لا زالت أنظار الصحافة العربية والعالمية مشدودة إلي منطقة الشرق الأوسط، تتابع معركة الشد والجذب بين دعاة الحرب علي إيران، ودعاة تغليب الخيار السلمي في معالجة الملف النووي الإيراني، حيث تقترب الجمهورية الإسلامية شيئا فشيئا من الوصول إلي مرحلة “الإحتضان النووي”.
كما تناولت الصحافة تداعيات الربيع العربي في كل من ليبيا التي بدأت توشك علي التقسيم بعد الإعلان عن فيدرالية برقة ، وفي سوريا حيث أنقسمت الصحف في تحليلاتها بين ” متشائم ” يرجح نجاح بشار الأسد في استعادة سيطرته علي الأمور، وبين متشائم أكثر يرجح إنزلاق سوريا إلي حرب أهلية طاحنة، شبيهة بما حدث في يوغسلافيا ، وأنقسامها إلي دويلات صغيرة تعيدها إلي عشرينيات القرن الماضي عندما أصدر الحاكم الفرنسي الجنرال” غورو” القادم من موريتانيا ، قرارا بتقسيمها إلي ثلاث دويلات هي ” دولة دمشق ” و” ودولة حلب ” و” دولة العلويين “. كما تناولت الصحف العربية المعركة التي احتدمت بين مدير أمن دبي “ضاحي خلفان” والشيخ القرضاوي علي خلفية إنتقاد هذا الأخير قرار الإمارات تسفير معارضين سوريين تظاهروا ضد نظام الأسد في مدينة دبي .
الملف النووي الإيراني : خلاف أمريكي – إسرائيلي في الإستراتيجية
اهتمت الصحف الغربية والإسرائيلية بزيارة نتانياهو إلي الولايات المتحدة لحضور المؤتمر السنوي لمنظمة ” للأيباك” التي تمثل أكبر وأقوي جماعات الضغط اليهودية علي الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرها تأثيرا في الشأن السياسي الداخلي الأمريكي والأكثر دعما لإسرائيل علي المستوي العالمي.
وقد حل نتانياهو ضيف شرف علي المؤتمر – كالعادة – باعتباره رئيسا للحكومة الإسرائيلية، والتقي علي هامشه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حضر بدوره المؤتمر وألقي فيه خطابا جدد فيه بيعة الولايات المتحدة لإسرائيل وتعهدها لها بالدفاع عنها بالنفس والنفيس، وضمان تفوقها العسكري علي جميع الدول العربية وغير العربية في منطقة الشرق الأوسط .
وقد أوردت الصحف الإسرائيلية أن لقاء” نتانياهو” بـ”أوباما ” لم يجر بما تشتهي السفن الإسرائيلية وأن اللقاء الذي كان من المفترض أن يستمر لمدة ساعة وربع، أمتد لمدة ساعتين كاملتين، في أجواء قاتمة ، عكر فيها أوباما مزاج ناتانياهو بالحديث الممل عن ارتفاع أسعار النفط، وعن الأزمة الإقتصادية التي يمر بها العالم، وقد خرج الأخير من الإجتماع ” بيدين فارغتين ” حسب صحيفة ” هارتز” .
الخلاف بين أمريكا وإسرائيل في المسألة النووية الإيرانية يتلخص في الخلاف بين معني “تملك القدرة” و”تصنع ” وهو خلاف كما يقول الخبراء يتجاوز اللغة إلي الإستراتيجية . فالآمريكان لا يريدون أن تصنع إيران قنبلة نووية ، أما الإسرائيليون فلا يريدون لأيران أن تمتلك مجرد القدرة التقنية والعلمية علي صنع قنبلة ، ويترتب علي أحد الموقفين : خيار إستعمال القوة العسكرية التي قد تزيد الأمور الأمنية والإقتصادية في العالم تعقيدا وتدخل منطقة الشرق الأوسط في دوامة من العنف وهو ما تدفع إليه إسرائيل . و يترتب علي الموقف الآخر خيار استمرا الضغوط الدبلوماسية الذي تدافع عنه أمريكا ، مع مخاطر وصول إيران إلي لحظة ” الإحتضان النووي ” التي تمنحها الحصانة من أية هجمة عسكرية … خياران آحلاهما مر !
الساعات الأخيرة للقذافي
كشف تقرير أصدره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي بعض تفاصيل الساعات الأخيرة للعقيد القذافي قتل مقتله . وقال التقرير الذي يحتوي 200 صفحة ” ان المعتصم القذافي قرر في 19 اكتوبر تشرين الاول الفرار من سرت مع تقدم قوات المعارضة نحو المدينة الساحلية وفي اليوم التالي خرجا في قافلة من 20 مدرعة وبصحبتهم 200 مسلحا وبعض النساء والاطفال.ووقعت القافلة في كمين نصبه مقاتلو المعارضة وانفصلت عن بعضها. لكن مركبة كانت تتقدم العربة الخضراء التي كان يستقلها القذافي اصيبت بصاروخ لحلف شمال الاطلسي وانفجرت.
وادى الانفجار الى فتح الوسائد الهوائية في عربة القذافي وتحت نيران المعارضة لجأ القذافي ونجله ووزير دفاعه ابو بكر يونس للاحتماء بمنزل قريب قصفته قوات المعارضة بعد ذلك.
واصطحب المعتصم نحو 20 جنديا وذهب للبحث عن مركبات سليمة واقنع والده بالمجيء ايضا. واضاف التقرير ان المجموعة “زحفت على بطونها الى ساتر ترابي” ثم عبر انابيب صرف واتخذوا وضعية دفاعية.والقى احد رجال القذافي قنبلة نحو قوات المعارضة القادمة على الطريق في الاعلى لكن القنبلة اصطدمت بحاجز اسمنتي فوق الانابيب وسقطت امام القذافي.وحاول الحارس التقاط القنبلة لكنها انفجرت فقتلته وقتلت معه يونس.وقال التقرير “اصيب القذافي بشظايا القنبلة التي مزقت سترته الواقية من الرصاص. جلس على الارض مذهولا ومصدوما وهو ينزف ” من وجهه. ثم رفع شخص من مجموعته راية بيضاء استسلاما .
غير أن اللجنة التي يرأسها القاضي الكندي ” فيليب كيرش ” لم تتمكن في تقريرها من معرفة الطريقة التي قتل بها القذافي ولا من قتله، وذلك لإختلاف الروايات وكثرتها وتناقض بعضها مع البعض الاخر .
الأزمة السورية : حافظ الأسد يبعث من جديد .
لم يغب الشأن السوري عن الصحافة العربية والعالمية خصوصا بعد التطورات الأخيرة التي عرفتها حمص واقتحام باب عمر والحديث عن مجازر إنسانية أرتكبها النظام مجددا، علي غرار ما وقع في حماه في ثمانينات القرن الماضي. ولقد سلطت صحيفة ” الأوبزرفر” لبريطانية الضوء علي ” رفعت الأسد” أحد أبطال تلك المجزرة الذي ينعم اليوم بحياة هانئة في الغرب ويملك قصورا ومزارع ومتنزهات في أرقي مراكز الإصطياف في أوربا ، وقدمته الصحيفة كنموذج للنفاق الغربي . ففي الوقت الذي يعلن الإتحاد الأوروبي تجميد حسابات لشخصيات مقربة من نظام بشار الأسد ربما لا تملك حسابات أصلا ، وقد لا تكون قد اقترفت جرائم قتل في حق الشعب السوري ، يعيش مجرم حماه حياة الملوك متنقلا مع حاشيته بين لندن وباريس وماربيلا، دون أن تطاله عقوبات من أي نوع ويتمتع بثروته التي جمعها علي جثث آلاف الضحايا في مدينة حماه . وتتكون اصول رفعت الاسد – كما تقول الصحيفة – من منزل في “ماي فير” في بريطانيا بقيمة 10 ملايين جنيه استرليني، وقصر في فرنسا بقيمة 80 مليون جنيه استرليني، وشقق علي جادة الشانزليزي قريبة من قوس النصر، والعديد من العقارات في اسبانيا بقيمة اجمالية تبلغ 250 مليون استرليني، ويمتلك فندقا بخمس نجوم وعشرات المتاجر، وشققا فندقية في منطقة بورتو بانوس، ويقال انه يمتلك مزرعة ضخمة في التلال المطلة على ماربيلا وله فريق كبير من الحراس الشخصيين ومرافقين، من بينهم اشخاص يستخدمهم لتذوق الطعام ليتأكد من انه غير مسموم، ويمارس رياضته المفضلة “الكوانغ فو” رغم بلوغه من العمر عتيا وتجاوزه الرابعة والسبعين .
هذا النفاق الذي يمارسه الغرب في المسألة السورية وفي غيرها من الموضوعات التي تمس العالم العربي هي التي جعلت ” روبرت فيسك” يكتب مقالا في جريدة “الأندبندت” تحت عنوان ” حقائق مؤلمة تبقي نظام بشار الأسد متماسكا ” يقول فيه : ” اذا كان البعثيون السوريون واستخباراتهم لا يتورعون عن قمع اللبنانيين وتعذيبهم، حتى لو كانوا من حلفائهم، فما الذي يمكن أن يدفع أي منا الى الاعتقاد بانهم يمكن ان يعاملوا السوريين بطريقة مختلفة وأقل وحشية؟ هناك من يعتقد انه طالما بقي الاسد قادراً على الاحتفاظ بدمشق وحلب هادئتين فسيبقى على قيد الحياة وفي سدة الحكم، وهناك من يعتقد ايضاً ان الاسد قد يكون راغباً في أن يدخل التاريخ على انه الرجل الذي منح سورية حريتها، وهناك كثيرون أيضاً من يعتقدون ان أي تغيير سياسي حقيقي في سورية انما هو تهديد خطير لنفوذهم وسلطانهم، بل وحياتهم، فكبار الضباط البعثيين في الجيش والاستخبارات والشرطة والبرلمانيين في مجلس الشعب سيقاتلون حتى النهاية من اجل بقاء الاسد، حتى لو كانوا يفتقرون الى الاعجاب به في داخل نفوسهم، لانهم يدركون يقيناً ان سقوطه وانهيار نظامه يعني بكل بساطة فقدانهم حياتهم. لا ليس بشار الاسد لعبة مشفرة بأيدي عائلته. وباسم البعث وباسم القومية العربية وباسم سحق إرهاب القاعدة والصهيونية والاسلاميين المتطرفين، باسم جميع هؤلاء الاعداء وباسم التاريخ يمكن اعادة إحياء الأب الرئيس الراحل حافظ الاسد وصناعته ثانية في أي وقت “
تراجع الاهتمام بالدِّين في الإعلام الأمريكي
رغم أن المجتمع الأمريكي هو مجتمع متدين بالأ ساس، إلا أن الدين لم يعد يشغل حيزا كبيرا في الإعلام الأمريكي . ذلك ما كشفته دراسة أخيرة أجرتها مؤسستان بحثيتان أمريكيتان حيث أوضحت تلك الدراسة أنه في سنة 2011 لم يشغل الموضوع الديني إلا نسبة قليلة جدا في وسائل الإعلام الأمريكية لا تتجاوز 0.7 % وهي نفس النسبة التي شغلها موضوع المهاجرين وكذلك موضوع المثليين . وكان لموضوع الإسلام حصة الإسد من التغطية الإعلامية للقضايا الدينية حيث شغل نسبة 60% . وهذا يعكس الإهتمام المتزايد بالإسلام والموضوعات المرتبطة به في المجتمع الأمريكي ، وكانت الموضوعات ” الإسلامية ” التي انشغل بها الإعلام الأمريكي هي جلسات ” التطرف الإسلامي ” التي عقدها السنتور الجمهوري ” بيتر كينج ” والتي كان يدعو فيها إلي ممارسة المزيد من الضغط علي الجالية الإسلامية التي تشكل مصدر تهديد للأمن القومي الأمريكي ، يليها موضوع قتل بن لادن ، وتزعم الإخوان المسلمين لحركات الربيع العربي .
أما الموضوع الثاني الذي شغل الإعلام الأمريكي في عام 2011 بعد موضوع الإسلام فيتعلق بدين المرشح الجمهوري “ميت رومني” الذي يعتنق العقيدة” المرمونية ” والذي يتقدم هذه الأيام ليكون المنافس الجمهوري لباراك في الإنتخابات الرئاسية التي ستجري في شهر نوفمبر القادم .
أقوي رجل في دبي يأمر بالقبض علي أقوي رجل في قطر !
أصدر القائد العام لشرطة دبي الفريق “ضاحي خلفان” أمرا بمنع دخول الشيخ يوسف القرضاوي الى بلاده بسبب نشاطاته السياسية التي وصفها بالسفاهة والبلطجة وتهدف لإحداث البلبلة في الإمارات .
وقال “خلفان” في تعليقات نشرها على صفحته في ” تويتر” إن بلاده ستصدر مذكرة إعتقال بحق القرضاوي بتهمة سب دولة الإمارات العربية المتحدة والتهجم عليها عبر قناة الجزيرة القطرية .
وقال” ضاحي خلفان” إن” القرضاوي” يمارس الابتزاز السياسي ويهدد دولا بعينها بإطلاق النار عليها من قناة الجزيرة ، إن لم تستجب لأوامره ، وتسير في خطه . وتساءل الفريق لماذا لا ينتقد القرضاوي دولة قطر التي سحبت جنسيات المئات من مواطنيها مؤخرا.
وذهب خلفان في تهجمه علي القرضاوي إلي أبعد من ذلك حيث قال عنه ” إنه فر من بلاده سرا مع فتاة ، ولديه تاريخ أسود في الجزائر، حيث ارتكب هنالك حماقات شنيعة ” وقال ضاحي خلفان : ” إن القرضاوي يوجه التهم جزافا للدول والأفراد بناء علي معلومات كاذبة ، وهذا يتناقض مع الدين ” . ولم يقتصر خلفان علي نقد القرضاوي فقط بل وجه سهام نقده أيضا لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين وقال: ” إنه قبض علي عناصر من التنظيم في حالة تلبس مع عاهرات ” . وأضاف أن القرضاوي يمارس الإبتزاز والبلطجة ، ويخير الدول بين فتح الأبواب والنوافذ لأجندات الإخوان وإلا ستتعرض للنقد والشتم من شاشات الجزيرة ومن فوق خطب الجمعات.