1- تركيا تصفير المشاكلات أم تصفير العلاقات ؟
كيف خسرت تركيا جيرانها ؟ المأزق التركي أو بناء الزعامة بالخطابة ، لا يقين في تركيا، الأزمة السورية : هل تسرعت تركيا و أحرقت كل المراكب ؟ هذا غيض من فيض عناوين الأعمدة والمقالات التي تنشرها الصحف التركية والعربية والإسرائيلية هذه الأيام في محاولة لفك طلاسم الإنعطافة الحادة للدبلوماسية التركية منذ اندلاع الأزمة السورية قبل سنة ، والتي أودت بسياسة تصفير المشاكل التي نظر لها أوغلو في كتاباته الكثيرة عندما كان أستاذا في الجامعة، وحاول أن يضعها علي محك الواقع عندما أصبح وزيرا للخارجية التركية سنة 2009.
جميع دول الجوار التركي تعيش طلاقا غير معلن مع حكومة العدالة والتنمية ، العلاقات مع إيران ليست جيدة ، مع اليونان متوترة ، مع العراق وأرمينيا أكثر توترا ، مع روسيا ليست حارة ، مع إسرائيل متقلبة ، لكن أبرز مظاهر فشل سياسة أوغلو وأخطرها علي الإطلاق يتمثل في الأزمة السورية التي صرح طيب أودوغان أكثر من مرة بأنه يعتبرها لأهميتها مسألة تركية داخلية .
كيف أدار الأتراك ” أزمتهم ” السورية ؟ لقد أداروها بالخطابة ، في البدء تصريحات يومية علي شكل نصائح ، بعدها مواقف عالية اللهجة تطالب النظام بالرحيل وإ لا … ثم التهديد بإنشاء مناطق عازلة، وفتح ممرات إنسانية ولو بالقوة .. فانقرة لا يسعها السكوت عما جري ، ولا يمكن أن تبقي مكتوفة الأيدي !.. ولكن أنقرة مع ذلك و رغم كل تصريحاتها التهويلية ، وتحذيراتها التهديدية ، تبقي مكتوفة الأيدي و عاجزة عن التدخل، علي نحو يبدو كل يوم أكثر وضوحا وقوة .. صحيح أن هذه ليست هي المرة الأولي التي ترفع فيها أنقرها سقف مطالبها إلي السماء لتصطدم بعد ذلك بالأرض ، فلقد عانت الموقف نفسه في أزمة أسطول ” مرمرة ” مع تلابيب ، ثم سرعان ما عادت العلاقات مع إسرائيل إلي طبيعتها بسرعة البرق، وحدث نفس الأمر مع فرنسا في قانون إبادة الأرمن لكن تركيا ذهبت في علاقاتها مع سوريا بعيدا ، وأحرقت كل المراكب ، ربما بسبب خطإ علي مستوي التكتيك يعود إلي استعجال حكومة العدالة والتنمية قطف ثمار الربيع العربي قبل نضجها ، وربما يعود الموقف إلي مستوي أبعد من التكتيك ليرتبط بالإستراتيجية ، والدور المرسوم لتركيا بدقة والمطلوب منها أن تلعبه ضمن المنظومة الغربية ، دون أن تتجاوزه أو تتعداه قيد أنملة .
لا يمكن لتركيا أن تذهب في أزمتها السورية إلي أبعد مما ذهبت إليه ، فتركيا دولة ناهضة ، ويعود الفضل في نجاح نهضتها إلي قوتها ” الناعمة ” التي استطاعت أن تفتح بها قلوب الملايين من سكان العالمين العربي والإسلامي كما أستطاعت أن تفتح أسواقهم أمام بضائعها ومنتجاتها التجارية التي اصبحت تنافس المنتجات الصينية فضلا عن الأمريكية والأ وروبية .
لكن القوة ” الناعمة ” هي جزء من ” التكتيك ” المسموح لتركيا أن تتحرك في إطاره ، علي أن تراعي مصالح الغرب وأن لا تنسي أنها عضو في حلف شمال الأطلسي ، ولها مسار مع الإتحاد الأوروبي وشراكة مع الولايات المتحدة ، وكلما حاولت تركيا أن تتجاوز التكتيك إلي الأستراتيجيا ، يرفع الغرب العصا في وجهها ، ويقول لها توقفي . والنتيجية التي نخلص إليها من هذا التحليل أن كل من ينتظر أن يقترن خطاب أنقرة العدائي بإجراءات أكثر حزماً يكون واهماً. فإن كان لدى تركيا أولوية اليوم تكون تعزيز قوتها الناعمة وشعبيتها في الشرق الأوسط، فيما يهدّد أي تدخّل عسكري بتقويض جهودها في هذا الإطار، هذا فضلا عن الخطوط الحمراء التي تضعها الدول الغربية أمام التوسع التركي ومخاوف الغرب من تنامي القوة التركية ومزاحمته في مناطق نفوذه وخصوصا منطقة الشرق الأوسط .
2- تعرفوا علي منصور حسن
بدأت الإستعدادات في مصر لإنتخاب رئيس الجمهورية ، دون أن تبرز شخصية مرشحة قادرة حتى الآن علي تجميع القوي السياسية حولها كمرشح وفاقي ، خصوصا مع غموض موقف الإخوان : القوة السياسية الأقوي في البلاد والذين تعهدوا أكثر من مرة بأنهم لن يقدموا مرشحا باسمهم أو باسم حزبهم وأنه سيكتفون فقط بدعم المرشح الأكثر كفاءة والأقرب إلي برنامجهم. لكن تعهدات الإخوان السياسية كثيرا ما ينقلبون عليها ويتراجعون عنها ، وربما يقدم الإخوان مرشحا من بينهم فيقلبون الطاولة علي جميع المرشحين ، كما قلبوا الطاولة في الإنتخابات التشريعية علي جميع القوي السياسية واكتسحوا البرلمان مع حلفائهم السلفيين .
لكن ” يوسي بيلين ” الوزير الإسرائيلي السابق و صديق ياسرعبد رب في مبادرة جنيف المثيرة للجدل ، يؤكد أن الرئيس المصري القادم سيكون ” حسن منصور ” ويطلب من الإسرائيليين أن يتعرفوا عليه . أما الدليل الذي يستند عليه في هذه النبوءة ، فهي أن ” حسن منصور ” يشبه الرئيسين المصريين السابقين السادات ومبارك قبل اعتلاؤهما السلطة ” فهو ليس شابا جدا ، وليس بارزا ، وليس طموحا ، وكان وزيرا للسادات ، ومناصرا لإتفاقية كامب ديفيد ، ومقبولا من الجنرالات والإخوان ، وهو ينتمي إلي غير المعروفين وغير الملتزمين الذين ينتمي اليهم ناس مثل رئيس حكومة لبنان نجيب الميقاتي. ورئيس روسيا دمتري مديفديف، الذين كانا هناك كي يكون هناك فقط .. بقوا كذلك ايضا حينما تم تعيينهم، وهم مستعدون لتأدية دور الشخص غير المُضر بأمانة . وكذلك كان أمر السادات في عصر عبد الناصر ومبارك في عصر السادات
وينصح ” بيلين ” دولة إسرائيل أن تقترب من حسن منصور لتتعرف عليه أكثر دون أن تفرض نفسها عليه ، وأن تحاول أن تتفهم ما هو التعاون الذي يريحه ، وأن تطور العلاقات مع أكبر دولة عربية عقدت اتفاقيات سلام مع إسرائيل .
ويذكر مقال يوسي بيلين حول حسن منصور بما قاله الكاتب المصري الفقي قبل سنتين من أن الرئيس المصري لايمكن اختياره إلا بالتوافق بين إسرائيل وآمريكا.. وقد أثار تصريح الفقي أنذاك حفيظة حسنين هيكل وكتب مقالا يرد فيه عليه تحت عنوان : متى ولماذا وكيف ؟
3- ضاحي اخليفان يطلق النار علي “القرضاوي” و”السويدان ” و”الإخوان “
أجرت جريدة الشروق الجزائرية مقابلة مع ضاحي اخليفان القائد العام لشرطة دبي تناول فيها خلافه مع القرضاوي ونظرته للربيع العربي وعلاقة أمريكا بذلك . وقال إن ملف القرضاوي قد طوي بعد أن تدخلت جهات عليا وأوقفت بث البرنامج الذي كان من المتوقع إعادة بثه ” فقد توعد القرضاوي في حديثه أن الأسبوع القادم إذا لم تنفذ السلطات الإماراتية ما قاله سوف يعتلي منبر الجمعة وسيتحدث عن نفس الموضوع، وهذا ما أثارني، وهذا لم يقع ” الدولة لا تخضع لأي كان، ولها سيادة وخاطب الفريق القرضاوي قائلا : ” عليك يا سيدي يا فضيلة الشيخ الكبير أن تعلم جيدا ان المولى عز وجل حينما أرسل سيدنا موسى وهارون إلى فرعون، قال لهما، اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا ثم ان المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام كان يقول في خطبه المنبرية ما بال أقوام، لكن الشيخ ذكر أسماء بعينها كرئيس الدولة والشيخ محمد بن زايد وغيرهم وهذا لا يجوز، أنا في اعتقادي انه لم يحالفه الصواب “
وهاجم ضاحي اخليفان الداعية الكويتي “طارق اسويدان” وقال إنه سيتابعه في المحاكم الكويتية وسيسافر إلي الكويت لرفع دعوي ضده بتهمة القذف ، وأنه قد كلف محاميا بالقيام بالإجراءات الإدارية الأولية . وهاجم ضاحي اخليفان حركة الإخوان المسلمين وقال إنها تشكل خطرا علي العالم العربي وخصوصا دول الخليج ، واتهم دولة بعينها بأنها تقف وراءهم وتمدهم بالمال ، وحذر من وصولهم إلي الحكم في سوريا ، وقال إن ذلك سيقسم العالم العربي قسمين . وقال إن الإخوان كانوا حركة فأصبحوا دولة ” وكل من يتعامل مع الدولة فهو عميل “
وقال اخليفان إن الربيع العربي قد بدأ في تونس وذلك بتخطيط أمريكي ، وقال إن كوندليزا رايس كانت قد افتتحت سنة 2007 مكتبا لحقوق الإنسان لهذا الغرض ، وأن هذا المكتب كان هو بداية تساقط أحجار الدومينو ، وهذا باعتراف أمريكا نفسها . وأضاف ” أنا أصدق ما يقوله الأمريكيون الذين يتعامل معهم الإخوان هذه الأيام كما تعاملوا معهم أيام حسن البنا ” .
ولم تقتصر اتهامات اخليفان للإخوان علي الجوانب السياسية بل اتهمهم ايضا بالقيام ببعض ” الممارسات التي يندي لها الجبين في مقراتهم في الإمارات “.