سيلبابي ــ الرجل ولد عمر
رغم مضي ساعات قليلة على المعرض الفني، الذي تقيمه وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة تزامنا مع ذكرى عيد المرأة 8 مارس 2012؛ أكدت نسوة مشاركات لصحراء ميديا إفرادهن بمنتجات صناعية تعرض لأول مرة.
وكان الوقت مبكرا للحكم على تلك التأكيدات لأن المنظمين لم يتوفروا بعد على إحصائية محددة بطبيعة وكم المعروضات التي من المتوقع أن تقتني بعضها وزيرة المرأة الموريتانية وعدد من ضيوفها الأجانب.
شكل المعرض حدثا فلكلوريا هو الأول من نوعه بالقطب التنموي الجديد، الذي أطلقت منه الحكومة الموريتانية الفعاليات المخلدة لذكرى عيد المرأة الموريتانية على غرار المنظومة الدولية؛ عناية بالمرأة الريفية في ولايات الحوضين؛ لعصابة وكيديماغة كولاية مضيفة.
انطلقت فعاليات المعرض الفني صباح السبت الماضي بمدينة سيلبابي، جنوبي موريتانيا؛ تحت شرف وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة؛ مولاتي بنت المختار، وبمعية والي كيديماغا، إسلم ولد أمينو.
وكانت صافرة البداية لتتبارى أربع أجنحة بالمعرض؛ تديرها نواعم من الولايات المشاركة، كن مسكونات بهاجس كسب أكبر صفقة مبيعات ستقتنيها الوزيرة؛ حيث لم يكن هامش الربح مغريا بشأن مشتريات الزبناء وزوار المعرض؛ خاصة من المواطنين البسطاء.
منينه بنت الشح، المنسقة الجهوية المنسقة الجهوية للشؤون الإجتماعية والطفولة والأسرة بالحوض الغربي؛ شرقي موريتانيا؛ أكدت لصحراء ميديا أن فريقها المشارك طور عدد من صناعات جلود الحيوانات وبعض من منتجات الأشجار الطبيعية بالولاية، وكذا حجارتها ذات المعدن الخاص.
وقالت بنت الشح؛ إن من بين طاقمها المشارك نساء موهوبات طورن مخدات جديدة من جلد الحيوانات على شكل كراسي يعرفن محليا باسم “بوفات” وصنعن أواني من الخشب الطبيعي مثل “الجكات” وأقداح حديثة باسم “تسلايت” وأدوات لفحظ الدهون باسم “أكرم”.. وهي كلها منتجات صناعة يدوية تنفرد بها مدينة لعيون الجميلة؛ على رأي منينه.
وترفض زينب بنت معطه؛ المنسقة الجهوية للشؤون الإجتماعية والطفولة والإسرة بلعصابة، شرقي موريتانيا؛ ما تصفه بمصادرة صناعة الجلود، التي هي إختصاص أصلي لمدينة كيفه؛ بحسب قولها.
بنت معطه؛ أكدت أن فريقها النسوي طور مساحيق جديدة للتحكم في لون مشتقات الجلود الصناعية ومنها ابتكروا ما تسميه “لكلاسيرات” والمحفظات النسوية الفردية والجماعية ونمط جديد من المخدات باسم “أنسيبة” منها ما يستخدم للصالونات وتأثيث السيارات على طريقة الموضة الحديثة.
كما تصر زينب علي ملكية براعة اختراع لخرز نسائي حديث باسم “حبت كيفه” La perle de kifa وهي تصنع من كؤوس الشاي الاصلية ولها كير خاص؛ وفق زينب.
زينب؛ تؤكد كذلك على إنفراد أهل كيفه بشربة خاصة باسم “جلب الخواطر” وهي عبارة عن شراب له مذاق خاص يغري بالعودة له مرة ثانية بحسب تجارب محلية؛ إضافة إلى صناعة أداة لحفظ وتجفيف اللحوم باسم “كج المش” وهي مصنوعة من أسلاك منتجة محليا.
ولم تكن نساء النعمة إلا سفيرات فوق العادة لمدينة ولاته التاريخية؛ حيث أكدت لاله مولاتي بنت سيدي بل؛ المنسقة الجهوية للمرأة بالحوض الشرقي شرقي موريتانيا، على إفراد جناحها بما تصفه “بالحصيرة الحمرة” و”أحصيرت ولاته” وعدد من الأسرة التقليدية (بتشديد الراء) “لخبط” تصنع من شجر “إجيجي”؛ حيث صاغت منها نماذج صغيرة لمجسم مدينة ولاته التاريخية، الذي كان ملفتا بمدخله الولاتي ذو الزخرفة الخزفية.
ولم يعدم مدخل ولاته بنات صغار يلهين أمامه بنهم وهن بظفائر من قبيل “سلمانه” و”أمسولفه” وبأيديهن أواني جميلة صنعت من الخزف ويتقلدن “أتسابيح” طرزت بحجارة رملية.
بينما تفردت مدينة الضيافة “سيلبابي” بنكرانها لذاتها في معرض نظرت إليه أغلب المشاركات من زاوية المنافسة؛ فلم يكن من بد إلا أن يبرز نسيج سيلبابي وصباغة نسوتها ملخصة بذلك جميع ألوان المعرض في أدب الزنوج وكرم المضيف.
قصص الطريق بين مدينتي سيلبابي في أقصى الجنوب الموريتاني والنعمة في أقصى الشرق؛ روت قسوتها النساء المشاركات؛ ولم ينسين حالات ضياع طريق المعرض؛ إلا أنهن وعين قيمة اللحظة وأكشفن عقول جديد في فضاء تعانقت به التقاليد وتلاقحت في ثناياه ثقافات ثقافات لها لون مشترك.