مرت ساعات يوم طويل؛ تلقف فيه الموريتانيون نبأ مقتل 12 داعية موريتانيا؛ وأخذت حرب الشائعات تزاور عن حقيقة الحادث ذات اليمين وذات الشمال؛ وإن تمت إدانته على نطاق واسع داخليا وإقليما خاصة في الشمال المالي حيث تسيطر الحركات الإسلامية المسلحة.
صدرت بيانات ووزعت لوائح قيل إنها بأسماء من قضوا.. تظاهر الأهالي مساء أمس أمام الرئاسة الموريتانية للضغط عليها علهم يدركون حقيقة ما جرى؛ وفي هذا الجو المشحون بالأحداث المتسارعة كان مركز الدعوة والتبليغ في موريتانيا الواقع جنوب العاصمة نواكشوط يطوي في صمت مهيب صفحة شهدائه في جو يطبعه التسليم بقضاء الله وقدره.
“صحراء ميديا”؛ التي تابعت الحدث محليا وماليا أرادت أن تدخل أسوار جامع “التوبة” بمقاطعة الرياض، أحد أكبر معاقل جماعة الدعوة والتبليغ في موريتانيا؛ وكانت أول وسيلة إعلام تزور المركز منذ وقوع المجزرة.
صدح المؤذن رافعا أذان صلاة العشاء؛ ورجل خمسيني تخاله حارس البوابة الأمامية بثيابه البيضاء، ووجهه البشوش استقبل بعثة صحراء ميديا مبتسما قبل أن نقدم أنفسنا؛ وحالة من التوجس تنتابنا بل وتؤكد أن الجماعة لن تتعاطى معنا.
فتح الرجل الخميسني لنا بيت الحراسة أو لنقل مكان الاستقبال؛ غرفة بسيطة بها بعض العفش وصينية شاي وفراش متواضع ؛وبدأ يسرد تفاصيل المصاب الجلل؛ لقد “فقدنا مجموعة من 12 شخصا، أوقفتهم ثكنة عسكرية مالية مساء السبت وحققت معهم لعدة ساعات ثم حدثت المصيبة” يقول مصدرنا.
يسترسل الرجل الذي لا يريد أن يذكر اسمه ويجيب باقتضاب شديد؛ “أحد عناصر الجماعة يدعى عمارو ولد حسني اتصل بمركز الدعاة في مسجد خالد في حي سوكوليكو في بامكو؛ وأبلغهم أن السلطات المالية اعتقلتهم وتحقق معهم وستطلق سراحهم”؛ مضيفا أن المجموعة قضت في ساعات الليل وهناك روايتان لحادثة القتل؛ الأولى أن تكون الجماعة “تمت تصفيتها عند الثكنة”؛ والثانية انه تم “إطلاق سراحهم ومن ثم نفذت القضية ضدهم”؛ وفق تعبيره.
وأشار الداعية؛ إلى أن بعض المعلومات تفيد بأن السائق لاذ بالفرار بادئ الأمر، لكن بداة امسكوه وسلموه للقوات المالية وتمت تصفية؛ وهو “أمر لا استطيع الجزم به”.
المتحدث باسم بمركز الدعوة والتبليغ في موريتانيا؛ أكد أن المجموعة انطلقت من مدينة فصالة في طريقها إلى بامكو للمشاركة في مؤتمر الهيئة؛ واغلب العناصر ينحدرون من تلك المنطقة باستثناء “أمير الجماعة افكو، و أستاذ اللغة الانجليزي ولد امحيمدي؛ وجبريل معلم فهذا الثلاثي معروف بالأقدمية في صفوف الجماعة والتواجد الدائم بالمركز”؛ حسب قوله.
بعد هذا الحادث الأول من نوعه، قرر المركز إلغاء جميع الرحلات التي كانت مقررة خلال الأيام القادمة؛ حيث كان من المتوقع أن يشارك مئات الدعاة الموريتانيين في مؤتمر بامكو الذي سينطلق في الـ 14 من الشهر الجاري بمشاركة 5 دول بعد انسحاب موريتانيا.
الحياة في مركز الدعاة الليلة البارحة بدت اعتيادية؛ إذ لا تلحظ أي مظهر من مظاهر الحزن؛ وإنما ترى القوى جماعات وفردى، وكأن شيئا لم يحدث؛ وبعد صلاة العشاء تنادى القوم إلى حلاق العلم دون ذكر الحادث؛ وهو عبر عنه ضيفنا بأنهم يقدرون الموقف لكن مبدأنا “التسليم”.
حاولنا معرفة تقييم الجماعة لمستوى تعاطي السلطات مع الجريمة؛ وما إذا كان المركز سيتكفل بأسر الضحايا؛ فلم نتمكن من ذلك؛ وإن كنا حصلنا على اللائحة الصحيحة؛ حيث يؤكد محدثنا أن بعض المواقع نشرت أسماء غير صحيحة وأن المركز اعتمد اللائحة التالية: افكو ولد محمد فاضل أستاذ من مكطع لحجار؛ أمير الجماعة؛ طول أيامو ولد باتي، إطار في ميناء نواكشوط المستقل من مدينة باسكنو؛ عمانه ولد أحمد ولد اعليات تاجر حيوان من مدينة باسكنو؛ اللولة ولد ناجي، لبرابيش تاجر من مدينة فصالة؛ ازيد بيه ولد حيبلله معلم من سكان فصالة؛ شياخ ولد شنان، تاجر من مدينة فصالة؛ جبريل ولد ان الله من بوكي معلم؛ محمد ولد امحيميد أستاذ الانجليزية بازويرات؛ عمارو ولد حسني؛ محمد يحيى ولد ناجم؛ أحمدو ولد بادي؛ ادومو ازوادي من ليره؛ عمار من غاوه؛ عبد الرحيم من غاوه؛ طالي ولد ميدي تجار من عرب أزواد؛ ويحيى ولد يب أزوادي من مخيم امبره.
رغم قصر المدة التي قضيناها مع الرجل الخميسني؛ والتي لم تزد على المسافة الفاصلة بين أذان العشاء والإقامة، والتي مدنا خلالها بالمعلومات السالفة الذكر؛ لم يفوت الرجل فرصة وجود “صحراء ميديا” التي شكرها وأشاد بمهنيتها ليؤكد انفتاح المجموعة عليها؛ وهو انفتاح أراد أن يمارس من خلاله هوايته في الدعوة؛ حدثنا عن جماعة الدعوة والتبليغ وكيف أن عصارة فكرها تتلخص في أن الداعية مطالب بتزكية نفسه أولا وترويضها على الطاعة وفعل الخيرات؛ ومن ثم يحاول إشراك الآخرين ليعم الخير كافة المسلمين.
الداعية كان دقيقا عندما قال إن من يريد أن يفهم نهج جماعة الدعوة والتبليغ ما عليه سوى قراءة سورة “العصر”؛ مشددا على أن كلمة “وتواصوا” وردت مرتين رغم قصر السورة؛ مطالبا بعثة صحراء ميديا بالحضور الخميس القادم لمعرفة الكثيرين عن الجماعة!!؟
صدرت بيانات ووزعت لوائح قيل إنها بأسماء من قضوا.. تظاهر الأهالي مساء أمس أمام الرئاسة الموريتانية للضغط عليها علهم يدركون حقيقة ما جرى؛ وفي هذا الجو المشحون بالأحداث المتسارعة كان مركز الدعوة والتبليغ في موريتانيا الواقع جنوب العاصمة نواكشوط يطوي في صمت مهيب صفحة شهدائه في جو يطبعه التسليم بقضاء الله وقدره.
“صحراء ميديا”؛ التي تابعت الحدث محليا وماليا أرادت أن تدخل أسوار جامع “التوبة” بمقاطعة الرياض، أحد أكبر معاقل جماعة الدعوة والتبليغ في موريتانيا؛ وكانت أول وسيلة إعلام تزور المركز منذ وقوع المجزرة.
صدح المؤذن رافعا أذان صلاة العشاء؛ ورجل خمسيني تخاله حارس البوابة الأمامية بثيابه البيضاء، ووجهه البشوش استقبل بعثة صحراء ميديا مبتسما قبل أن نقدم أنفسنا؛ وحالة من التوجس تنتابنا بل وتؤكد أن الجماعة لن تتعاطى معنا.
فتح الرجل الخميسني لنا بيت الحراسة أو لنقل مكان الاستقبال؛ غرفة بسيطة بها بعض العفش وصينية شاي وفراش متواضع ؛وبدأ يسرد تفاصيل المصاب الجلل؛ لقد “فقدنا مجموعة من 12 شخصا، أوقفتهم ثكنة عسكرية مالية مساء السبت وحققت معهم لعدة ساعات ثم حدثت المصيبة” يقول مصدرنا.
يسترسل الرجل الذي لا يريد أن يذكر اسمه ويجيب باقتضاب شديد؛ “أحد عناصر الجماعة يدعى عمارو ولد حسني اتصل بمركز الدعاة في مسجد خالد في حي سوكوليكو في بامكو؛ وأبلغهم أن السلطات المالية اعتقلتهم وتحقق معهم وستطلق سراحهم”؛ مضيفا أن المجموعة قضت في ساعات الليل وهناك روايتان لحادثة القتل؛ الأولى أن تكون الجماعة “تمت تصفيتها عند الثكنة”؛ والثانية انه تم “إطلاق سراحهم ومن ثم نفذت القضية ضدهم”؛ وفق تعبيره.
وأشار الداعية؛ إلى أن بعض المعلومات تفيد بأن السائق لاذ بالفرار بادئ الأمر، لكن بداة امسكوه وسلموه للقوات المالية وتمت تصفية؛ وهو “أمر لا استطيع الجزم به”.
المتحدث باسم بمركز الدعوة والتبليغ في موريتانيا؛ أكد أن المجموعة انطلقت من مدينة فصالة في طريقها إلى بامكو للمشاركة في مؤتمر الهيئة؛ واغلب العناصر ينحدرون من تلك المنطقة باستثناء “أمير الجماعة افكو، و أستاذ اللغة الانجليزي ولد امحيمدي؛ وجبريل معلم فهذا الثلاثي معروف بالأقدمية في صفوف الجماعة والتواجد الدائم بالمركز”؛ حسب قوله.
بعد هذا الحادث الأول من نوعه، قرر المركز إلغاء جميع الرحلات التي كانت مقررة خلال الأيام القادمة؛ حيث كان من المتوقع أن يشارك مئات الدعاة الموريتانيين في مؤتمر بامكو الذي سينطلق في الـ 14 من الشهر الجاري بمشاركة 5 دول بعد انسحاب موريتانيا.
الحياة في مركز الدعاة الليلة البارحة بدت اعتيادية؛ إذ لا تلحظ أي مظهر من مظاهر الحزن؛ وإنما ترى القوى جماعات وفردى، وكأن شيئا لم يحدث؛ وبعد صلاة العشاء تنادى القوم إلى حلاق العلم دون ذكر الحادث؛ وهو عبر عنه ضيفنا بأنهم يقدرون الموقف لكن مبدأنا “التسليم”.
حاولنا معرفة تقييم الجماعة لمستوى تعاطي السلطات مع الجريمة؛ وما إذا كان المركز سيتكفل بأسر الضحايا؛ فلم نتمكن من ذلك؛ وإن كنا حصلنا على اللائحة الصحيحة؛ حيث يؤكد محدثنا أن بعض المواقع نشرت أسماء غير صحيحة وأن المركز اعتمد اللائحة التالية: افكو ولد محمد فاضل أستاذ من مكطع لحجار؛ أمير الجماعة؛ طول أيامو ولد باتي، إطار في ميناء نواكشوط المستقل من مدينة باسكنو؛ عمانه ولد أحمد ولد اعليات تاجر حيوان من مدينة باسكنو؛ اللولة ولد ناجي، لبرابيش تاجر من مدينة فصالة؛ ازيد بيه ولد حيبلله معلم من سكان فصالة؛ شياخ ولد شنان، تاجر من مدينة فصالة؛ جبريل ولد ان الله من بوكي معلم؛ محمد ولد امحيميد أستاذ الانجليزية بازويرات؛ عمارو ولد حسني؛ محمد يحيى ولد ناجم؛ أحمدو ولد بادي؛ ادومو ازوادي من ليره؛ عمار من غاوه؛ عبد الرحيم من غاوه؛ طالي ولد ميدي تجار من عرب أزواد؛ ويحيى ولد يب أزوادي من مخيم امبره.
رغم قصر المدة التي قضيناها مع الرجل الخميسني؛ والتي لم تزد على المسافة الفاصلة بين أذان العشاء والإقامة، والتي مدنا خلالها بالمعلومات السالفة الذكر؛ لم يفوت الرجل فرصة وجود “صحراء ميديا” التي شكرها وأشاد بمهنيتها ليؤكد انفتاح المجموعة عليها؛ وهو انفتاح أراد أن يمارس من خلاله هوايته في الدعوة؛ حدثنا عن جماعة الدعوة والتبليغ وكيف أن عصارة فكرها تتلخص في أن الداعية مطالب بتزكية نفسه أولا وترويضها على الطاعة وفعل الخيرات؛ ومن ثم يحاول إشراك الآخرين ليعم الخير كافة المسلمين.
الداعية كان دقيقا عندما قال إن من يريد أن يفهم نهج جماعة الدعوة والتبليغ ما عليه سوى قراءة سورة “العصر”؛ مشددا على أن كلمة “وتواصوا” وردت مرتين رغم قصر السورة؛ مطالبا بعثة صحراء ميديا بالحضور الخميس القادم لمعرفة الكثيرين عن الجماعة!!؟