كنت أتوقع قبل أيام من اتفاقيات دكار من أن النتائج التي ستسفر عن الاتفاقية التي رسمها الجنرال محمد ولد عبد العزيز قبل بدأ المفاوضات ، وقد صدق توقعي فيما بعد لأن الجنرال قد أعد عدته بإرساله لجنة كانت في قمة الوعي السياسي ومعرفة فائقة بتفكير الطرف الآخر وعقليته – أي طرفالمعارضة ،حيث كان على رأس هذه اللجنة سيدي أحمدولد الريس ، وهو الرجل المناسب في المكان المناسب ، وبه جنب الجنرال البلاد والعباد خطرا محدقا كان الوطن العزيز متجها إليه ، فإ1ذا فمن هو ولد الرايس ، وماهي النتئج التي أسفرت عنها اتفاقيات داكار ، وماذا حدث بعد ذلك؟.
إن سيدي أحمد ولد الرايس هو الرجل الذي يتمتع بالحكمة والحنكة السياسية المذهلة والذكاء الخارق وطول النفس في الحوار ، وسرعة البديهة والقدرة على الإيقناع ، فاختياره كرئيس للجنة الحوار مع المعارضة في حد ذاته حنكة ومعرفة فائقة بشخصية الإطار الموريتاني، وهذا ليس بالغريب لأن الجنرال قد قضى عشرين سنة مسندا لظهر الرئيس معاوية ولد سيدأحمد ولد الطايع، ويعرف تمام المعرفة مافي موريتانيا من النخبة التي يعول عليها في الدهاء والقدرة على توظيف فنون الحوار في خدمة الخطة التي رسمها السيد الجنرال عزيز .
ومن هذه الزاوية كان اختيار السيد/ ولد الرايس، أما الطرف الثاني الفارغ في محتواه من الروح الوطنية ، المتمصلح في توجهاته السياسية الذي أراد الله له ما وقع فيه فيما بعد ، وكشف عنما يجول في خاطر ممثليه من نوايا سيئة تجاه الجنرال والشعب والوطن من بعده ، فكان من الأجدر بهم أن ينسحبوا انسحابا مشرفا يحفظ لهم قواعدهم الجماهيرية ، ويضمن لهم مسقبلهم السايسي، ويثبت لهم الثقة في نفوس شركائهم الدوليين في الأزمة التي كادت أن تعصف بالوطن والمواطن أيام المفاوضات في دكار مع أن العالم كله قد ندد بحركة التصحيح التي لم يفهم مغزاها السياسي .. فماذا أسفرت عنه إذا نتائج اتفاقية داكار؟.
1 – استقالة سيدي ولد الشيخ عبد الله
2 – إجراء انتخابات 18 يوليو
3 – تمثيل المعارضة في حكومة تصريف الأعمال ومنصب وزير الداخلية في الأساس
4 – تشكيل لجنة وطنية للانتخابات من النخبة النزهية والمحايدة
5 – قبول ترشيح الجنرال محمد ولد عبد العزيز
هذا من أهم ماوقع عليه الاتفاق، وبناء عليه رجعت الوفود المفاوضة إلى الوطن الذي كان في ظل حكومة تصريف أعمال برعاية من رئيس الغرفة الثانية السيد امباري ، وقد تميزت هذه الفترة بالتعاسة المخيفة والجفاف وندرة السيولة وارتفاع الأسعار، الأمر الذي مس من حياة المواطن ، وأما الإدارة فقد أصابها صيب من الركود مما سبب لها شللا نصفيا مشينا.. فالحكومة تكون في اجتماعها الأسبوعي في القصر الرئاسي، الكل ينظر في وجه الآخر ، فالرئيس امباري يقلب عيناه الدعجاوتين في سقف القصر الرمادي الذي لم يحلم يوما من الأيام أنه سيجلس فيه كرئيس, لأن البعض في نظره ـ لامحل للأقليات من الإعراب في قاموسه الديمقراطي، فالجميع يمضي وقته في هذا الحا ل وعلى هذا المنوال، فيخرجون بدون قرارات ، والملفات خاوية على عروشها.
وفي ظل هذا كله وقعت انتخابات 18 يوليو فترشح الرئيس أحمد ولد داداه والرئيس أعل ولد محمد فال الذي كان الساعد الأيمن للرئيس ولد الطايع ، والجنرال محمد ولد عبد العزيز ، والرئيس جميل ولد منصور ، والرئيس مسعود ولد بلخير ، حيث التزم الكل في مهرجاناته أمام الشعب في أمكنته في أنحاء البلاد ببرنامج سياسي بعضه كان واضحا ، كبرناج الجنرال ، وبعضه قد تميز بالغموض وقصر النظر، لأن فاقد الشيء لايعطيه فأسفرت النتائج النهائية عن نجاح الجنرال محمد ولد عد العزيز بنسبة 52% من الأصوات المعبر عنها ، الذي كان بالأمس جنرالا على رأس زمرة من الجنرالات بترقية من الرئيس المستقيل السيد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ، الذي اجتهد ولم يحالفه الحظ بسبب زمرة المفسدين التي كان يستند عليها في إدارة شؤون الدولة أضافة إلى أسباب أخرى عائلية يحرن قلمي عن الخوض في حيثياتها.
وبعد كل هذا جاء يوم فرز الأصوات المعبر عنها ، حيث حصل رئيس الفقراء على النسبة المذكورة آنفا ، ومسعود ولد بلخير على نسبة 20% ، والسيد أحمد ولد داداه المنافس الأكثر حظا في الفوز حسب تصور الشارع على 13%، وأما الإخوة السيد جميل منصور ، والسيد اعل ولد محمد فال فقد أتو شمال (غرب توقيع المدير) ، والعجيب في الأمر أن النتائج كانت صحيحة % في % وخالية من التوزير حسب شهادة المراقبين الدولين،على الرغم أن المعارضة قد بذلت كل ما في وسعها من أجل إقصاء الجنرال ، علما بأنها مدعومة بالغالي والنفيس من طرف رجال الأعمال المتحكمين في مفاصل اقتصاد الدولة ،حتى أن البعض أصبح يقول أن بعض المعارضة ممول من الخارج ، لكن النتيجة النهائية كانت في صالح الجنرال ، فتقبلها البعض بقبول حسن ، مثل السيد مسعود ولد بلخير الذي كان من أشد دهاقنة المعارضة الرافضين لحركة التصحيح.
وأما السيد أحمد والسيد جميل فقد ترددا في بداية الأمر بالاعتراف بالنتئائج، لكنهما آخيرا وتحت وطأة تأثير الحقائق الماثلة على الأرض كالشمس في رابعة النهار، فقد اعترفا أخيرا أمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية بنجاح رئيس الفقراء في الاستحقاقات الرئاسية 2009م.
وفي شهر أبريل ( نيسان) وقع حفل تنصيب وتسليم شؤون رئاسة الجمهورية من طرف رئيس مجلس الشيوخ السيد امباري ، الذي يتولى إدارة شؤون الدولة دستوريا، وقد حضر مراسيم حفل تنصيب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ، أغلب الشخصيات البارزة في المجتمع الدولي والمنظمات الاقليمية، والمجتمع المدني اعترافا وتثمينا ومباركة للإنجاز التاريخي الديمقراطي الذي حققه الشعب الموريتاني عبر صناديق الاقتراع.
وعلى ضوء ذلك فقد اختار الشعب الموريتاني بكافة ألوان طيفه السياسي أن يجنب موريتانيا المآسي والويلات التي تمخضت عنما أصبح لاحقا، يعرف اليوم ( بالربيع العربي)، والذي ترك أثارا لاتنمحي مطلقا على صفحات وجوه سكانة تلك الدول التي تمزقت أيدي سبأ .
وليت الربيع العربي اختار الطريقة الديمقراطية والمتحضرة التي اختارها الشعب الموريتاني لتحقيق مصيره بعيدا عن العنف ومسبباته، ألا وهي الجلوس على طاولة المفاوضات ، ومع الأسف كانت المعارضة الموريتانية التي لم تكن على المستوى المطلوب،أو كان بعضا منها يصفه البعض بذلك ، حين شاهدوا سقوط صنم تونس ( زين العابدين بن علي) وحصل ما حصل في تونس ، وتبعتها أختها ( مصر) التي استدبرت ايامها في النضال السياسي ، وتباعا تهاوى تمثال معمر القذافي في ( ليبيا) ومن هنا تخيل لبعض المعارضة الموريتانية الذي لاعلم له بفنون السياسة ، تخيل له أن الرحيل سهلا ، فالجماعة التي تريد رحيل النظام الذي اعترفت به أمس لمدة خمس سنوات، هي التي تريد للموريتانيين النزوح إلى الحدود أسوة بمواقع لشعوب ( الربيع العربي ) فقد فات عليهم أن الحدود الموريتالنية لم تكن تشبه الحدود السورية الترركية ، وقد فات عليهم أيضا أو تجاهلوا طبيعة الشعب الموريتاني المسالمة ، فهو شعب مسلم ، مقيد بدينه وأخلاقه وبداوته،لاالحرب ولاالرحيل،ولا الاستجمام في قاموسه لا السياسي منه،ولا الاجتماعي.،فالشعب الموريتاني يتمتع بثقافة موريتانية رصينة وأصيلة ، وتوجيهه إلى غيرذلك ضرب من المستحيل.
ومن هنا نقول للمعارضة – مع كامل اخترامي لها- قبل فوات الأوان عليك أن تنسحبي انسحابا مشرفا حفاظا على ماء الوجه وتستقيلي من اللعبة السياسية، لأنك لو كنت تعلمين أن بحر السياسة عميقا ما أبحرت ، فالشعب الموريتاني قد فهم اللعبة الديمقراطية ،وهو الوحيد من شعوب الوطن العربي الذي فهم لعبة الديمقراطية فهما صحيحا ، حيث تكونت لديه جراء ذلك ثقافة راسخة هي أن الرحيل لايمكن أن يحدث إلا عبر صناديق الاقتراع ، ولهذا نعود على بدء لنقول لك مرة أخرى أيتها الأخت ( معارضة الرحيل) إرحلي .. إرحلي .
وبهذا التصرف الرشيد تكونين قد شاركت في تجنيب البلاد لمآلت إليه أحوال البلاد العربية ، فالدين النصيحة ، والردئ من السياسة فضيحة ، وهذا طلب من ضمير وطني ونصيحة، لاتأخذه لومة لائم في البحث عن طريق تضمن طمأننية واستقرار هذا الشعب الأبي في هذه البعقة الطيبة الطاهرة التي لم تشهد قيام صنم ولاتمثال، وشعبها قد رفض أنواع الاستعمار ، ومن باب أحرى أن يقبل عبث المتصابين من رجال السياسة، والله الموفق وعليه الاتكال، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
إن سيدي أحمد ولد الرايس هو الرجل الذي يتمتع بالحكمة والحنكة السياسية المذهلة والذكاء الخارق وطول النفس في الحوار ، وسرعة البديهة والقدرة على الإيقناع ، فاختياره كرئيس للجنة الحوار مع المعارضة في حد ذاته حنكة ومعرفة فائقة بشخصية الإطار الموريتاني، وهذا ليس بالغريب لأن الجنرال قد قضى عشرين سنة مسندا لظهر الرئيس معاوية ولد سيدأحمد ولد الطايع، ويعرف تمام المعرفة مافي موريتانيا من النخبة التي يعول عليها في الدهاء والقدرة على توظيف فنون الحوار في خدمة الخطة التي رسمها السيد الجنرال عزيز .
ومن هذه الزاوية كان اختيار السيد/ ولد الرايس، أما الطرف الثاني الفارغ في محتواه من الروح الوطنية ، المتمصلح في توجهاته السياسية الذي أراد الله له ما وقع فيه فيما بعد ، وكشف عنما يجول في خاطر ممثليه من نوايا سيئة تجاه الجنرال والشعب والوطن من بعده ، فكان من الأجدر بهم أن ينسحبوا انسحابا مشرفا يحفظ لهم قواعدهم الجماهيرية ، ويضمن لهم مسقبلهم السايسي، ويثبت لهم الثقة في نفوس شركائهم الدوليين في الأزمة التي كادت أن تعصف بالوطن والمواطن أيام المفاوضات في دكار مع أن العالم كله قد ندد بحركة التصحيح التي لم يفهم مغزاها السياسي .. فماذا أسفرت عنه إذا نتائج اتفاقية داكار؟.
1 – استقالة سيدي ولد الشيخ عبد الله
2 – إجراء انتخابات 18 يوليو
3 – تمثيل المعارضة في حكومة تصريف الأعمال ومنصب وزير الداخلية في الأساس
4 – تشكيل لجنة وطنية للانتخابات من النخبة النزهية والمحايدة
5 – قبول ترشيح الجنرال محمد ولد عبد العزيز
هذا من أهم ماوقع عليه الاتفاق، وبناء عليه رجعت الوفود المفاوضة إلى الوطن الذي كان في ظل حكومة تصريف أعمال برعاية من رئيس الغرفة الثانية السيد امباري ، وقد تميزت هذه الفترة بالتعاسة المخيفة والجفاف وندرة السيولة وارتفاع الأسعار، الأمر الذي مس من حياة المواطن ، وأما الإدارة فقد أصابها صيب من الركود مما سبب لها شللا نصفيا مشينا.. فالحكومة تكون في اجتماعها الأسبوعي في القصر الرئاسي، الكل ينظر في وجه الآخر ، فالرئيس امباري يقلب عيناه الدعجاوتين في سقف القصر الرمادي الذي لم يحلم يوما من الأيام أنه سيجلس فيه كرئيس, لأن البعض في نظره ـ لامحل للأقليات من الإعراب في قاموسه الديمقراطي، فالجميع يمضي وقته في هذا الحا ل وعلى هذا المنوال، فيخرجون بدون قرارات ، والملفات خاوية على عروشها.
وفي ظل هذا كله وقعت انتخابات 18 يوليو فترشح الرئيس أحمد ولد داداه والرئيس أعل ولد محمد فال الذي كان الساعد الأيمن للرئيس ولد الطايع ، والجنرال محمد ولد عبد العزيز ، والرئيس جميل ولد منصور ، والرئيس مسعود ولد بلخير ، حيث التزم الكل في مهرجاناته أمام الشعب في أمكنته في أنحاء البلاد ببرنامج سياسي بعضه كان واضحا ، كبرناج الجنرال ، وبعضه قد تميز بالغموض وقصر النظر، لأن فاقد الشيء لايعطيه فأسفرت النتائج النهائية عن نجاح الجنرال محمد ولد عد العزيز بنسبة 52% من الأصوات المعبر عنها ، الذي كان بالأمس جنرالا على رأس زمرة من الجنرالات بترقية من الرئيس المستقيل السيد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله ، الذي اجتهد ولم يحالفه الحظ بسبب زمرة المفسدين التي كان يستند عليها في إدارة شؤون الدولة أضافة إلى أسباب أخرى عائلية يحرن قلمي عن الخوض في حيثياتها.
وبعد كل هذا جاء يوم فرز الأصوات المعبر عنها ، حيث حصل رئيس الفقراء على النسبة المذكورة آنفا ، ومسعود ولد بلخير على نسبة 20% ، والسيد أحمد ولد داداه المنافس الأكثر حظا في الفوز حسب تصور الشارع على 13%، وأما الإخوة السيد جميل منصور ، والسيد اعل ولد محمد فال فقد أتو شمال (غرب توقيع المدير) ، والعجيب في الأمر أن النتائج كانت صحيحة % في % وخالية من التوزير حسب شهادة المراقبين الدولين،على الرغم أن المعارضة قد بذلت كل ما في وسعها من أجل إقصاء الجنرال ، علما بأنها مدعومة بالغالي والنفيس من طرف رجال الأعمال المتحكمين في مفاصل اقتصاد الدولة ،حتى أن البعض أصبح يقول أن بعض المعارضة ممول من الخارج ، لكن النتيجة النهائية كانت في صالح الجنرال ، فتقبلها البعض بقبول حسن ، مثل السيد مسعود ولد بلخير الذي كان من أشد دهاقنة المعارضة الرافضين لحركة التصحيح.
وأما السيد أحمد والسيد جميل فقد ترددا في بداية الأمر بالاعتراف بالنتئائج، لكنهما آخيرا وتحت وطأة تأثير الحقائق الماثلة على الأرض كالشمس في رابعة النهار، فقد اعترفا أخيرا أمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية بنجاح رئيس الفقراء في الاستحقاقات الرئاسية 2009م.
وفي شهر أبريل ( نيسان) وقع حفل تنصيب وتسليم شؤون رئاسة الجمهورية من طرف رئيس مجلس الشيوخ السيد امباري ، الذي يتولى إدارة شؤون الدولة دستوريا، وقد حضر مراسيم حفل تنصيب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ، أغلب الشخصيات البارزة في المجتمع الدولي والمنظمات الاقليمية، والمجتمع المدني اعترافا وتثمينا ومباركة للإنجاز التاريخي الديمقراطي الذي حققه الشعب الموريتاني عبر صناديق الاقتراع.
وعلى ضوء ذلك فقد اختار الشعب الموريتاني بكافة ألوان طيفه السياسي أن يجنب موريتانيا المآسي والويلات التي تمخضت عنما أصبح لاحقا، يعرف اليوم ( بالربيع العربي)، والذي ترك أثارا لاتنمحي مطلقا على صفحات وجوه سكانة تلك الدول التي تمزقت أيدي سبأ .
وليت الربيع العربي اختار الطريقة الديمقراطية والمتحضرة التي اختارها الشعب الموريتاني لتحقيق مصيره بعيدا عن العنف ومسبباته، ألا وهي الجلوس على طاولة المفاوضات ، ومع الأسف كانت المعارضة الموريتانية التي لم تكن على المستوى المطلوب،أو كان بعضا منها يصفه البعض بذلك ، حين شاهدوا سقوط صنم تونس ( زين العابدين بن علي) وحصل ما حصل في تونس ، وتبعتها أختها ( مصر) التي استدبرت ايامها في النضال السياسي ، وتباعا تهاوى تمثال معمر القذافي في ( ليبيا) ومن هنا تخيل لبعض المعارضة الموريتانية الذي لاعلم له بفنون السياسة ، تخيل له أن الرحيل سهلا ، فالجماعة التي تريد رحيل النظام الذي اعترفت به أمس لمدة خمس سنوات، هي التي تريد للموريتانيين النزوح إلى الحدود أسوة بمواقع لشعوب ( الربيع العربي ) فقد فات عليهم أن الحدود الموريتالنية لم تكن تشبه الحدود السورية الترركية ، وقد فات عليهم أيضا أو تجاهلوا طبيعة الشعب الموريتاني المسالمة ، فهو شعب مسلم ، مقيد بدينه وأخلاقه وبداوته،لاالحرب ولاالرحيل،ولا الاستجمام في قاموسه لا السياسي منه،ولا الاجتماعي.،فالشعب الموريتاني يتمتع بثقافة موريتانية رصينة وأصيلة ، وتوجيهه إلى غيرذلك ضرب من المستحيل.
ومن هنا نقول للمعارضة – مع كامل اخترامي لها- قبل فوات الأوان عليك أن تنسحبي انسحابا مشرفا حفاظا على ماء الوجه وتستقيلي من اللعبة السياسية، لأنك لو كنت تعلمين أن بحر السياسة عميقا ما أبحرت ، فالشعب الموريتاني قد فهم اللعبة الديمقراطية ،وهو الوحيد من شعوب الوطن العربي الذي فهم لعبة الديمقراطية فهما صحيحا ، حيث تكونت لديه جراء ذلك ثقافة راسخة هي أن الرحيل لايمكن أن يحدث إلا عبر صناديق الاقتراع ، ولهذا نعود على بدء لنقول لك مرة أخرى أيتها الأخت ( معارضة الرحيل) إرحلي .. إرحلي .
وبهذا التصرف الرشيد تكونين قد شاركت في تجنيب البلاد لمآلت إليه أحوال البلاد العربية ، فالدين النصيحة ، والردئ من السياسة فضيحة ، وهذا طلب من ضمير وطني ونصيحة، لاتأخذه لومة لائم في البحث عن طريق تضمن طمأننية واستقرار هذا الشعب الأبي في هذه البعقة الطيبة الطاهرة التي لم تشهد قيام صنم ولاتمثال، وشعبها قد رفض أنواع الاستعمار ، ومن باب أحرى أن يقبل عبث المتصابين من رجال السياسة، والله الموفق وعليه الاتكال، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.