عادت الأمطار من جديد هذه الليلة إلى التهاطل على مدينة ازويرات الموريتانية المنجمية وسط مخاوف لدى السكان المدينة من تهدم مزيد من المنازل بفعل الامطار التي ترافقها هذه المرة رياح شديدة.
وقد عاش سكان المدينة البارحة ليلة مرعبة بفعل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المدينة مخلفة سيولا جارفة تدخل بيوت السكان بدون استئذان متسببة في خسائر مادية جسيمة بعد معركة طاحنة دامت ليلة كاملة بين الأسر القاطنة في ازويرات والمياه الجارفة أنتهت بتهدم 8 منازل وتضرر 500 أسرة.
وقد شكلت السلطات الإدارية لجنة فنية يوم أمس الإثنين بعد تهاطل الأمطار خلال الليلة الأولى تتكون من السلطات الإدارية المحلية ورؤساء الأجهزة العسكرية وممثل عن الشركة الوطنية للصناعة والمناجم واجتمعت اللجنة بعد تشكيلها في حدود الساعة الثامنة من ليلة البارحة في مباني الولاية حيث تم تحديد الأماكن المعرضة للتضرر وتم توزيعها وتكليف كل جهاز عسكري بمتابعة إحدى المناطق وإخلاء سكانها من المنازل بعد أن حددت اللجنة أماكن إيواء تمثلت في المدارس رقم 5 و رقم 16 ودار الشباب و الإعداديتين رقم 1 ورقم 2.
وقد كلفت الشرطة بمتابعة أسواق المدينة بينما كلف الحرس والجيش بإخلاء سكان أحياء الانتظار الواقعة خارج الحاجز الرملي المحصن للمدينة فيما شرع رجال الدرك الوطني في مساعدة الأسر في أحد أحياء المدينة الأخرى المهددة.
وقد جعلت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم اسنيم من خلال ممثلها الحاضر للإجتماع مجموعة من السيارات والآليات تحت تصرف اللجنة لاستخدامها أثناء عمليات التدخل كما أعرب ممثلها حسب الوالي المساعد الذي يترأس اللجنة عن استعداد الشركة لتزويد اللجنة بكل السيارات والآليات التي ستتطلبها عمليات الإنقاذ.
وبعد انتهاء الاجتماع شرعت الفرق مباشرة في عملها طيلة الليل وقد لا حظت الفرق نجاعة خطة الطواريء التي تبنتها السلطات سنة 2007 بعد أن أنذرت مصالح الرصد الجوي باحتمال تساقط كميات كبيرة من الأمطار في تلك الفترة على مدينة ازويرات والمدن الحدودية للنهر وذلك بتعليمات من وزارة الداخلية آنذاك وهي الخطة التي تم بموجبها بناء حواجز رملية إضافية على المدينة وخلق مجاري جديدة لتوجيه السيول القادمة من المرتفعات إلى خارج المدينة دون المرور بها.
ومع ذلك فقد واصلت آليات اسنيم طيلة الليل وخلال صباح اليوم في تعزيز التحصينات المحيطة بالمدينة وغلق المنافذ الوحيدة المؤدية إلى المدينة من خلال إقامة حواجز جديدة على الطرق المعبدة الداخلة للمدينة من عدة جهات والتي تعتبر المنافذ الوحيدة التي قد تدخل منها السيول.
وقد صرح لمراسلنا في عين المكان بعض أعضاء اللجنة بأن السيول التي جرفت بعض منازل سكان ازويرات وتسببت في أضرار جسيمة لعدد كبير من الأسر لم تكن بفعل السيول القادمة من المرتفعات وإنما هي سيول تكونت داخل المدينة بفعل قوة التساقطات المطرية.
وقد لاحظ مراسلنا خلال جولة أداها صباح اليوم لبعض أحياء ازويرات محاصرة المياه لعدد كبير من المنازل ووجود انهيارات في بعض المنازل الأخرى بصفة كلية أو جزئية فيما تواصل بعض الأسر إخراج المياه من داخل بيوتها معتمدة على مجهوداتها الذاتية المتواضعة.
وتطالب بعض الاسر المحاصرة الجهات المعنية بالتدخل لانقاذ بيوتها من المياه وفك الحصار عنها.
وتظهر الحالة العامة لسكان المدينمة حاجتهم للإستفادة من مساعدات عاجلة وخاصة بالنسبة للأسر المتضررة المتوقع أن يزداد عددها في المستقبل.
كما تسببت التساقطات المطرية التي قدرتها مصالح الرصد الجوي ب60 ملم في توقف الحركة من وإلى ازويرات حيث تقول المعلومات الواردة من ازويرات أن عددا من السيارات ينتظر في مركز شوم الإداري والمنطقة التي تربطه بمركز اتواجيل في انتظار أن تسمح له الظروف بمواصلة الرحلة إلى ازويرات كما شهدت حركة القطارات هي الأخرى من وإلى ازويرات منذ ليلة البارحة توقفا كاملا بفعل الأمطارالمتهاطلة على المنطقة.
وتقول الأنباء الواردة من افديرك أن المدينة شهدت هي الأخرى تهاطلات مطرية أقل حدة وكثافة فيما لم تعرف مدينة بئر أم اكرين أي تساقطات مطرية.