
تعيش بلادنا منذ سنوات علي وقع أزمة سياسية حادة،برزت كنتيجة طبيعية لتداعيات الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية سنة 2008 ورغم ان هذا التجاذب شهدت حدته تراجعا ملحوظا مع تنظيم انتخابات رئاسية جديدة شرع من خلالها العسكريين انقلابهم سنة 2009 .
فقد عادت هذه التجاذبات من جديد وبشكل اكثر حدة في اوساط النخب السياسية المعارضة.ولذلك نتيجة لتحولات جذرية شهدتها المنطقة العربية ومشاكل اقتصادية واجتماعية داخلية بدت النخب الحاكمة عاجزة عن وضع حدلها،من هنا ظهرت مجموعة من التيارات السياسية مقدمة مجموعة من الحلول النظرية القابلة للنقاش ابرزها تيار المعارضة التقليدية الذي يجنح الي ضرورة التغير الجذري للنظام وبأي ثمن أسوة بالنمط السائد في شبه المنطقة(الربيع العربي) ،بينما يري آخرون ضرورة هذا التغير لكن بأقل ثمن وبطريقة اكثر انسجاما مع منطق الحوار بعيدا عن العنف ومختلف مفرداته.وهو تيار يطلق علي نفسه (الأقلية الصامتة) وبين هذا وذاك اجدني ملزما بالانتماء الي تيار ثالث يطرح أفكارا تحاول التوفيق بين مصطلحات التيار الراديكالي ومفردات التيار الوسطي و علي ضو ذالك فإنني أومن كل الايمان بان دخول التاريخ له ثمنه الكبير كما هو معروف لدي الامم التي دخلت التاريخ وعليه فإننا كنخب سياسية مسؤولون امام الضمير و امام التاريخ بان نأخذ بيد امتنا الي بر الأمان بعيدا عن المنزلقات التي وقعت فيها دول شقيقة في المنطقة.
وبما ان الأزمة الموريتانية بلغت ذروتها وذالك جلي من خلال التجاذبات و الخطابات السياسية المتشنجة و الاستقطاب السياسي الحاد الذي يميز الساحة هذه الايام،فإننا نقترح تدخل الحكماء و العلماء الناصحين الشناقطة بامتياز و البعيدين عن الإزاحة والمنطق السياسي البركماتي علي ان تستفيد من تجارب الاخرين من حولنا والتي كان بعضها مدمر ولم يتدخل الحكماء الا بعد فوات الأوان.فوجه الإبداع هنا يتمثل في ان ننجح في وضع الامر في يد الحكماء قبل الكارثة.
فبلادنا اليوم تحاصرها عوامل فتاكه وخارجة عن إرادة الجميع ابرزها الجفاف و الارهاب و الأزمة الاقتصادية العالمية والملفات العرقية التي يتحين يهود العالم الفرصة لتجيشها ليس ضد النظام فقط بل ضد كياننا كدولة مسلمة وعربية قد تعود في اي وقت الي المرجعية الاسلامية،كما تطرح الاضطرابات الموجودة بدول الجوار مشكلة كبيرة ستعمق الأزمة الأمنية و السياسية اذا لم نتدارك الامر بالحكماء بعيدا عن نزوات السياسيين الذين لا ترقي أهدافهم فوق الحصول علي السلطة او البقا، فيها معارضة ونظاما.
ان تدخل صفوة من العلماء والحكما ء وهي معروفة بموريتانيا،وحده سيمكننا من تجاوز الأزمة و من الدخول في مرحلة توافقية او تشاورية جديدة تضعنا علي الطريق الصحيح وفي مرحلة انتقالية صحيحة ومتميزة عن ما سبقها من المراحل السياسية.
وسيساهم تشكيل تيار جاد وشبابي قوي داعم لهذه الأفكار في سحب البساط من ايدي الرادكاليين السياسيين الذين لا يرون الأبعد من مصالحهم السياسية البحتة سواء كانوا من المتمسكين بالسلطة او من الحالمين بالوصول اليها.
وهو لا شك يشكل الحلم الأكبر للشعبالموريتاني المسالم المحب للسلام المنتمي إلى ثقافة ‘العافية ‘ العاشق للأمن والاستقرار القنوع بما لديه من خبز، والمتطلع إلى مستقبل أفضل لبلده موريتانيا ذات المرجعية الاسلامية العتيدة. موريتانيا موحدة،موريتانيا مستقرة،موريتانيا آمنة ،موريتانيا مزدهرة اقتصاديا، موريتانيا حرة تحترم خصوصيتها الثقافية والاجتماعية