نواذيبو ــ محمد ولد زين
تشهد العاصمة الاقتصادية نواذيبو قبيل ساعات من زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حراكا سياسيا مشهوداً، حيث تنشط الفعاليات السياسية الموالية للنظام من أجل حشد أكبر عدد من ساكنة المدينة لما أسموه “المهرجان الرئاسي”، والذي سيترأسه ولد عبد العزيز مساء اليوم الثلاثاء في الساحة الواقعة بين أدركاج والمتفجرات المعروفة محليا بمنطقة الاتحادية.
ولا تخطئ عين الزائر ظواهر التحضيرات ففي الساحة الواقعة قبالة مبنى الولاية بمحاذاة دار الشباب وسط المدينة، تم تجميع عدد كبير من حافلات النقل وسيارات الأجرة من المنتظر أن يتم استخدامها في نقل الجماهير إلى موقع المهرجان.
فيما تتحدث أوساط مطلعة من سكان المدينة عن تحضيرات مهمة قامت بها جهات نافذة في الولاية، تمثلت في عقد سلسلة من الاجتماعات الخاصة والسهرات الليلية، إضافة إلى عمليات تعبئة واسعة طرقت أحياء المدينة بيتاً بيتاً، كما تم يوم أمس توزيع كميات من التمر والسمك ربطتها هذه المصادر بعمليات التحضير للمهرجان الرئاسي.
غير أن اللافت للنظر هو حالة الارتباك الكبيرة التي بدت واضحة على محيا المنظمين، فأغلب الوافدين إلى المدينة ما زالوا مشتتين بين الوالي وبروتوكول الرئيس من أجل الحصول على بطاقات تخولهم الدخول إلى المطار لاستقبال الرئيس، وأخرى لأخذ مواقع في المنصة الرسمية حيث سيعقد المهرجان.
وفي نفس السياق تجمع عشرات السياسيين من بينهم عمد ونواب داخل أروقة مبنى الولاية بهدف الحصول على بطاقات تسهل لهم الولوج إلى المنصة الرسمية ومرافقة الوفد الرسمي.
كما تتجلى حالة الارتباك التي يعيشها المنظمون في عدم إيواء الصحافة المستقلة التي نقلت عبر سيارات تابعة للرئاسة إلى مبنى الولاية حيث لم تحصل حتى اللحظة (14:00) على مقر إقامة، كما وجدت صعوبات بالغة في الحصول على البطاقات المخصصة من لدن إدارة تشريفات الدولة للصحافة التي استجلبت لتغطية هذه الزيارة.
هذا الارتباك التنظيمي الواضح يرافقه حراك احتجاجي لمجموعة من العمال المفصولين من بعض الشركات في نواذيبو، إضافة إلى العمال غير الدائمين بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) وبعض خريجي معاهد تكوين الصيادين وناشطين في مجال السياحة.
شيخنا ولد سيداتي (26 عاماً)، ينحدر من مدينة النعمة وخريج الدفعة الرابعة من الصيادين التقليديين ويبحث عن وظيفة منذ تخرجه، اعتبر أن الزيارة الحالية للرئيس الموريتاني للمدينة “يجب أن تجتاز محطات التدشين البروتوكولي إلى خلق حلول ناجعة لأزمة البطالة التي تعصف بشباب المدينة”.
وأضاف ولد سيداتي أن “تدشين المشاريع التنموية في المدينة أمر مهم ولكن إنصاف المظلومين أولى”، وفق تعبيره.
أما مريم منت مسعود (43 عاماً) وهي مرشدة سياحية تعمل في مدينة نواذيبو، أكدت أن “زيارة ولد عبد العزيز إلى نواذيبو يجب أن تكون تصحيحا لاختلالات زيارته السابقة”، معتبرة أنهم كفاعلين سياحيين في المدينة “حرموا من لقائه” في الزيارة السابقة.
وأوضحت أنها ورفقائها في مجال السياحة “يتطلعون” للقاء الرئيس بغية إطلاعه على “حالة التهميش التي يشهدها قطاع السياحة الذي ظل معلما من معالم المدينة”، حسب تعبيرها.
سيدي محمد ولد اعل (60 عاماً) ويعمل بحاراً، فقد صرح لصحراء ميديا أنه ومجموعة كبيرة من المتقاعدين “حرصوا اليوم على التظاهر أمام الولاية ليؤكدوا على حالة الظلم التي يعيشونها”، مضيفاً بأنهم “لم يحصلوا على حقهم في المعاش وباقي متعلقات التقاعد”، وفق تعبيره.
هذا ومن المتوقع أن يصل الرئيس الموريتاني مساء اليوم إلى مدينة نواذيبو، في مستهل زيارة تستمر لثلاثة أيام، حيث من المنتظر أن يترأس مهرجاناً شعبياً مساء اليوم، كما أنه سيحضر الليلة سهرة ينظمها فاعلون سياسيون في المدينة.
وحسب المنظمين فإن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سيقوم يوم غد الأربعاء بالإشراف على قرابة 13 تدشيناً لمشاريع من بينها مستشفى تابع للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، وقروض سكن للأساتذة بالمدينة، إضافة إلى الإشراف على سباق رياضي.
قبل أن يختم رحلته إلى ولاية داخلت نواذيبو يوم الخميس بوضع حجر الأساس لمدينة الشامي الجديدة وزيارة إلى بلدية نوامغار التي يقع فيها حوض آرغين وتعتبر منطقة صيد مهمة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن ولاية نواذيبو تضم مقاطعة واحدة هي مقاطعة نواذيبو، ومن المنتظر أن تكون مدينة الشامي الجديدة هي ثاني مقاطعات الولاية.