأفادت يومية (باتريوت) بأن دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ستشارك بنحو 6 آلاف رجل في البعثة الدولية في مالي عوض 3 آلاف و300 جندي التي تم إعلانها سابقا٬ مضيفة أن تشاد ستشارك بألفي جندي.
وفي السياق ذاته٬ أسهبت صحف السنغال في الحديث عن الجانب الأمني ، والتهديد الإرهابي الناجم عن هذه الأزمة٬ كما أولت اهتماما خاصا للدعوة إلى اليقظة التي أطلقها وزير الداخلية السنغالي٬ باتي سيك٬ الذي حث المواطنين على التعاون مع الأجهزة الأمنية.
وأثارت العديد من الصحف التهديد الإرهابي للأزمة في مالي وتحدثت بالخصوص على مراقبة الحدود لمنع تسلل الجهاديين.
وأشارت يومية (ديريكت أنفو) إلى “أن الحكومة السنغالية تدعو للإبلاغ عن أي شخص يشتبه في انتمائه إلى المجموعات السلفية. بوتيرة تنسجم وسير الأمور٬ فمن الضروري توخي الحذر مع تجنب التجاوزات التي تمت ملاحظتها في بعض البلدان الإفريقية”.