“الجيش لا تنقصه المعدات”.. والانقلاب “يمنح الحركة بعض الوقت”.. وتحذير من “إبادات جماعية” ضد المدنيين!
خاص – صحراء ميديا
اعتبر موسى أغ السارد، الناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد، أن الانقلاب الذي أطاح يوم أمس بنظام الرئيس المالي أمادو توماني توري “كان متوقعاً”، مضيفاً بأن “لم يكن بإمكان ذلك أن يستمر لوقت أطول فنظام توماني توري كان يخفي الحقيقة حتى عن جنوده في الجيش المالي، كما كان متراخيا في مكافحة تنظيم القاعدة”.
وقال الناطق باسم الحركة في أول تعليق على الانقلاب إن نظام توماني توري “كان يصر على تنظيم انتخابات بينما يسيطرون على 80% من الأراضي، وفي وقت يصر فيه توماني توري على أن الأمور تسير بشكل جيد”، مضيفاً بأن توماني توري بإصراره على إدارة الأزمة بهذه الطريقة كان “يتسبب في عجز الجيش المالي”، حسب تعبيره.
وكان أحد القياديين الميدانيين في الحركة الوطنية لتحرير أزواد يدعى أبو الخير قد قال في تصريح لمراسل صحراء ميديا إن “انعدام العدالة في الحكومة المالية وتماديها في الظلم هو ما جعل السحر ينقلب على الساحر”.
الانقلاب.. سلبي أم إيجابي ؟
القيادي أبو الخير، الذي فضل عدم الكشف عن منصبه القيادي في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، اعتبر أن “الانقلاب الذي حدث في باماكو نوعا ما إيجابي بالنسبة للحركة”، معتبراً أنه “من ناحية سيمكن الحركة من كسب الوقت لتحقيق أهدافها، ومن ناحية أخرى سيبين للعالم عدم عدالة النظام المالي”، حسب تعبيره.
وأضاف أبو الخير في اتصال مع مراسل صحراء ميديا أن “هنالك أشخاص أزواديين كانت تستخدمهم حكومة أمادو توماني توري، هم أول من سيهرب عندما يحدث أي شيء في البلاد، وذلك نتيجة لخوفهم من عقاب السلطات القادمة”، مشيراً إلى أن ذلك “دليل على أنهم لا يتمتعون بحقوق المواطنة ولا يشعرون بالوطنية كما أن أمنهم مهدد”، وفق تعبيره.
ولكن أبو الخير عاد ليضيف بأن الانقلاب قد لا يخدم الحركة الوطنية لتحرير أزواد، مشيراً إلى “إمكانية لجوء الجيش المالي إلى التورط في إبادات جماعية تجاه الشعب الأزوادي”.
أما أبو بكر، وهو ملازم سابق في الجيش المالي ويقاتل الآن في صفوف الحركة الوطنية لتحرير أزواد فقد اعتبر في تصريح لمراسل صحراء ميديا أن “الحركة الوطنية لتحرير أزواد لديها موقف وحيد هو: التحرير والتحرير ثم التحرير؛ سواء كان الرئيس أمادو توماني توري أو غيره”، على حد تعبيره.
عبد السلام أغ محمد، ضابط سابق في الجمارك المالية موجود الآن في مخيمات اللاجئين بشرق موريتانيا، قال في تصريح لصحراء ميديا إن وجهات النظر متباينة بشأن تأثير الانقلاب على سير العمليات في شمال مالي، ولكنه “سوف يكون مفيداً بالنسبة للحركة لأنه سيفسح لها المجال لتقوم بما عليها من أعمال”.
وفي رده على سؤال عن الذي كان يعيق الحركة ولم يعد موجودا بعد الانقلاب؛ قال عبد السلام أغ محمد “إن أمادو توماني توري كان يقوم بشراء بعض الأزواديين من أجل أن يقاتلوا إخوانهم في الشمال، وبما أنه انتهى فسوف ينتهون معه”، على حد تعبيره.
الجيش لا تنقصه المعدات..!
الملازم السابق في الجيش المالي والمقاتل الحالي في صفوف الحركة الوطنية لتحرير أزواد أبو بكر اعتبر أن تبرير الجيش للانقلاب على توماني توري بنقص السلاح “ادعاء كاذب”، مشيراً إلى أن “الجيش المالي لديه معدات عسكرية هائلة وقد حاول محاربة الحركة ولكنه لم ينجح”، وفق تعبيره.
وأضاف أبو بكر أن “الجيش المالي يعلم جيدا أن الحركة متفوقة عليه ميدانيا، لذا فهو ليس متعطشا للقائها ولكنه متعطش لدماء المدنيين العزل”، محذرا في نفس السياق من أن “الجيش المالي يعد الآن لإبادة جماعية في الشمال”.
نفس وجهة النظر دافع عنها عبد السلام ضابط الجمارك السابق، حيث قال إن الجيش “كذب بخصوص نقص المعدات”، معتبراً أن “الحكومة منحتهم المعدات الكافية ولكنهم يفقدونها في المعارك مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد”.
فرح وإحساس بالنصر في مخيم اللاجئين..
بدا صباح اليوم الخميس مخيم اللاجئين الطوارق شرق موريتانيا مترقبا تشوبه حالة فرح مضمر، وإحساس بالنصر واضح بعد الإطاحة بنظام أمادو توماني توري الذي يخوض حرباً ضد المقاتلين الطوارق منذ منتصف يناير الماضي.
ذلك الفرح بدا واضحاً لدى توتا أغ محمد؛ وهو شيخ قبيلة كبيرة من قبائل الطوارق، حيث قال في تصريح لمراسل صحراء ميديا “نحن فرحون جدا بانقلاب باماكو”.وواصل
توتا أغ محمد بلهجة مفعمة بالحيوية والحماس “لقد أزاح عنا هذا الانقلاب نظام أمادو توماني توري الذي جاء بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وهو من يحفظ وجوده، وبالتالي فإن إزاحة هذا النظام هي إزاحة للقاعدة”، يقول أغ محمد.